أخبار عاجلةاخبار افريقياوسط افريقيا

غضب أفريقي بعد قرار ترامب حظر دخول مواطني 7 دول أفريقية إلى الولايات المتحدة

أثار القرار الصادر عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والقاضي بحظر دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، بينها سبع دول أفريقية، موجة غضب شديدة في القارة السمراء، ما دفع العديد من الدول والمؤسسات الأفريقية إلى اتخاذ مواقف حازمة وردود أفعال غاضبة.

وفي مقدمة الدول التي عبرت عن رفضها، جاءت تشاد التي أعلنت تفعيل مبدأ المعاملة بالمثل، حيث قررت تعليق إصدار جميع التأشيرات للمواطنين الأمريكيين. وقال الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إيتنو في منشور عبر “فيسبوك” باللغة الفرنسية: “تشاد ليست لديها طائرات لتمنحها، ولا مليارات الدولارات لتقدمها، لكنها تملك كرامتها وكبرياءها”.

هذا الموقف جاء بعدما علمت الحكومة التشادية أن البلاد ضمن القائمة الجديدة التي تشمل 12 دولة يُمنع مواطنوها من السفر إلى الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يبدأ تطبيق هذا القرار الأمريكي الجديد يوم الاثنين المقبل.

وتضم قائمة الدول المحظورة كلاً من: أفغانستان، ميانمار، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن. كما يشمل القرار قيوداً جزئية على دخول مواطني سبع دول أخرى هي: بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا.

من جانبها، أعربت مفوضية الاتحاد الأفريقي عن قلقها من هذه الإجراءات، مشيرة إلى أن القارة الأفريقية هي الأكثر تضررًا من القرار الأمريكي، بما أن سبعاً من أصل اثنتي عشرة دولة مشمولة في الحظر تنتمي إلى أفريقيا.

وأكدت المفوضية في بيان رسمي أن الاتحاد الأفريقي أخذ علماً بالإعلان الأمريكي الأخير، والذي تضمن قيوداً جديدة على السفر تؤثر على مواطني العديد من الدول، خصوصاً الأفريقية منها. وفي تعليق مباشر، قال رئيس المفوضية، محمود علي يوسف “بينما نعترف بالحق السيادي لأي دولة في حماية حدودها وضمان أمن مواطنيها، فإننا نناشد الولايات المتحدة الأمريكية أن تمارس هذا الحق بطريقة متوازنة، تستند إلى الأدلة، وتعكس علاقات الشراكة الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وأفريقيا”.

كما أبدت المفوضية قلقها العميق من الآثار السلبية المحتملة لهذا الحظر، خاصةً على العلاقات الإنسانية والتعليمية، والتبادلات التجارية والدبلوماسية التي تطورت على مدى عقود. ودعت الإدارة الأمريكية إلى اتباع نهج أكثر تشاورًا، والانخراط في حوار بنّاء مع الدول المعنية، إضافة إلى تعزيز الشفافية والتعاون المشترك لمعالجة القضايا الأساسية التي قد تكون وراء القرار.

وأكدت مفوضية الاتحاد الأفريقي استعدادها الكامل لدعم أي جهود تسعى إلى تعزيز التفاهم ومعالجة المخاوف وتعزيز التعاون الأمريكي-الأفريقي.

ووقع الرئيس دونالد ترامب، القرار يوم الأربعاء، موضحاً أنه يأتي في إطار حماية الولايات المتحدة من “الإرهابيين الأجانب والتهديدات الأمنية الأخرى”. وأشار إلى أن القرار هو جزء من حملة أوسع ضد الهجرة، أطلقها في بداية ولايته الرئاسية الثانية، تضمنت أيضاً ترحيل مئات الفنزويليين إلى السلفادور بسبب الاشتباه بانتمائهم لعصابات، ورفض تسجيل عدد من الطلاب الأجانب وترحيل آخرين.

وفي مقطع فيديو نشره عبر منصة “إكس”، قال ترامب:”لن نسمح بدخول أشخاص يريدون إلحاق الأذى بنا إلى أراضينا”، مضيفًا أن القائمة قابلة للتحديث وقد تشمل دولاً أخرى مستقبلاً.

ومن المقرر أن يدخل الحظر حيز التنفيذ اعتبارًا من التاسع من يونيو 2025، عند الساعة 04:01 بتوقيت جرينتش، مع التأكيد على أن التأشيرات الصادرة قبل هذا التاريخ لن تُلغى.

وتجدر الإشارة إلى أن ترامب سبق وأن أصدر خلال ولايته الأولى حظراً على دخول مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وأيّدت المحكمة العليا القرار في عام 2018.

إلا أن الرئيس السابق جو بايدن، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي، ألغى الحظر في عام 2021 واصفًا إياه بأنه “وصمة عار على ضميرنا الوطني”، ما فتح الباب من جديد أمام مواطني دول مثل إيران، ليبيا، الصومال، سوريا، واليمن للسفر إلى الولايات المتحدة.

وصرّح ترامب أن الدول التي فرضت عليها القيود الأشد هي تلك التي تضم “وجوداً واسعاً للإرهابيين”، أو تفتقر إلى التعاون في مجال أمن التأشيرات، وتعاني من نقص في التحقق من هويات المسافرين، ولا تحتفظ بسجلات جنائية، أو تسجل معدلات مرتفعة لتجاوز مدة الإقامة القانونية.

وأشار ترامب إلى حادثة وقعت في بولدر، ولاية كولورادو، حيث ألقى رجل قنابل حارقة على مؤيدين لإسرائيل، معتبراً إياها مثالاً على ضرورة تشديد القيود.

اقرأ المزيد

بيان مصري شديد اللهجة علي اقتحام وزير إسرائيلي ومستوطنين متطرفين للمسجد الأقصي المبارك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »