دويتشه بنك: مصر الأولي إفريقيًا والـ 2 عربيًا والـ6 عالميًا 2024 في الناتج الإجمالي العالمي

أطلق دويتشه بنك في 2024 أول تصنيف شامل لدول الجنوب العالمي، شمل 130 دولة تمثل 33% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (بتعادل القوة الشرائية)، و66% من سكان العالم في سن العمل، و40% من إنتاج الطاقة والمعادن الانتقالية عالمياً.
و يعتمد هذا التصنيف على خمسة مقاييس استراتيجية:
1. حصة القوى العاملة العالمية
2. حصة التصنيع العالمي
3.حصة الإنفاق العسكري العالمي
4. حصة رأس المال العالمي
5.حصة موارد الطاقة العالمي.
1. أداء مصر: الصدارة الإفريقية والمركز العربي الثاني
حققت مصر إنجازاً لافتاً بحلولها في المركز السادس عالمياً، وفقاً لتصنيف دويتشه بنك، متصدرةً بذلك الدول الإفريقية وثانيةً عربياً.
وتكشف التحليلات الاقتصادية عن عوامل دعمت هذا التموقع:
– الشراكة التجارية مع الاتحاد الأوروبي: يمثل الشريك الأكبر لمصر في 2023، حيث يستوعب 27% من صادراتها ويسهم بـ 32% من استثماراتها الأجنبية المباشرة .
– قوة الناتج المحلي: تحتل مصر المركز الأول إفريقياً في الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القدرة الشرائية) بـ2.23 تريليون دولار، ونصيب الفرد 14,927 دولاراً .
– التموضع المالي: تدعمها شبكة بنكية قوية، حيث يتصدر “البنك الوطني المصري” قائمة أكبر البنوك الإفريقية برأسمال 7.5 مليار دولار .
2. ترتيب الدول العربية والإفريقية: خريطة القوة الاقتصادية أبرز الدول العربية في التصنيف:
الترتيب العالمي وفقًا للمعايير الداعمة
مصر 6 عالميًا الاول إفريقيًا والثاني عربيًا فهي أكبر ناتج محلي إفريقي (380 مليار دولار اسمي)، وهي مركز لوجستي بين أوروبا وإفريقيا
– المغرب ضمن قائمة الـ 20 عالميًا ولديها 9 بنوك ضمن أكبر 100 بنك إفريقي، لديها تصنيع متنامٍ (خاصة السيارات والطاقة المتجددة)
– الجزائر ضمن الـ 30 عالميًا وثالث اقتصاد عربي (260 مليار دولار اسمي)، موارد طاقة ضخمة (غاز ونفط)
الصدارة الإفريقية بعيدًا عن الدول العربية:
-جنوب إفريقيا: المركز الأول إفريقياً في الناتج الاسمي (403 مليار دولار) ، وأقوى سوق مالي بالقارة.
– نيجيريا: ثاني أكبر اقتصاد إفريقي (1.49 تريليون دولار تعادل شرائي) ، رغم تحديات الأمن الطاقي.
-إثيوبيا: أسرع الاقتصادات نمواً (6.8% سنوياً)، تصنيع متسارع في المنسوجات والزراعة .
معايير التصنيف الخمسة:
كيف تفوز الدول بنقاطها؟
أولاً: حصة موارد الطاقة العالمية
– ناميبيا: اكتشافات نفطية ضخمة (11 مليار برميل مكافئ)، ومشروع هايفن للهيدروجين الأخضر (10 مليارات دولار استثمارات) .
-الكونغو الديمقراطية: إنتاج غاز مسال عبر منصات عائمة (2.4 مليون طن سنوياً)، و احتياطيات غاز 284 مليار م³ .
– مصر: محور إقليمي في تصدير الغاز (مشاريع مشتركة مع قبرص وإسرائيل).
ثانياً: حصة التصنيع العالمي
– موريتانيا والسنغال:
مشروع “تورتو أحميم” للغاز المسال (بدء التشغيل 2025) .
– أوغندا: خط أنابيب النفط شرق إفريقيا (4 مليارات دولار) لإنتاج 230 ألف برميل يومياً .
– المغرب: تصدير سيارات كهربائية لأوروبا، واستثمارات في الذكاء الاصطناعي والتصنيع الأخضر .
ثالثاً: حصة الإنفاق العسكري العالمي
تتصدر مصر والجزائر وجنوب إفريقيا المشهد الإفريقي، حيث تمثل معاً 68% من الإنفاق العسكري الإفريقي (بيانات 2023).
رابعاً: حصة رأس المال العالمي
– البنوك المصرية والمغربية: تهيمن على قائمة أكبر 100 بنك إفريقي (19 بنكاً مصرياً، 9 مغربية) .
– دويتشه بنك: تعزيز التواجد عبر جوائز مثل “أفضل بنك استثماري لخدمات ريادة الأعمال عالمياً” .
خامساً: حصة القوى العاملة العالمية
-إثيوبيا ونيجيريا: أكبر احتياطي بشري شاب (60% من السكان تحت 25 سنة).
– مصر: 65 مليون فرد في سن العمل (الأكبر عربياً) .
4. التحديات والفرص: الطريق إلى مراتب أعلى
تحديات حرجة:
-فجوة الطاقة: 32 دولة إفريقية تعاني أزمات طاقة، وانقطاع الكهرباء يصل لـ144 يوماً سنوياً مثل (بوروندي) .
– ضعف التصنيع: يسهم بـ 10% فقط من الناتج الإفريقي، مقارنة بـ 30% في آسيا الناشئة .
– التبعية للموارد: 70% من صادرات إفريقيا مواد خام غير مصنعة.
فرص التحول الاستراتيجي:
– الطاقة المتجددة: إفريقيا تستغل 5% فقط من إمكاناتها الكهرومائية (الكونغو قادرة على توفير 40 مليون طن كربون سنوياً) .
– التصنيع الأخضر: مبادرة “الذكاء الاصطناعي والتصنيع المستدام” في أوغندا (نوفمبر 2024) .
-التكتلات الاقتصادية: منطقة التجارة الحرة الإفريقية (AfCFTA) لتعزيز التبادل البيني (حالياً 17% فقط).
خارطة طريق للصعود في التصنيفات المستقبلية
يؤكد تصنيف دويتشه بنك 2024 على تحولات عميقة في خريطة القوى الاقتصادية العالمية، حيث تبرز مصر كقاطرة للنمو الإفريقي، بينما تظهر دول مثل ناميبيا والسنغال كلاعبين طاقيين جدد
لتعزيز المراكز العربية والإفريقية مستقبلاً، يجب التركيز على:
1. تحويل الموارد الطبيعية لصناعات مضافة (مثل الهيدروجين الأخضر في موريتانيا).
2.ربط التصنيع بالتحول الرقمي(مشاريع الذكاء الاصطناعي في أوغندا).
3. تعزيز التكامل الإقليمي لمواجهة التحديات المشتركة كأزمة الطاقة .
يبقى هذا التصنيف بمثابة “إنذار استباقي” للحكومات والحكومات لتسريع الإصلاحات الهيكلية التي تزيد حصتها في مؤشرات القوة الخمس المؤثرة في مستقبل الاقتصاد العالمي.