أخبار عاجلةاخبار افريقياالقرن الافريقى

إثيوبيا .. هل يقدم الاتحاد الأفريقي لابي أحمد طوق النجاة للخروج من مأزق ” تيجراي ” ؟

وجه موسي فقي مفوضية الاتحاد الافريقي الدعوة للحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي  للدخول في مفاوضات لمحاولة التوصل لاتفاق سلام لوقف الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين في إثيوبيا ، وراح ضحيتها آلاف الإثيوبيين ونزوح الملايين من مناطقهم ، من أبناء إقليم تيجراي شمال إثيوبيا واقلمي عفار وأمهرة .

وجاءت دعوة الاتحاد الأفريقي لبدء مفاوضات سلام بين حكومة أبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي ، لتثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كان رئيس الوزراء الإثيوبي جاد هذه المرة في حل الأزمة في تيجراي وانهاء الحرب التي عاني من ويلاتها الملايين من أبناء شعبه ؟ .. كما يثار التساؤل حول ما إذا كان الاتحاد الأفريقي يقدم لأبي أحمد طوق النجاة للخروج من مأزق ” تيجراي ” ؟ .

»» ” تيجراي ” و حكومة أبي أحمد يرحبان بدعوة الاتحاد الافريقي

في اول رد فعل من جانب الحكومة الإثيوبية الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي علي دعوة الاتحاد الأفريقي ، أعلن الجانبان ترحيبها بالدعوة .
وأصدرت حكومة تيجراي بيانا خاطبت فين موسي فقي رءيس مفوضية الاتحاد الافريقي , قالت فيه ” السيد الرئيس فكي ، نيابة عن حكومة تيجراي ، أود أن أشكرك على رسالتك المؤرخة 1 أكتوبر ، والتي تدعو حكومة تيجراي إلى جنوب إفريقيا لحضور المحادثات التي دعا إلى عقدها الاتحاد الأفريقي ، فإن حكومة تيجراي مستعدة للمشاركة في محادثات السلام المقترحة في جنوب أفريقيا.

واكدت حكومة تيجراي التزامها بحل سلمي للصراع الحالي .
وتساءلت حكومة تيجراي حول ما إذا كان وقف الأعمال العدائية من جدول أعمال رءيس مفوضية الاتحاد الافريقي الموضوعي.
واكدت حكومة تيجراي استعدادها لإرسال فريق التفاوض الخاص بها إلى جنوب إفريقيا. وقالت حكومة تيجراي ” ومع ذلك ، نظرًا لأنه لم يتم التشاور معنا قبل إصدار هذه الدعوة ، فإننا بحاجة إلى توضيح لبعض القضايا التالية لإنشاء بداية ميمونة لمحادثات السلام ، مثل ما إذا كانت هناك جهات فاعلة إضافية ستتم دعوتها كمشاركين ، المراقبون أو الضامنون ؛ ما هي الأدوار التي يتصورها للمجتمع الدولي؟ والخدمات اللوجستية ، مثل ترتيبات السفر والأمن لفريق التفاوض لدينا.
وفي ردها علي دعوة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي أكدت الحكومة الإثيوبية في بيان صادر عن مكتب خدمة الاتصال الحكومي التابع للحكومة الإثيوبية أن الدعوة الرسمية من الاتحاد الأفريقي تتماشى مع المواقف السابقة للحكومة الإثيوبية ، موضحا أنه من المعروف أن حكومة أديس أبابا أعربت عن أن المحادثات يجب أن تتم فقط من قبل الاتحاد الأفريقى، ويجب أن تجرى دون أي شروط مسبقة.

وقالت الحكومة الإثيوبية أنها ملتزمة بتبني جميع الإجراءات الممكنة لحل النزاع بطريقة تضمن السلام الدائم وسلامة أراضي إثيوبيا وستواصل التمسك بهذا الالتزام .

وكتب مستشار رئيس الوزراء الاثيوبي للأمن القومي رضوان حسين ، علي حسابة الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر ” إن الحكومة الاثيوبية قبلت هذه الدعوة التي تتماشى مع موقفنا المبدئي فيما يتعلق بالحل السلمي للنزاع وضرورة إجراء محادثات دون شروط مسبقة ” .

»» هل أبى احمد راغب حقيقة فى مفاوضات السلام ؟

ويقول عبد القادر الحيمي الخبير في شؤون منطقة القرن الأفريقي ” أنه فى اواخر يونيو 2021 اعلن أبى أحمد عن وقف اطلاق النار من جانب واحد كهدنة انسانية لادخال مواد الاغاثة الدولية لاقليم التيجراى المحاصر ، لكن الحقيقة هى ان قوات الجيش الفيدرالى تلقت هزيمة مذلة على يد قوات التقراى TD ثم تفكك الجيش الفيدرالى.

واضاف ” على صعيد آخر القت الولايات المتحدة ثقلها الدبلوماسى ، لانقاذ نظام ابى احمد ، وضغطت على قوات التيجراى لتنسحب من مدن الامهرة والعفر كما فرضت على التيجراى القبول بوقف اطلاق النار .

وأشار الحيمي الي أنه فى الجولة الثانية التى بداها الجيش الاثيوبى وحليفه الجيش الارترى ، حقق التيجراى انتصارات مهمة وموثرة فى معارك حاسمة قضت على قوات التحالف الغازية ودمرتها واحبطت هدفها باستعادة ميكيلى لصالح حكومة اديس ابابا.

وقال الحيمي ” يتلخص فشل الدبلوماسية الامريكية فى عدم التقدير السليم للتيجراى وعدم اخذهم لقوات دفاع التقراى محمل الجد وقوتهم العسكرية الضاربة التي تعد الاقوى فى القرن الافريقي.

واضاف ” يلاحظ ايضا انه لم يتم اعلان وقف اطلاق النار وهو ما يسبق اية مفاوضات كما جرت العادة فى النزاعات المسلحة ، فقد صرح الشهر الماضى ” جيتاتشو رضاي ” عضو اللجنة التنفيذية الناطق الرسمى لحكومة التيجراى : ” اننا لن نكرر فخ وقف اطلاق النار مرة اخرى ”

وتابع ” معنى ذلك ان ابى احمد لم يكن راغب فى مفاوضات السلام واستغل وقف اطلاق النار الذى اعلنه من جانب واحد فى حشد وتعبئة وتجنيد ليشن الحرب مجددا.

وقال الحيمي ” لذلك كلما يحقق التيجراى انتصارات عسكرية على الارض تهرع الولايات المتحدة وتتدخل لاجهاض الانتصارات العسكرية للتيجراى عبر جهود دبلوماسية بغية احلال السلام ولاعطاء مزيدا من الوقت للحكومة الاثيوبية لتجهيز حملة عسكرية اثيوبية ارترية ثالثة على التيجراى .

وأكد الخبير في شؤون القرن الأفريقي أنه حتى لو جلس اطراف النزاع على طاولة المفاوضات ، ستكون المفاوضات اشبه بحوار ” الطرشان”. سيتعمد الجانب الحكومى والذى يتراسه ديمكي مكنن حسن نائب رئيس الوزراء، وزعيم صقور الامهرا وسيكون اول طلب للوفد الحكومى كما يصرحون علنا منذ سنتين ( تفكيك قوات دفاع التيجراى ) وهو ما يرفضه التيجراى بل ويرفضون حتى النقاش فيه ، لذا ستكون مفاوضات طويلة لاتؤدى الى نتائج وقد تتخللها معارك عسكرية .

وأكد الحيمي أنه يلاحظ ان الدعوة التى وجهها الاتحاد الافريقي لاطراف النزاع تتوافق وتتماشى مع رغبة الحكومة الاثيوبية برعاية الاتحاد الافريقي للمفاوضات ، وهو ما يعنى رفض طلب التيجراى مشاركة رعاية الامم المتحدة ، الولايات المتحدة وكينيا .

