أخبار عاجلةاخبار افريقياغرب افريقيا

آخر التطورات في بنين … غموض المشهد السياسي وتضارب الأنباء بشأن إحباط محاولة انقلاب عسكري 

يسود غموض واسع وحالة من الترقب المشهد السياسي في دولة بنين، عقب تضارب البيانات الرسمية بشأن ما جرى فجر الأحد من تحركات عسكرية وظهور مجموعة من الجنود على شاشة التلفزيون الوطني، في تطور مفاجئ أعاد إلى الواجهة مخاوف عدم الاستقرار في واحدة من أكثر دول غرب إفريقيا هدوءاً خلال السنوات الماضية.

أعلن وزير داخلية بنين، الحسن سيدو، اليوم الأحد، أن القوات المسلحة البنينية نجحت في إحباط محاولة انقلاب قادتها مجموعة من الجنود سيطروا مؤقتاً على مبنى التلفزيون الوطني، وأعلنوا من خلاله إقالة رئيس الجمهورية.

وقال وزير الداخلية في بيان رسمي إن القوات المسلحة في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا تمكنت من استعادة السيطرة على الأوضاع، مؤكداً أن المحاولة الانقلابية فشلت ولم تحقق أهدافها.

وتطابقت هذه التصريحات مع ما أعلنه وزير خارجية بنين، أوليشيجون أدجادي باكاري، الذي أكد في تصريحات لوكالة رويترز أن الوضع تحت السيطرة، موضحاً أن ما حدث هو تحرك لمجموعة صغيرة من عناصر الجيش، في حين ظل الجزء الأكبر من القوات المسلحة والحرس الوطني موالياً للدولة. وأضاف أن مدبري المحاولة لم يسيطروا سوى على التلفزيون الرسمي، وأن الإشارة انقطعت لبضع دقائق فقط.

في السياق ذاته، كانت مجموعة من العسكريين قد ظهروا في وقت سابق اليوم على شاشة التلفزيون الرسمي في بنين، معلنين حل الحكومة، في خطوة جاءت ضمن سلسلة من الانقلابات والمحاولات الانقلابية التي شهدتها منطقة غرب إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

وأعلن العسكريون، الذين وصفوا أنفسهم باسم “اللجنة العسكرية لإعادة التأسيس”، أنهم اجتمعوا صباح الأحد وقرروا “إقالة” الرئيس البنيني باتريس تالون من مهامه، إلى جانب إلغاء عمل جميع مؤسسات الدولة. كما أعلنوا تعيين الليفتنانت كولونيل باسكال تيجري رئيساً للجنة العسكرية.

في المقابل، أكد مصدر عسكري مقرب من الرئيس أن ما حدث اقتصر على سيطرة مجموعة صغيرة على التلفزيون الرسمي فقط، مشدداً على أن الجيش النظامي استعاد السيطرة على الوضع، وأن العاصمة الاقتصادية كوتونو والبلاد بأكملها في أمان تام. وأوضح المصدر أن الجماعة لم تنجح في السيطرة على منزل رئيس الدولة أو مقر الرئاسة، وأن عمليات تطهير لعناصر التمرد لا تزال جارية.

كما أفادت السفارة الفرنسية في بنين عبر منصة إكس بوقوع طلقات نارية داخل معسكر غيزو القريب من مقر رئاسة الجمهورية في كوتونو، داعية المواطنين الفرنسيين إلى التزام منازلهم من باب الحيطة والحذر.

وشهد التاريخ السياسي لبنين عدداً من الانقلابات العسكرية أو محاولات الانقلاب خلال عقود سابقة، ما يجعل التطورات الأخيرة محل اهتمام واسع من المراقبين الإقليميين والدوليين.

ويتولى الرئيس باتريس تالون الحكم منذ عام 2016، ومن المقرر أن تنتهي ولايته الثانية خلال العام المقبل، وهي الحد الأقصى المسموح به دستورياً. وقد تم استبعاد أكبر حزب معارض من الانتخابات الرئاسية الأخيرة، التي اقتصرت المنافسة فيها على الحزب الحاكم ومرشح معارض يوصف بـ”المعتدل”.

ورغم الإشادة بالنجاحات التي حققتها بنين في مجال التنمية الاقتصادية خلال فترة حكمه، يواجه الرئيس باتريس تالون انتقادات متكررة من قوى المعارضة، التي تتهمه باتباع نهج سلطوي في بلد عُرف سابقاً بحيويته الديموقراطية.

ويأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من إعلان انقلاب في غينيا بيساو، حيث أعلن أحد ضباط الجيش عزل الرئيس عمر سيسوكو إمبالو وتعليق عمل مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر، ما يعكس تصاعد التوتر السياسي في منطقة غرب إفريقيا بشكل عام.

اقرأ المزيد 

انقلاب عسكري في بنين يطيح بالرئيس باتريس تالون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »