مصر والسودان يبحثان سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل المختلفة

في إطار العلاقات الأخوية والتاريخية الراسخة بين مصر و السودان، استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء المصري للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، نظيره السوداني المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور السوداني، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف مجالات النقل، بحضور عدد من القيادات والمسؤولين المعنيين من كلا البلدين.

تأتي هذه الزيارة في سياق الجهود المتواصلة لتعزيز أواصر العلاقات الثنائية، وتحقيق التكامل الاستراتيجي بين مصر والسودان على كافة الأصعدة، وبخاصة في قطاع النقل، لما يمثله من ركيزة أساسية في دعم التنمية والتبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.

الوزير : تطور كبير في العلاقات المصرية السودانية في مجال النقل

خلال اللقاء، أكد الفريق مهندس كامل الوزير أن العلاقات بين مصر والسودان في مجال النقل تشهد تطورًا ملموسًا على مختلف المستويات، مشددًا على حرص الدولة المصرية على دعم جهود التنمية في السودان، لا سيما في مجال البنية التحتية. كما أعرب عن استعداد مصر التام لمشاركة شركاتها الوطنية في تنفيذ مشروعات تنموية كبرى داخل السودان.

التعاون في مجال النقل النهري

أوضح الفريق كامل الوزير أن التعاون بين البلدين في مجال النقل النهري يمثل أحد أعمدة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسودان، مشيرًا إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين:

الهيئة العامة للنقل النهري المصرية
هيئة وادي النيل للملاحة النهرية
سلطة الملاحة النهرية السودانية

ويهدف البروتوكول إلى تطوير الرصيف النهري الحالي لميناء وادي حلفا، وذلك بتكلفة تعاقدية تبلغ نحو 300 مليون جنيه مصري، حيث وصلت نسبة التنفيذ حتى الآن إلى 69%.

كما يتم حاليًا تنفيذ أعمال تزويد وصيانة المساعدات الملاحية بطول 350 كيلومترًا بين أسوان ووادي حلفا، بهدف تسهيل حركة نقل الركاب والبضائع عبر نهر النيل.

وأشار الوزير إلى أن اللجنة الفنية الدائمة المشتركة للنقل النهري بين مصر والسودان تعقد اجتماعاتها بشكل منتظم، وكان آخر اجتماع لها قد عُقد في أغسطس 2021 بالعاصمة السودانية الخرطوم.

وأضاف الوزير أن هناك تعاونًا قائمًا في مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، والذي تُعد السودان إحدى الدول الأعضاء في اللجنة التوجيهية له، وهو مشروع طموح يهدف إلى ربط دول القارة الإفريقية مائيًا لتعزيز التجارة والتنمية.

الطرق والتنمية العمرانية: إسناد المشروعات لشركات مصرية كبرى

أكد الوزير المصري أن القيادة السياسية السودانية أبدت رغبة قوية في إسناد مشروعات التنمية العمرانية إلى شركات مصرية ذات خبرة واسعة في مشروعات البنية التحتية، ومن أبرز هذه الشركات:

شركة المقاولون العرب
الهيئة العامة للطرق والكباري
الشركة المصرية لإنشاء وصيانة مرافق النقل
شركة النصر العامة للمقاولات (حسن علام)

وأوضح أن السودان يتطلع لإعادة تأهيل كباري الحلفايا وشمبات في ولاية الخرطوم في أقرب وقت، ومصر مستعدة لتقديم الدعم الفني واللوجستي المطلوب لتنفيذ هذه المشروعات الحيوية.

الموانئ البرية وتيسير حركة العبور والتجارة

فيما يخص الموانئ البرية والجافة، أكد الفريق كامل الوزير أن الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة تعمل على التنسيق المستمر لتيسير إجراءات العبور من وإلى السودان، وتسهيل حركة التبادل التجاري وعبور الأفراد والمركبات والمساعدات الإنسانية إلى الشعب السوداني الشقيق.

ومن أبرز الإجراءات التي تم اتخاذها:

زيادة عدد العاملين في مينائي أرقين وقسطل لاستيعاب الكثافات المتزايدة
زيادة الخدمات الإدارية وخدمات الإعاشة لخدمة العابرين
تسريع إجراءات التخليص الجمركي لتجنب التكدسات

كما ناقش الجانبان التعديلات الجديدة التي أقرها الجانب السوداني بشأن رسوم العبور، وتأثير هذه التعديلات على حركة التجارة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لحل العقبات التشغيلية والإجرائية التي تواجه المعابر البرية.

التحديات في النقل البري وتأشيرات السائقين

أوضح وزير النقل المصري أنه تم بحث أبرز التحديات في مجال النقل البري، وعلى رأسها تأخر إصدار التأشيرات للسائقين المصريين، مؤكدًا على ضرورة تسهيل الإجراءات الخاصة بالتأشيرات، ومد فترتها إلى 6 أشهر متعددة الدخول.

كما تم التأكيد على الحاجة لتكثيف العمل في المعابر السودانية لتقليل فترات الانتظار وتيسير حركة عبور الشاحنات، بما يحقق سيولة أكبر في حركة البضائع ويعزز التجارة بين البلدين.

الربط السككي بين مصر والسودان

أكد الفريق كامل الوزير على أهمية مشروع الربط السككي بين البلدين، مشيرًا إلى أنه جارٍ التنسيق مع الجانب السوداني لبدء تنفيذ دراسة الربط السككي، وذلك بتمويل مقدم من منحة من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية.

ويُعد هذا المشروع خطوة استراتيجية كبيرة نحو تعزيز الترابط الاقتصادي والتجاري بين مصر والسودان، عبر شبكة سكك حديدية حديثة تسهم في تسهيل حركة الركاب والبضائع.

التعاون في مجال النقل البحري وتطوير ميناء بورتسودان

تم أيضًا مناقشة أوجه التعاون في مجال النقل البحري، حيث أبدى الوزير استعداد هيئة ميناء الإسكندرية الكامل لاستقبال البضائع السودانية، سواء المصدّرة أو المستوردة، وإعادة شحنها إلى السودان عبر وسائل النقل المختلفة.

كما تم التطرق إلى التعاون المستقبلي بين الشركة القابضة للنقل البحري والبري وميناء بورتسودان، حيث تتمتع الشركة القابضة بخبرات كبيرة في تداول مختلف أنواع البضائع، بما في ذلك:

الحاويات
البضائع الصب
البضائع العامة

ويهدف التعاون إلى إعداد رؤية متكاملة لتشغيل ميناء بورتسودان بكفاءة تشغيلية عالية وتعظيم العائدات الاقتصادية. كما سيتم فتح المجال أمام شركات القطاع الخاص، من خلال الغرف الملاحية، للمشاركة وتقديم عروضها المناسبة، بما يسهم في دعم التعاون الإقليمي وتعزيز دور الموانئ في حركة التجارة والخدمات اللوجستية بالمنطقة.

مصر تدعم السودان في مرحلة هامة

في ختام اللقاء، شدد الفريق مهندس كامل الوزير على أن التنسيق المشترك في قطاع النقل يعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسودان، ويقوي فرص التكامل الإقليمي والتنمية المستدامة، مؤكدًا أن مصر ستواصل تقديم كافة سبل الدعم للأشقاء في السودان، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخهم.

من جانبه، أعرب المهندس صلاح حامد إسماعيل، وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور في السودان، عن سعادته بزيارة القاهرة، مؤكدًا أن اللقاء أتاح فرصة حقيقية للاطلاع على الرؤى التنموية المشتركة، ومناقشة أولويات المرحلة المقبلة، خاصة في ما يتعلق بالمشروعات التي يمكن التعاون بشأنها بين الجانبين.

كما أشار الوزير السوداني إلى أهمية تعزيز الشراكة مع الشركات المصرية الكبرى، خاصة في مجالات النقل والبنية التحتية، لما لذلك من تأثير مباشر على تحقيق المنفعة المتبادلة، ودفع جهود التكامل الاقتصادي بين الدولتين الشقيقتين.

الوسوم