»» مذبحة جديدة في تيجراي : مقتل أكثر من ٥٠ شخصا في غارة جوية علي مدرسة

نقلت ” وكالة رويترز للأنباء” عن اثنان من موظفي الإغاثة الإنسانية وقوات تيجراي قولهما ” إن أكثر من 50 شخصا قُتلوا عندما أصابت غارة جوية يوم الثلاثاء مدرسة في إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا كانت تؤوي نازحين بفعل الصراع بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية.

وتعد هذه الغارة الجوية على مدينة عدي ديرو واحدة من الغارات التي أسقطت عددا كبيرا من القتلى خلال الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا، والتي حصدت أرواح الآلاف وشردت الملايين.

ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية ليجيسي تولو ، أو المتحدث باسم الجيش الكولونيل جيتنت أدانى أو المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سييوم على طلبات للتعليق على الحادث.

وقال موظف إغاثة في بلدة شاير لرويترز ” إن ناجين من الغارة قالوا لموظفي الإغاثة بعد الفرار من البلدة، التي تبعد نحو 25 كيلومترا، إن 50 شخصا على الأقل قُتلوا وأُصيب أكثر من 70 ، فيما قال موظف إغاثة آخر، والذي أطلَعَه زملاؤه على حصيلة القتلى، إن 62 شخصا قُتلوا.

وطلب موظفا الإغاثة عدم الإفصاح عن اسميهما لأنه غير مخول لهما التحدث مع وسائل الإعلام.

وقال مكتب العلاقات الخارجية لحكومة تيجراي الإقليمية في بيان إن 65 شخصا قُتلوا وأُصيب 70 في الغارة الجوية.

 

»» خبراء أمميون يدقون ناقوس الخطر بشأن مكافحة الاتجار بالبشر في تيغراي وعفار وأمهرة

تأتي تلك التطورات علي الارض في الحرب التي يشهدها إقليم تيجراي الأثيوبي ، في الوقت الذي حذر فيه عدد من الخبراء الأمميين من أن النساء والفتيات في مناطق تيجراي وعفار وأمهرة الإثيوبية معرضات بشكل متزايد للاختطاف والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي أثناء فرارهن من الصراع في الجزء الشمالي من إثيوبيا .
بيان مشترك صدر اليوم، شدد المقررون الخاصون على أن النزاع المسلح الذي طال أمده في المناطق الثلاث زاد من مخاطر الاتجار بغرض الاستغلال الجنسي كشكل من أشكال العنف الجنسي في النزاع.

وقالوا: “نحن قلقون من التقارير التي تفيد باختطاف نساء وفتيات لاجئات ومشردات داخلياً في مناطق تيغراي وعفار وأمهرة أثناء محاولتهن الانتقال إلى أماكن أكثر أمانا. إننا نشعر بالقلق إزاء مخاطر الاتجار، ولا سيما لأغراض الاستغلال الجنسي، بما في ذلك الاسترقاق الجنسي.”

أثار الخبراء الأمميون مخاوف جدية بشأن تعرض اللاجئات والأطفال الإريتريين لخطر الاتجار بغرض الاستغلال الجنسي بعد عمليات الاختطاف والتشريد. وأضافوا: “هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الاتجار، وخاصة لأغراض الاستغلال الجنسي، ولضمان المساعدة والحماية لجميع الضحايا، دون تمييز على أساس العرق أو الإثنية أو الجنسية أو الإعاقة أو السن أو الجنس” .
وحذروا من أن الأطفال معرضون بشكل خاص لخطر الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي وخاصة في منطقة تيجراي، حيث تم فصل مئات الأطفال عن عائلاتهم.
وأعرب الخبراء الحقوقيون عن قلقهم إزاء استمرار عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وحثوا على اتخاذ تدابير وطنية وثنائية ومتعددة الأطراف فورية لمنع جميع أشكال الاتجار بالأطفال وضمان حماية جميع الأطفال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »