أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

إثيوبيا .. هل يستجيب أبي أحمد للمناشدات الدولية بوقف الحرب ضد شعبة في ” تيجراي ” 

 

»» الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي يرحبان باعلان ” الجبهة الشعبية ”  استعدادها وقف فوري للأعمال العدائية

 

 

في الوقت الذي رحبت فيه الأمم المتحدة والاتحادين الافريقي والأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بإعلان جبهة تحرير تيجراي عن استعدادها الالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية ولحل سلمي للنزاع في إقليم تيجراي شمال إثيوبيا ، وصف تاي دينديا، وزير الدولة الإثيوبي للسلام، على تويتر، إعلان الجبهة بأنه “تطور حسن”، لكنه أصر على أنه “يجب نزع سلاح ما يسمى بقوات الدفاع عن تيغراي قبل بدء محادثات السلام ، موقف واضح ” ، وهو ما يثير العديد من التساؤلات حول مدي جدية رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد وحكومته في الدخول في عملية سلام مع جبهة تيجراي ، والاستماع للمناشدات الدولية ويوقف الحرب التي يشنها علي أبناء شعبه في إقليم تيجراي ؟ .

ولم يصدر حتي هذه اللحظات أي بيان رسمي صادر عن الحكومة الإثيوبية ، تعلن فيه موقفها من إعلان جبهة تحرير تيجراي .

 

»» أمين عام الأمم المتحدة يرحب باعلان الجبهة ويدعو لاغتنام الفرصة 

 

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بإعلان حكومة تيجراي الإقليمية عن استعدادها للالتزام بوقف فوري للأعمال العدائية ولحل النزاع سلمياً في شمال إثيوبيا

وقال أمين عام الأمم المتحدة في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه صدر الأحد، ” إنه يشعر بالتشجيع من الرغبة المعلنة للحكومة الإقليمية في تيغراي للمشاركة في عملية سلام قوية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

 

ودعا انطونيو جوتيريش الأطراف إلى اغتنام هذه الفرصة من أجل السلام واتخاذ خطوات لإنهاء العنف بشكل نهائي واختيار الحوار.”

كما شجع الأطراف على المشاركة بنشاط في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي بحسن نية ودون تأخير وتهيئة الظروف المواتية لإجراء المحادثات.

 

و جدد جوتيريش التأكيد على استعداد الأمم المتحدة لدعم عملية السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي.

 

وبمناسبة عيد إنكوتاتاش، الذي يتم الاحتفال به في 11 سبتمبر في اثيوبيا ، تمنى الأمين العام لجميع الإثيوبيين رأس سنة سعيدة يعمها السلام .

 

»» موسي فقي : تطور ايجابي وفرصة لاستعادة السلام في إثيوبيا

 

ورحب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ، موسى فقي ، بإعلان حكومة تيجراي الإقليمية عن التزامها بالحل السلمي للصراع وكذلك رغبتها في المشاركة في عملية السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي.

 

وشدد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي على هذا التطور الإيجابي باعتباره فرصة فريدة لاستعادة السلام في إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية.

وفي هذا الصدد ، أثني موسي فقي بشكل خاص على الحكومة الإقليمية لتيجراي لاستعدادها للدخول في مفاوضات ، تمشيا مع دعوة مماثلة وجهتها الحكومة الاتحادية لإثيوبيا.

و حث رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي كلا الطرفين على العمل بشكل عاجل من أجل وقف فوري لإطلاق النار ، والمشاركة في محادثات مباشرة ، في عملية يقودها الاتحاد الأفريقي وتشتمل على شركاء دوليين متفقين بشكل متبادل.

 

وكرر موسي فقي التأكيد على التزام الاتحاد الأفريقي المعلن منذ فترة طويلة والمستمر تجاه عملية سلام قوية وذات مصداقية ، تقوم على الشجاعة السياسية ، والتي ينبغي أن تساعد دون تأخير في تحقيق التطلعات المشروعة والمصالح العليا لجميع الإثيوبيين من أجل السلام ، الاستقرار والتنمية المستدامة.

