أخبار عاجلةالرأي

كيمو بن محمد كوندي يكتب .. الباحث المثالي المطلوب اليوم 

 

لكي يكون الطالب باحثا مثاليا مُحكما ورصينا في تخصصه وفي غيره من التخصصات، لابد أن يتمتع أولا بحرّية فكرية مطلقة، وأن يكون نفَسُه بعدئذٍ أطول من جبل أحد في المدينة المنورة، بحيث لا ينتابه فتورٌ، ولايصيبه نصبٌ في قراءة الكتب ومتابعتها مهما كانت حجمها وشكلها ومضمونها ومحتواها، وله في ذلك أسوة حسنة من علمائنا الأقدمين، مثل ذلك العالم الموسوعي المتقن، وذلك الباحث الفيلسوفي المتوقّد، أعني بذلك المفكر التربوي المتمكّن، الذي كان يُدعى في القرن الماضي ب” الفارابي” عليه رحمة الله وعلى جميع علمائنا…

حيث استطاع هذا العالم الكبير أن يقرأ كتابَ الطبيعة لأرسطو” أربعين مرة” وكتاب البلاغة لأرسطو أيضا “عشرين مرة”حتى فهمهما!!

 

لئن خالجك في ذلك شك” فما عليك إلا أن تُطوّفَ مرةً في آفاق مؤلفاته المختلفة مثل كتابَيه( إحصاء العلوم) وكتاب الجمع بين رأي الحكمين) عندها تُدرك جليّا أن هذا العالم كان صاحب نفَسٍ طويلٍ في البحث والتنقيب والتشذيب والتهذيب..

ولقد أثبت غير واحدٍ من علماء هذا الزمان ” على أن الباحث المثالي” هو الذي يتفرغ للبحث يوميا لمدة عشر ساعات تقريبا.

 

خلاصة القول ”

أخلص مما سبق إلى تقرير القول بأن الباحث المثالي المطلوب اليوم” هو ذلك الباحث الذي يبذل جُهدَه ووقتَه ومُهجه، ويُحكّم عقلَه وفكرَه ومنطقَه، لكي يُقدّمَ الإضافة في بحثه، ولكي يقدّم الشموعَ التي تُنيرُ للأمة طريقها، وأما أن يظلّ معلومات الباحث دائما وأبدا في بحوثه مجرّد إجترار وتَكرار وأرشيف لأقوال السابقين؛ فذلك ضربٌ من ضروب الدكتاتورية والأتوقراطية الفكرية التي لا مُقام لها في هذا القرن الواحد والعشرين!!…

وهذا طبعا لا يتعارض من شرعنا الحنيف، لأن شريعتنا الغرّاء تأمرنا دائما بالتفكير والإبداع واستعمال العقل والفكر، مادام هذا التفكير لاينسف ثوابت الدين ومسلّماته المعلومة من الدين بالضرورة.

والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل

• كيمو بن محمد كوندي باحث في جامعة القاهرة قسم الشريعة والقانون.

إقرأ أيضا : 

كيمو بن محمد كوندي يكتب : المزاوجة بين العلوم وضرورة الاستفادة منها

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »