تتهدف مصر للعمل علي الانتهاء من مشروع الدلتا الجديدة الذي يجري تطويره حاليا على مساحة إجمالية قدرها 2.2 مليون فدان، والذي سيزيد المساحة الزراعية في البلاد بنحو 15% باستخدام مزيج من الصرف الزراعي المعالج والمياه الجوفية والمياه السطحية، بدء تطوير المشروع في ربيع 2021 لمعالجة ندرة المياه ودعم إمدادات الغذاء وتنمية المجتمعات البعيدة عن نهر النيل، ضمن خطة لاستصلاح أكثر من مليون فدان يمكن زيادتها في مراحل لاحقة من المشروع في الصحراء غرب دلتا النيل.
وقال السيسي في مارس 2021 إن “مشروع الدلتا الجديدة هو مستقبل مصر”، مؤكدا أهمية هذا المشروع العملاق، والأونة الأخيرة ارتفعت تكلفة المشروع إلى 300 مليار جنيه، بعد أن كانت 160 مليار جنيه في بداية الإعلان عنه قبل عامين، وذلك بسبب تراجع قيمة الجنيه.
وحسبما ذكرت مصادر مطلعة لإنتربرايز، فإن استصلاح فدان في هذا المشروع سيكلف الحكومة 200 ألف جنيه، وبذلك يصل إجمالي تكاليف الاستصلاح إلى 200 مليار جنيه، وفقا لما قاله وزير الزراعة السيد القصير، ومن المرجح أن يذهب المبلغ المتبقي البالغ 100 مليار جنيه إلى البنية التحتية للمشروع.
يتكون المشروع من جزئين: يقع المشروع على امتداد طريق محور “روض الفرج-الضبعة” الجديد المعروف بـ “مستقبل مصر”، بينما يمتد الجزء الآخر من المشروع غرب ذلك على طول محور الضبعة الجنوبي.
مستقبل مصر: يقع هذا الجزء من المشروع على بعد 30 دقيقة بالسيارة من مدينة 6 أكتوبر، ويهدف إلى استصلاح مساحة تزيد عن 500 ألف فدان بتكلفة 8 مليارات جنيه في مرحلته الأولى، طبقا لبيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات.
تبلغ المساحة المخصصة 120 ألف متر مربع على طول طريق روض الفرج – الضبعة السريع، وهو موقع قريب من الموانئ والأسواق، وتوجد عمالة في القرى الواقعة على طول المشروع. ويهدف المشروع إلى توفير أكثر من 10 آلاف وظيفة مباشرة وأكثر من 350 ألف وظيفة غير مباشرة.
وبحلول عام 2024، سيجري استصلاح 200 ألف فدان إضافية في المرحلة الثانية، ما يرفع إجمالي الأراضي المخصصة لمستقبل مصر إلى 750 ألف فدان، حسبما أفادت مصادر في المشروع لإنتربرايز.
جرى بالفعل إنجاز (وإنفاق) الكثير في هذه المرحلة من المشروع: من أصل 500 ألف فدان مخصصة في المرحلة الأولى، جرى استصلاح 350 ألف فدان اعتبارا من أوائل عام 2023 بتكلفة تبلغ نحو 70 مليار جنيه.
يتكون المشروع من مجموعة كاملة من خطط البنية التحتية: طرق جديدة وحفر آبار جديدة، ومحطتين لتوليد الكهرباء تبلغ طاقتها 350 ميجاوات و200 ألف متر مربع من خطوط النقل، طبقا لبيان هيئة الاستعلامات.
وسيتضمن بناء المستودعات والمنشآت الزراعية ومراحل التخزين والتعبئة ومحطات الغربلة ومعامل الاختبار والوحدات الإدارية والسكنية.
الجزء الثاني من المشروع سيقام على مساحة 500 ألف فدان جنوب محور الضبعة. الموقع له مدخل إلى طريق سريع رئيسي وشبكات الموانئ، ويحد محافظات الجيزة والبحيرة ومطروح.
خليط من الصرف الزراعي المعالج والمياه الجوفية:
نظرا لأن احتياطيات المياه الجوفية في مصر تصل إلى 2.45 مليار متر مكعب سنويا، قررت وزارة الري خلط الصرف الزراعي المعالج بمحطة الحمام بمحافظة مطروح مع مياه الدلتا الجوفية للحفاظ على احتياطياتها وحمايتها من النضوب بسبب ارتفاع مستويات الاستهلاك.
محطة معالجة الحمام قيد الإنشاء حاليا، ومن المتوقع أن تعالج 7.5 مليون متر مكعب من المياه يوميا لنقلها إلى محور الضبعة الجنوبي. ومن المقرر ري الـ 500 ألف فدان بمنطقة مستقبل مصر من خلال 41 ألف متر مربع من المياه السطحية عبر ترعة مستقبل مصر بعد معالجة مياه الصرف الزراعي، بطاقة 10 ملايين متر مكعب يوميا.
كلفت محطة معالجة الحمام الحكومة 60 مليار جنيه، واكتمل تطويرها بنحو 46% اعتبارا من يناير. اكتملت محطات الضخ بنسبة 35%، واكتملت المجاري المائية للنهر الصناعي بنسبة 25%، بحسب بيان صادر عن وزارة الري.
من المقرر إنشاء “نهر” اصطناعي لتغذية المشروع: سيشهد مشروع الدلتا الجديدة أيضا إنشاء 174 ألف متر مربع من المسارات المائية على طول محور الضبعة والتي تشمل 22 ألف متر مربع من أنابيب نقل المياه التي تعمل تحت الأرض، و60 ألف متر مربع من الصرف الصحي، والـ 92 ألف متر مربع المتبقية ستكون ممرا مائيا مفتوحا، لتوصيل مياه الري إلى محور الضبعة، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الري محمد غانم
ويشمل المشروع بناء 12 محطة ضخ على طول هذا النهر الاصطناعي. وأوضح وزير الري هاني سويلم في تصريحات في وقت سابق من الشهر الجاري، أن النهر سيستخدم مياه الصرف الزراعي في منطقة غرب الدلتا، والتي ستنقل بعد ذلك إلى محطة الحمام للمعالجة.
ما الذي نأمل في زراعته: أثبتت الدراسات واختبارات التربة أن أكثر من 90% من الأراضي المخصصة مناسبة للمحاصيل الاستراتيجية التي نستوردها في الغالب، مثل القمح والذرة والبطاطس وفول الصويا والحبوب والخضروات والفواكه المختلفة، وفق ملف تعريف خرائط المشروع. أيضا، سيوجه فائض الإنتاج المستهدف البالغ مليون فدان نحو الصادرات لتخفيف ضغط أزمة نقص العملات الأجنبية في البلاد وتقليل فاتورة الواردات.
مشاركة القطاع الخاص في بناء المشروع: هناك بالفعل أكثر من 35 شركة خاصة تشارك في استصلاح الدلتا الجديدة من خلال اتفاقيات الإيجار أو الشراكات أو حق الانتفاع، تنفذ هذه الشركات أكثر من 90% من أعمال تشييد البنية التحتية والأرصفة والحفر وعزل الأنابيب والاستصلاح.
مصر .. السيسي: نسابق الزمن لإضافة 5ر3 مليون فدان بالدلتا الجديدة وتوشكى ووسط سيناء للرقعة الزراعة
