أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

ناميبيا وزامبيا تتفقان على تسريع إنشاء مركز حدودي موحد لتعزيز التجارة الإقليمية

في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي وتيسير حركة التجارة بين دول الجنوب الإفريقي، أعربت كل من ناميبيا وزامبيا عن التزامهما الجاد بتسريع إنشاء مركز حدودي موحد في مدينة كاتيما موليلو الواقعة في ناميبيا.. ويأتي هذا المشروع الحيوي ضمن خطة واسعة لتعزيز البنية التحتية التجارية في ممر خليج والفيس – ندولا – لوبومباشي، أحد أبرز الممرات الاقتصادية في المنطقة.

مركز حدودي موحد لتحسين التجارة وتقليل التأخيرات الجمركية

وأوضح سام شيفوت، المفوض في وكالة الإيرادات الناميبية، أن المشروع كان قيد الدراسة لعدة سنوات، إلا أن المرحلة الحالية تتطلب “إجراءات عاجلة” لتنفيذه.. وذكر في بيان رسمي أن المشروع سيستفيد من خبرة زامبيا الناجحة في إنشاء مركز حدودي مماثل على جسر كازونجولا، الذي يعد أحد النماذج الناجحة في تحسين حركة البضائع عبر الحدود.

وأضاف شيفوت: “تضيف زامبيا خبرة قيمة إلى هذا المشروع، مما يعزز فرص نجاحه خلال الجدول الزمني المقترح الذي لا يتجاوز 18 شهرًا”.

خارطة طريق واضحة وتوصيات فنية معتمدة

شهد الاجتماع الذي ضم مسؤولين كبار من البلدين اعتماد خارطة طريق واضحة لتنفيذ المشروع، كما تم إقرار عدد من التوصيات الفنية التي تشمل تأكيد ترسيم الحدود، وتطهير الموقع المقترح من الألغام، إلى جانب توفير الموارد المالية والفنية اللازمة.

وأكدت ليليان بواليا، السكرتيرة الدائمة في وزارة التجارة والصناعة الزامبية، أهمية استكمال خطة التنفيذ، مشددة على ضرورة الحفاظ على الزخم لتحقيق نتائج ملموسة تخدم مصالح البلدين.

حجم التبادل التجاري بين ناميبيا وزامبيا

تشهد العلاقات الاقتصادية بين زامبيا وناميبيا نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، حيث يعد قطاع النقل والتجارة من أبرز مجالات التعاون بينهما. وتشير الإحصاءات إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين تجاوز حاجز 150 مليون دولار أمريكي سنويًا، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم بمجرد تشغيل المركز الحدودي الموحد.

وتتركز صادرات ناميبيا إلى زامبيا في المنتجات الصناعية والأسماك واللحوم، بينما تستورد ناميبيا من زامبيا النحاس والمنتجات الزراعية والحبوب. ويشكل المركز الحدودي الجديد عنصرًا محوريًا في تسهيل انسياب هذه المنتجات، وتقليل تكاليف النقل والجمركة.

لمحة عن الاقتصاد الزامبي

تُعد زامبيا واحدة من أسرع الاقتصادات نموًا في منطقة الجنوب الإفريقي، معتمدة بشكل أساسي على قطاع التعدين، وخاصة النحاس، الذي يمثل أكثر من 70% من صادراتها. كما يشهد القطاع الزراعي نموًا متزايدًا، مدعومًا بمشاريع تنموية تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل.

تسعى الحكومة الزامبية إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تحسين مناخ الأعمال وتطوير البنية التحتية، وهو ما يجعلها شريكًا استراتيجيًا مهمًا لناميبيا في هذا المشروع الحدودي.

الاقتصاد الناميبي ودوره الإقليمي

أما ناميبيا، فتتمتع باقتصاد متنوع يعتمد على قطاعات التعدين والسياحة وصيد الأسماك. كما تُعد ميناء والفيس باي أحد أهم الموانئ في جنوب القارة الإفريقية، حيث يشكل بوابة استراتيجية لدول داخلية مثل زامبيا، وبوتسوانا، وزيمبابوي. ويُتوقع أن يؤدي المركز الحدودي الجديد إلى تعزيز هذا الدور الإقليمي من خلال تحسين حركة البضائع من وإلى الميناء.

توقعات مستقبلية

من المنتظر أن يسهم مشروع المركز الحدودي في تبسيط الإجراءات الجمركية، وتقليل الازدحام التجاري، وزيادة كفاءة تدفق السلع والخدمات. كما سيعزز من قدرة البلدين على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية، ويشكل خطوة ملموسة نحو تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA).

ويُتوقع أن يكون هذا المشروع نموذجًا يحتذى به في تعزيز التكامل الحدودي بين الدول الإفريقية، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى بنية تحتية متطورة تدعم نمو التجارة والاستثمار.

إقرأ المزيد :

السياحة الليلية: طريقة سفر جديدة تجذب المغامرين لمراقبة النجوم ومدغشقر وناميبيا  في مقدمة الدول الافريقية اهتمامًا بهذا النمط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »