حنان المقوب الإعلامية الليبية التي سُرقت بعد يوم من ولادتها تلتقي والدتها الحقيقية بعد 44 عامًا من الفراق غدًا بمطار القاهرة

بعد أكثر من أربعة عقود من الفراق، وعلي أرض مصر التي يجتمع عليها من تفرقوا ، تشهد صالة الوصول رقم 1 بمطار القاهرة الدولي ” المطار القديم” يوم غدٍ الخميس 29 مايو لحظة إنسانية نادرة، حيث تلتقي الإعلامية الليبية حنان المقوب (44 عامًا) بعائلتها البيولوجية” الأصلية” للمرة الأولى، بعد أن قادتها الصدفة إلى اكتشاف أصولها الحقيقية عبر بث مباشر على منصة “تيك توك”.
قصة حنان التي وُلدت عام 1981 في مدينة بنغازي الليبية، بدأت بخداع مؤلم: أُبلغت والدتها، وكانت حينها تبلغ من العمر 14 عامًا، أن ابنتها قد تُوفيت عقب الولادة. غير أن الرضيعة نُقلت سرًّا إلى دار أيتام، ثم وُضعت أمام مسجد، وتم إصدار شهادة وفاة مزوّرة.
لاحقًا، تم تبنّي الطفلة من قِبل عائلة ليبية عندما كانت في الثانية من عمرها، دون علمها بخلفيتها الحقيقية. عاشت حنان في كنف العائلة المُتبنّية حتى عام 2007، حين تُوفي والداها بالتبني، لتدخل في صراع قانوني مع دار الرعاية الاجتماعية التي طالبت بإعادتها، وفقًا لقوانين التبنّي المحلية.
رفضت حنان العودة، واختارت أن تستقلّ بحياتها، وقررت مغادرة ليبيا عام 2017 إلى مصر، بعد تلقيها تهديدات بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان والإعلام السياسي. وفي القاهرة، بدأت حنان حياة جديدة، وأسست لنفسها مسيرة إعلامية ناجحة، لكنّ سؤال الهوية ظلّ يؤرقها.
لحظة التحوّل: مكالمة على الهواء تغيّر مجرى الحياة
في مايو الجاري، وبينما كانت تقدم حلقة من برنامجها “تعال نحكيلك”، تلقّت حنان اتصالًا من شاب يُدعى عمر موسى. أخبرها أن والدته، التي تابعت البرنامج، لاحظت شبهًا كبيرًا بينها وبين بناتها. بعد دقائق من الحديث، بدأت التفاصيل تتقاطع: عام الولادة، المدينة، تاريخ الوفاة المفترضة، وحتى علامة الولادة.
“أمي لم تصدق أبدًا أن ابنتها ماتت. قلبها لم يسمح لها بنسيانها”، قال عمر خلال المكالمة.
وبعد تبادل المعلومات وإجراء فحوصات الحمض النووي، تم التأكد من أن حنان هي الابنة المفقودة التي ظلت والدتها تبحث عنها طوال 44 عامًا.
“كل الوجوه لا تشبهني… حتى وجهي”
في تصريحات إعلامية مؤثرة، كشفت حنان عن معاناتها النفسية الطويلة مع الإحساس بالغربة واللا انتماء. قالت إنها كانت تتفادى الارتباط خشية النظرة الاجتماعية القاسية لمن وُصفوا بـ”بلا أصل”، مؤكدة أن “الهوية ليست فقط وثائق، بل إحساس بالانتماء والأمان”.
لقاء مرتقب بمطار القاهرة
من المقرر أن تصل والدة حنان وشقيقها إلى مطار القاهرة الدولي يوم الخميس 29 مايو، في أول لقاء رسمي يجمع العائلة بعد أكثر من أربعة عقود من الفراق. ووفقًا لمصادر مقربة، سيتم تنظيم اللقاء بحضور عدد من وسائل الإعلام، وسط ترقّب واسع من المتابعين الذين واكبوا القصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تفاعل واسع وقضية رأي عام
انتشرت قصة حنان كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، متصدرة الوسوم العربية تحت وسم #حنان_المقوب، حيث عبّر آلاف المتابعين عن تأثرهم بالقصة، واعتبروها تجسيدًا لعدالة القدر، وأيضًا لدور التكنولوجيا في تحقيق ما كان يبدو مستحيلًا.
“كنت أظن أنني بلا أصل… الآن أعلم أن لي قبيلة، أم، إخوة، ووجهًا يشبهني”، قالت حنان في فيديو مؤثر بثّته عبر حسابها الرسمي.
مطالب بالتحقيق: من سرق الطفلة؟
ورغم الفرح باللقاء المرتقب، لا تُخفي حنان غضبها من الجريمة التي غيّرت مسار حياتها. وطالبت بفتح تحقيق رسمي حول ظروف اختفائها، والجهات التي تقف خلف تزوير شهادة الوفاة، ونقلها سرًا من المستشفى إلى دار الأيتام، ثم إلى أحد المساجد”هناك مئات القصص المشابهة، وقضيتي قد تكون مفتاحًا لكشف شبكات أوسع لسرقة الأطفال في ظروف غامضة”، أضافت.
خاتمة مفتوحة: هل يبدأ الآن فصل الحياة الحقيقي؟
بعد سنوات من التيه، تستعد حنان المقوب للعودة إلى مدينتها الأصلية سبها، حيث ستعيش للمرة الأولى وسط إخوتها ووالدتها، التي لم تطفئ النور أبدًا في انتظار ابنتها.
“كل هذا الوقت وأنا أبحث عن شيء… اليوم فقط، عرفته. كان اسم أمي”، تختم حنان.
تسلسل زمني للقضية:
- 1981: ولادة حنان في بنغازي، وتزوير شهادة وفاتها.
- 1983: تبنّيها من قبل عائلة ليبية.
- 2007: وفاة والديها بالتبني وبداية أزمة قانونية مع دار الرعاية.
- 2017: مغادرتها إلى مصر بسبب التهديدات السياسية.
- مايو 2025: اكتشاف العائلة البيولوجية عبر “تيك توك”.
- 29 مايو 2025: اللقاء المرتقب بمطار القاهرة.
اقرا المزيد:-