سيشل: انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية بمزيج من الرياضة والثقافة

في سيشل الجزيرة الدولة البكر انطلقت في 1 مايو بطولة كأس العالم لكرة القدم الشاطئية 2025 في بارادايس أرينا في ماهي، حاملة معها مباريات مثيرة وتبادلًا ثقافيًا ودفعة استراتيجية لتعزيز الرؤية السياحية.

جاء يوم الافتتاح أكثر من مجرد حدث رياضي، بل كان بمثابة رسالة، برهانٌ على قدرة دولة جزرية صغيرة على استضافة بطولة دولية بثقة، والاستفادة من الأضواء العالمية لتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للترفيه والسياحة البيئية.
بدأ المشجعون بالتوافد إلى صالة “روك كايمان” الساحرة منذ الساعة الواحدة والنصف ظهرًا، غير عابئين بالسماء العاصفة وهطول الأمطار المتقطعة. وظلت الأجواء حماسية، حيث أظهر مشجعو سيشل والعالم دعمًا قويًا لفرقهم. وشهد اليوم أربع مباريات عالية التهديف شهدت إثارة وتشويقًا من البداية إلى النهاية. خسرت سيشل، الدولة المضيفة، أمام بيلاروسيا بنتيجة 6-3 رغم أدائها القوي الذي أبهر الجماهير. وقدمت اليابان أداءً قويًا بفوزها على غواتيمالا بنتيجة 6-2. وتغلبت إيران على موريتانيا، التي تشارك لأول مرة، بنتيجة 5-4 في مباراة مثيرة، بينما تغلبت البرتغال على باراغواي بنتيجة 11-9 في مباراة مثيرة ستبقى محفورة في الذاكرة.
حضر مباراة الافتتاح الرسمية بين سيشل وبيلاروسيا الرئيس وافيل رامكالاوان، بحضور رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) الدكتور باتريس موتسيبي، وعدد من كبار الشخصيات من قطاعي كرة القدم والسياحة، وقد مثّل حضورهم اعترافًا رفيع المستوى بالرياضة كوسيلة للتفاعل الاقتصادي وتعزيز الهوية الوطنية. وزاد من روعة المناسبة أداءٌ حيٌّ نابضٌ بالحياة لأغنية “بوم سي سي”، الأغنية الرسمية للبطولة، والتي قدّمها إيليجاه ببراعة بمشاركة تانيا. وقد أشعلت هذه اللحظة الموسيقية حماس الجمهور، وأضافت نكهةً ثقافيةً مميزةً إلى هذا الحدث الدولي.
غمرت منطقة المشجعين (FanZone Park) أجواءً حيويةً واحتفالاً ثقافياً. من الموسيقى والرقص إلى المطبخ السيشيلي الأصيل، شكّلت المنطقة بوابةً تجريبيةً للزوار للانغماس في تراث البلاد. رحب جناح “زيارة سيشل”، الذي يعمل بكامل طاقته في منطقة المشجعين، بالمشجعين بتذكارات حصرية، ومجموعات صديقة للبيئة، وفعاليات تفاعلية. كما شكّل الجناح منصةً تعليميةً، قدّمت معلوماتٍ تفصيلية عن العروض السياحية الغنية التي يزخر بها الأرخبيل، من التنوع البيولوجي البحري إلى المغامرات المستدامة في المحميات الطبيعية.

استغلت هيئة السياحة في سيشل، الداعم الفخور للبطولة، كأس العالم ببراعة لتسويق مقومات البلاد السياحية. وتتجاوز استراتيجية التنشيط الخاصة بها مجرد الترويج للعلامة التجارية، إذ تتضمن سرد القصص من خلال التفاعل الإنساني، والتجارب الثقافية، والتوعية بالاستدامة. ويتجلى التركيز على السياحة البيئية وتمكين المجتمعات المحلية – ويتجلى ذلك في البضائع القابلة لإعادة التدوير، وبائعي الأطعمة المحلية، والمشاركة المجتمعية – في جميع جوانب بيئة البطولة.
لم تُثمر الجولة الأولى عن نتائج إيجابية في كرة القدم فحسب، بل عززت أيضًا سمعة سيشل، فالحضور الجماهيري الغفير والأجواء الحماسية، سواءً في الملعب أو في منطقة المشجعين، يؤكدان على الفخر العميق الذي يسود سيشل باستضافة حدث عالمي المستوى، لقد أثبتت سيشل أنها أكثر من مجرد ملاذ خلاب؛ فهي قادرة على استضافة الفعاليات العالمية الكبرى، ودافئة، ومنفتحة على الاستثمار والاستكشاف والفعاليات العالمية الكبرى.
فريق السياحة في سيشل في بارادايس أرينا
مع دخول البطولة يومها الثاني، لا يزال الحماس واضحًا، تشمل مباريات اليوم: إيطاليا ضد عُمان، وتشيلي ضد تاهيتي، والبرازيل ضد السلفادور، وإسبانيا ضد السنغال، من المتوقع أن يبقى المشجعون من جميع أنحاء العالم متشوّقين – ليس فقط لمشاهدة كرة القدم الشاطئية، بل أيضًا لتجربة سيشل التي تتكشف جنبًا إلى جنب معها.
منطقة المشجعين
من الرمال إلى المدرجات، تثبت سيشل أن بطولة كأس العالم لا تتعلق فقط بالأهداف، بل تتعلق بإعطاء العالم سببًا للعودة بعد فترة طويلة من صافرة النهاية.
إقرأ المزيد:-
“بوم سي سي”: نشيد جديد في سيشل لبطولة كأس العالم للكرة الشاطئية 2025
رئيس سيشل : الإمارات تلعب دورا محوريا في تعزيز جهود الاستدامة العالمية
سيشل في المقدمة.. هذا هو ترتيب أقوي جوازات السفر الإفريقية في عام 2025
سيشل: انطلاق مهرجان سيشل للمحيطات 2024 للحفاظ على البيئة