IHA: أفريقيا تضيف 4.5 جيجاوات من الطاقة الكهرومائية الجديدة في عام 2024

أكدت الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية أن أفريقيا نجحت في تحقيق تقدمًا ملحوظًا في تطوير الطاقة الكهرومائية عام ٢٠٢٤، حيث أضافت أكثر من ٤.٥ جيجاوات من القدرة الجديدة، أي أكثر من ضعف الـ ٢ جيجاوات المُركّبة عام ٢٠٢٣وتساهم الطاقة الكهرومائية الآن بنسبة ٢٠٪ من إجمالي توليد الكهرباء في أفريقيا.
ووفقًا لتقرير الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية لعام 2025 أن قطاع الطاقة الكهرومائية في القارة سيكون أحد أكثر القطاعات الواعدة على مستوى العالم، حيث لا يتم استغلال سوى 11% من إمكاناته التقنية حاليًا.
طفرة في نشاط القطاع الخاص والمشاريع المدعومة حكوميًا،
أكد مالكولم تورنبول، رئيس الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية: أنه من المشجع أن يُظهر تقرير توقعات الطاقة الكهرومائية العالمية لهذا العام تسارعًا في نمو الطاقة الإنتاجية العالمية الجديدة بعد سنوات من الركود، خاصة وأن الطاقة الكهرومائية تلعب دورًا حيويًا متزايدًا في التحول العالمي في مجال الطاقة”.
في أفريقيا، يُسلِّط التقرير الضوء على طفرة في نشاط القطاع الخاص والمشاريع المدعومة حكوميًا، مما يُشير إلى استعداد القطاع لمزيد من التوسع. وشملت التطورات الرئيسية في عام ٢٠٢٤ بدء تشغيل مشروع جوليوس نيريري للطاقة الكهرومائية في تنزانيا، وإضافة ٨٠٠ ميجاوات إلى سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD)، وبدء تشغيل محطة كاروما الأوغندية بقدرة ٦٠٠ ميجاوات بكامل طاقتها، واستكمال مشروع ناختيجال في الكاميرون بقدرة ٤٢٠ ميجاوات.
على الرغم من هذه التطورات، يُشير التقرير إلى أن التمويل لا يزال يُمثل تحديًا رئيسيًا. فقد توقفت حوالي 62.5 جيجاوات من المشاريع المُعتمدة في القارة الأفريقية بسبب صعوبات التمويل، مع وجود عوامل مثل مخاطر الشراء، وتقلبات أسعار العملات، ومخاوف بشأن قابلية التمويل، تُبطئ التقدم.
لدعم البنية التحتية الحالية، أطلق بنك التنمية الأفريقي برنامج تحديث الطاقة الكهرومائية في أفريقيا في عام 2024، حيث قدم ما يقرب من 10 ملايين دولار أمريكي للتحديثات في ثماني دول، مع المدخلات الفنية من IHA.
تشمل المشاريع المهمة قيد الإنشاء مشروع كالوكو كاباكا في أنغولا، بقدرة 2,172 ميجاوات، وهو جزء من خطة وطنية لزيادة قدرة الطاقة الكهرومائية من 1,200 ميجاوات إلى 9,000 ميجاوات. وفي نيجيريا، يهدف مشروع مامبيلا، بقدرة 3,050 ميجاوات، ومشاريع أخرى، إلى توفير 10,000 ميجاوات من خلال السدود الجديدة والقائمة. كما يُعطي مشروع ستيجلر جورج في تنزانيا، واستراتيجية “الظهور 2035” في الكاميرون، الأولوية للطاقة الكهرومائية.
وكان أحد الإنجازات الرئيسية في مجال الاستدامة هو مشروع شلالات نغوني بقدرة 180 ميجاوات في زامبيا، والذي أصبح أول محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا تحصل على شهادة ذهبية بموجب معيار استدامة الطاقة الكهرومائية.
ويقول تيرنبول: “إن استمرار الزخم سيتطلب اتخاذ إجراءات سياسية جريئة، بما في ذلك الإصلاحات الرامية إلى مكافأة الفوائد المتعددة للطاقة الكهرومائية وتسريع عملية إصدار التصاريح، وفي مواجهة التقلبات المناخية المتزايدة، يتعين علينا أن نبني ليس فقط أنظمة الطاقة النظيفة، بل أنظمة مرنة”.
وفقًا للتقرير، تظل جميع أشكال الطاقة الكهرومائية أساسية لتحقيق أهداف المناخ والتنمية العالمية. ومع ذلك، تُظهر توقعات هذا العام نموًا أسرع في الطاقة الكهرومائية المُخزَّنة بالضخ (PSH).
تبلغ القدرة الإجمالية للطاقة الكهرومائية المُركبة في أفريقيا 47.3 جيجاوات، والتي أنتجت 167 تيراواط/ساعة من الكهرباء في عام 2024. كما تمتلك القارة 3726 ميجاوات من سعة التخزين المُضخّ، مع إضافة 349 ميجاوات إضافية خلال عام 2024.
يقول تيرنبول: “يشهد استخدام تقنية تخزين الطاقة بالضخ (PSH) نموًا عالميًا، وهذا أمرٌ مُبرر”. ويضيف: “بصفتها أكثر أشكال تخزين الطاقة طويل الأمد فعاليةً وقابليةً للتوسع، من الضروري توفير المرونة والموثوقية التي تتطلبها أنظمة الكهرباء الحديثة. ومع نمو مصادر الطاقة المتجددة المتنوعة، سيصبح التخزين بالضخ أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق التوازن بين العرض والطلب”.
التمويل.. العقبة الكبرى
ورغم هذه القفزة، يسلط التقرير الضوء على عقبة التمويل باعتبارها التحدي الأكبر. فهناك نحو 62.5 جيجاوات من المشاريع المُعتمدة في القارة لم ترَ النور بعد بسبب صعوبات التمويل، المرتبطة بمخاطر الشراء، وتقلبات أسعار الصرف، وغياب أدوات تمويل مبتكرة ومستدامة، وفي هذا السياق، أطلق بنك التنمية الأفريقي في 2024 برنامجًا لتحديث البنية الكهرومائية، بقيمة 10 ملايين دولار تشمل ثماني دول، مع دعم فني من IHA، في خطوة ترمي إلى إطالة عمر الأصول الحالية وتحسين كفاءتها.
المشاريع قيد التنفيذ تعكس رؤية بعيدة المدى لدى بعض الدول:
في أنجولا تخطط لرفع قدرتها الكهرومائية من 1,200 ميجاوات إلى 9,000 ميجاوات، بدءًا بمشروع كالوكو كاباكا (2,172 ميجاوات)، أما نيجيريا فتراهن على مشروع مامبيلا (3,050 ميجاوات) ضمن استراتيجية لتوفير 10,000 ميجاوات عبر سدود جديدة، أما تنزانيا والكاميرون تواصلان تعزيز أولويتهما للطاقة الكهرومائية من خلال مشروعي ستيجلر جورج واستراتيجية “الظهور 2035”.
معيار جديد للاستدامة
ومن أبرز إنجازات عام 2024 على مستوى الاستدامة، حصول مشروع شلالات نغوني بقدرة 180 ميجاوات في زامبيا على الشهادة الذهبية وفق معيار استدامة الطاقة الكهرومائية، ليصبح أول مشروع أفريقي ينال هذا التقدير، ما يؤكد القدرة على تحقيق التوازن بين التنمية البيئية والإنتاج الطاقي.
التخزين بالضخ: مستقبل الطاقة المرنة
وبينما تتزايد مساهمة الطاقة الكهرومائية في توليد الكهرباء لتصل إلى 20% من إجمالي إنتاج القارة، بدأ يتضح أن التخزين بالضخ (PSH) سيكون أحد الحلول المحورية في المرحلة المقبلة. فبحلول نهاية 2024، بلغت القدرة المركبة لتقنية PSH في إفريقيا 3,726 ميجاوات، مع إضافة 349 ميجاوات جديدة خلال العام، ما يعزز مرونة الشبكات ويُمكّن من استيعاب الطاقات المتجددة المتقطعة كالشمس والرياح.
الرؤية المستقبلية
في خضم التغيرات المناخية المتسارعة، ترى IHA أن استدامة الزخم الأفريقي في الطاقة الكهرومائية تتطلب إصلاحات سياسية جذرية، تشمل: تسريع إصدار التصاريح، مكافأة الفوائد المتعددة للطاقة الكهرومائية (مثل التحكم بالفيضانات وتخزين المياه)، إنشاء بيئة مالية تقلل من مخاطر المستثمرين.
تمثل الطاقة الكهرومائية اليوم أكثر من مجرد مصدر للكهرباء في أفريقيا؛ إنها رافعة للتنمية، وأداة لتعزيز أمن الطاقة، وفرصة للانتقال العادل نحو مستقبل مستدام. وإذا ما توافرت الإرادة السياسية والاستثمارات الذكية، فإن إفريقيا قادرة على أن تتحوّل إلى قوة طاقية عالمية تستفيد من أنهارها الهائلة ومواردها الطبيعية الوفيرة في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.
اقرا المزيد:-
مؤشر تنظيم الكهرباء في إفريقيا لعام 2024: قفزات نوعية وإصلاحات مؤثرة
دعما لجهود الدولة .. البنك الأهلي المصري يطلق مبادرة لترشيد استهلاك الكهرباء بمقاره
هجمات مسيّرة تضرب بورتسودان وعطبرة .. وانقطاع الكهرباء عن ولايتين وسط
زامبيا تستأنف بناء خط الكهرباء إلى تنزانيا بتكلفة 320 مليون دولار