غاب الاستقرار عن أرض المختار، فنسي أهلها ذكري إستشهاده الـ 91 ، ففي وسط حالة الانسداد السياسي والازمة الحالية بين الفصائل التي تتصارع للوصول الي حكم البلاد، نسى معظم الليبين هذه الذكري العطرة، التي كان يستعد الليبين في السابق لها استعدادهم لأحد العيدين الفطر أو الأضحي ففي ضخم حالة الانساد السياسي هذه نسي الليبيون المتصارعون حلول ذكري استشهاد شيخ المجاهدين وشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، عمر المختار الذي رحل عن عالمنا، في يوم 16 سبتمبر عام 1931، بعد رحلة كفاح طويلة أمتدت لنحو 20 عاماً دافع فيها عن تراب هذا البلد وحاول تطهيره من دنس الاحتلال الايطالي فأقض مضاجعه، وحول ليبيا والتي كانوا يحلمون أن تكون ضيعة وواحة لروما في جنوب البحر المتوسط، الي كابوس أضطر بعد ذلك الي مغادرتها منكسرين مجبورين بعد سنوات من رحيله.
ولم تشهد الساحة الليبية فعاليات إحتفالية سوي إفتتاح المركز الثقافي بضريح المجاهد عمر المختار بوسط مدينة بنغازي بحضور عدد من أحفاد المجاهد العظيم، وبعض من الأكاديميين والأدباء والكتَّاب والمثقفين والفنانين والإعلاميين.
وألقي حفيد المختار محمد أحمد المختار كلمة تحدث فيها جده وسيرته ومسيرته وجهاده كما تحدث عن عائلته واحفاده، كما قدم الدكتور فرج نجم الدين، رئيس مركز السلام عرضاً مصوراً ونبذة مختصرى عن المختار ورفاقه في الكفاح.
كما تم مناقشة الكتاب الصادر عن دار كنوز «رسائل عمر المختار وإدريس السنوسي»، للكاتبة الصحفية والباحثة، إيناس مرشد، خريجة جامعة القاهرة قسم صحافة، والتي تعمل كاتبة صحفية بمجلة «الإذاعة والتليفزيون» المصرية، والذي يتناول كتابها قصة كفاح الليبيين ضد الاستعمار الإيطالي، والذي يحتوي علي عدة رسائل بخط اثنين من أبرز الشخصيات التاريخية، شيخ المجاهدين عمر المختار والملك إدريس السنوسي.
فيما ألقت صفحة الجمعية الليبية للآداب والفنون في «فيسبوك» الضوء على الكتاب، مشيرة إلى أنه « يستعرض العلاقة بينهما من خلال الرسائل التي كتبها كل منهما بخط يده، وتكشف الكثير من أسرار المقاومة الليبية، والتي تناولتها أيضا رسائل المجاهدين الليبيين إلى المختار والسنوسي، وكذلك رسائلهما إلى المجاهدين، إلى جانب الكشف عن الخطابات الخاصة بالملك إدريس السنوسي وأوراقه ومذكراته الشخصية التي تنشر للمرة الأولى».
كما يكشف الكتاب المذكرات الشخصية للملك إدريس السنوسي، متناولا فترة مهمة في تاريخ ليبيا من بداية الاستعمار الإيطالي ومعاهدة لوزان العام 1912، كما يتضمن تفاصيل السنوات التي قضاها الملك إدريس السنوسي في مصر خلال فترة لجوئه إليها قبل أن يصبح ملكا وبعد الإطاحة به في سبتمبر 1969م وحتى وفاته، حسب «الدستور».
.