وودعا رئيس المفوضية المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لعملية السلام الجارية التي يقودها الاتحاد الأفريقي.

 

من جانبه أكد وزير الخارجية بلينكين أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب الاثيوبي ، وان واشنطن تدعم الجهود الدبلوماسية المستمرة لتحقيق رغبتهم في العيش بسلام ، مع إتاحة الفرص الاقتصادية للجميع.

 

وأثني وزير الخارجية الأمريكي على الاتحاد الأفريقي لعمله في تشجيع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي الشعبية للدخول في محادثات سلام في أقرب وقت ممكن لحل النزاع المستمر.

وقال بلينكين ” نشجع عملية قوية تستجيب لاستعداد حكومة إثيوبيا المعلن للذهاب “إلى أي مكان وفي أي وقت” من أجل السلام ، مشيرا إلي بيان جبهة تحرير تيجراي والذي أكد علي أنهم مستعدون لإنهاء القتال والسعي لحل القضايا العالقة من خلال الحوار.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أن الشركاء الدوليون على استعداد لدعم هذه العملية ، مطالبا إريتريا والدول الأخرى الكف عن تأجيج الصراع.

 

وشدد الوزير الأمريكي علي أن الولايات المتحدة تدعم وحدة إثيوبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وتريد العودة إلى شراكة قوية.

وقال ” بروح العام الجديد ، ندعو قادة البلاد إلى وضع إثيوبيا على طريق ينهي المعاناة ويحقق سلامًا دائمًا.

وأكد جوزيب بوريل الممثل الاعلي للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية علي ضرورة اغتنام هذه الفرصة من قبل الجميع ، مشددا علي أن استعداد الاتحاد الأوروبي على تقديم الدعم.

 

وقال جيتاشو رضاي المتحدث باسم حكومة تيجراي ” أن الاتحاد الأوروبي كان ثابتًا في دعوته للقوات الإريترية والقوات الأخرى للانسحاب من تيجراي ، مضيفا ” نتوقع أن جميع اللاعبين الرئيسيين الآخرين سيضغطون على أبي أحمد للتخلي عن صفقته المزدوجة مع النظام في أسمرة

كانت جبهة تحرير تيجراي أعلنت استعدادها للمشاركة في عملية سلام “راسخة” تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.

 

وقالت الجبهة في بيان ” إنها على استعداد أيضا للالتزام “بوقف فوري ومتبادل” للأعمال القتالية مع الحكومة الإثيوبية من أجل تهيئة ما وصفته بمناخ “موات”.

واضافت : “نتوقع عملية سلام ذات مصداقية بقيادة الاتحاد الإفريقي”.

ط

 

وفي سياق آخر نشرت وكالة الأنباء الفرنسية ” أ ف ب ” تقريرا حول كيف استقبل الإثيوبيون عامهم الجديد ، مشيره إلي أنهم استقبلوه على وقع حرب أهلية إندلعت في إقليم تيجراي ، وجفاف مدمّر ومعدل تضخم مرتفع.

 

وفي سوق الماشية في العاصمة أديس أبابا، اشتكى تجار وزوار على حد سواء من الأزمات العديدة التي تواجه ثاني بلدان إفريقيا لجهة عدد السكان.

 

وقال التاجر إنداشيو دينيكيو لفرانس برس السبت، عشية عطلة رأس السنة المعروفة باسم “إنكوتاتاش”، “كما ترون الآن، كل شي بات باهظ الثمن. لو أن هناك سلاما لما كان الوضع هكذا”.

 

وأضاف “وضع السلام الذين ترونه وتسمعون عنه في مختلف الأماكن ليس جيدا. لزم الناس منازلهم ولم يحضروا إلى السوق ويجلبوا ماشيتهم”.

 

اندلعت معارك الشهر الماضي بين قوات رئيس الوزراء أبيي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي، ما أدى إلى انهيار هدنة استمرت خمسة أشهر وعززت الآمال بإمكان إيجاد حل سلمي للحرب التي استمرت نحو عامين.

 

وقال البنك الدولي في تقرير قاتم عن إثيوبيا نشر في الثامن من أيلول/سبتمبر إن “مستوى النزاع المرتفع وهشاشة إثيوبيا مصدر قلق كبير”.

 

وأضاف أن “النزاعات العديدة مصحوبة بجفاف تاريخي وغير ذلك من الصدمات أثرّت بشدة على ملايين الإثيوبيين وتعرّض للخطر تقدّم الاقتصاد والتنمية الاجتماعية اللذين حققتهما البلاد في السنوات الأخيرة”.

 

وفي وقت سابق هذا الشهر، وصف صندوق الاستجابة الطارئة التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الوضع الإنساني في إثيوبيا بأنه “رديء” في ظل وجود حوالى 20 مليون شخص على مستوى البلاد بحاجة إلى مساعدات جرّاء النزاع والصدمات المناخية على غرار فترات الجفاف الطويلة والفيضانات الموسمية.

 

ومدى السنوات الـ15 الأخيرة، كانت إثيوبيا التي تعد 115 مليون نسمة من بين اقتصادات العالم الأسرع نموا، بحسب البنك الدولي. لكن على غرار العديد من الدول الأخرى، تعرّضت لضربة موجعة جرّاء وباء كوفيد وتداعيات الحرب في أوكرانيا، فضلا عن مشاكلها الداخلية.

 

وبلغ معدل التضخم في تموز/يوليو 33,5 في المئة، بحسب بيانات رسمية، بينما وصل التضخم في أسعار المواد الغذائية إلى 35,5 في المئة، وهو أمر يدفع السكان لتجنّب الإنفاق.

وقال الموظف تشومبي غيبريهانا لفرانس برس قرب السوق الرئيسية المقامة في الهواء الطلق في العاصمة “لا وجود للحشود المعتادة التي نراها عادة في الاسواق خلال العطلة”.

 

وأضاف “كان للتضخم تأثيره. لو أن الناس يملكون ما يكفي من المال في أيديهم.. ما كنا لنرى جموعا صغيرة كهذه في السوق المقامة لمناسبة العطلة”.

 

– “الوضع صعب” –

 

وفي مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية مؤخرا، أقر مستشار أبيي الرفيع مامو ميهريتو بوجود أزمة تكاليف المعيشة لكنه أفاد بأن الحكومة تتّخذ إجراءات للسيطرة على الأسعار.

 

وقال مامو الذي يدير أيضا الصندوق السيادي للبلاد إن “جهدنا يؤتي ثماره لأن التضخم يستقر حاليا، وإن كان لم يتم التعامل معه بشكل كامل”.

 

وأشار إلى أن الحكومة تتبنى إصلاحات لجذب الاستثمارات والتجارة وتتوقع تحقيق نمو اقتصادي نسبته ستة في المئة العام الجاري.

 

في الأثناء، أطلق تجدد الأعمال العدائية في الشمال العنان لنشاط دبلوماسي مكثّف في محاولة لوضع حد للنزاع الذي اندلع أول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

 

وقال مبعوث الولايات المتحدة إلى القرن الإفريقي مايك هامر في رسالة وجهها إلى الإثيوبيين لمناسبة رأس السنة “أتمنى أن يملك أطراف النزاع الشجاعة لاختيار الحوار على القتال وأن يشاركوا في عملية بقيادة الاتحاد الإفريقي تؤدي الى سلام دائم”.

 

أما في سوق الماشية، فأكد آسيفة أليمو الذي يعمل في صنع الأدوات المعدنية عدم وجود عدد كبير من المشترين.

 

وقال لفرانس برس “كنت أشتري (ماشية) لقاء مبلغ قدره ما بين 4000 و5000 بير (قرابة 75 إلى 95 دولارا بناء على سعر الصرف الحالي). لكن اليوم أصبح المبلغ 15 ألف بير (أي حوالى 285 دولارا). بعض الناس دخلهم أقل وبالتالي لم يعد بإمكانهم تحمّل هذه الكلفة.. الوضع الحالي صعب للغاية”.

 

وتابع “أعتقد أنه إذا حل السلام في البلاد، فستنخفض الأسعار”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »