أخبار عاجلةأخبار العالماخبار افريقيا

خبراء: تعامل ترامب مع رؤساء غرب أفريقيا ليست سوء آدب فحسب بل عنصرية وإهانة

إحراج متعمد أم جهل دبلوماسي من ترامب لرؤساء خمس دول أفريقية

أثارت تصرفات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقائه مع قادة خمس دول من غرب أفريقيا موجة غضب واستياء واسعَين، بعد أن وُصفت تعليقاته وتصرّفاته بأنها “عنصرية” و”مهينة” و”تفتقر لأبسط قواعد البروتوكول الدبلوماسي”، ما يلقي بظلال من الشك على مستقبل العلاقات الأمريكية الأفريقية،
ووصف عدد من الخبراء أن طريقة تعامله ليست سوء آدب فحسب بل عنصرية وإهانة، حسب ما قالته الكاتبة الموريتانية رين السبع في الجزيرة نت، وهو ما وصفه الكاتب محمد عبد المؤمن بالاستصغار والاحتقار ، واستعراض للقوة بشكل مهين، أما المحلل السياسي طارق الكحلاوي فقد رأي أن تعامل ترامب بهذه الطريقة والاستخفاف مع دول ضعيفة سياسيًا لكنها غنية بالموارد لتعزيز النفوذ الأمريكي بها في مواجهة النفوذ الصيني، مشيرًا إلى أن الإذلال هنا ليس عفويًا بل هو جزء من اللعبة.

ثناء مستفز ولغة متعالية

في مشهد اعتبره كثيرون “استعلائيًا”، وجّه ترامب حديثًا إلى الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي قائلاً: “لغتك الإنجليزية جميلة جدًا، أين تعلمت التحدث بها؟”، ثم أضاف: “لديّ أشخاص على هذه الطاولة لا يتحدثونها بنفس الإتقان”.
ورغم أن ليبيريا بلد تأسس من مهاجرين أفارقة-أمريكيين وتُعد الإنجليزية لغته الرسمية، فإن التعليق وُصف بأنه محاولة “تلميح ضمني بتفوّق أمريكي” على لسان ناشطين ليبيريين.

d3d7d70b 0e25 47f1 b8ca b7677e726249 خبراء: تعامل ترامب مع رؤساء غرب أفريقيا ليست سوء آدب فحسب بل عنصرية وإهانة

إهانة غير مباشرة لرئيس موريتانيا

ولم يتوقف ترامب عند ذلك، بل قاطع الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني أثناء حديثه عن فرص الاستثمار قائلاً: “ربما علينا أن نسرع قليلاً”، في إشارة رأى فيها المتابعون “تهكمًا على قدرة الرئيس على التعبير”، وتجاهلًا صريحًا لأهمية مداخلته.

ردود فعل رسمية وشعبية غاضبة

في ليبيريا، أثار التعليق غضبًا واسعًا في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفه نشطاء بأنه “فظ وسخيف”، بينما قال زعيم المعارضة فوادي ماساكوينيو إن “الغرب لا يأخذنا على محمل الجد كأفارقة”.
من جهتها، حاولت الحكومة الليبيرية تهدئة الموقف، مشيرة إلى أن الرئيس لم يتأثر بما قيل، واصفة التعليق بـ”الإطراء غير الموفّق”.

انتقادات إقليمية ودولية

وسّعت التصرفات نطاق التوتر، إذ وصفت صحيفة Time تعليق ترامب بأنه “قمة الجهل الثقافي”، بينما قالت النائبة الديمقراطية الأمريكية جاسمين كروكيت إن “ما فعله ترامب هو تجسيد حقيقي للعنصرية المتسترة خلف الدبلوماسية”.

من جهتها، رأت قناة الجزيرة أن اللقاء بدا أقرب إلى “استعراض استعماري” منه إلى اجتماع شراكة متكافئة، حيث تصرف ترامب كأنه يوجه المسرح وليس يستمع لضيوفه.

Screenshot ٢٠٢٥٠٧٠٩ ١٩٤١١٣ خبراء: تعامل ترامب مع رؤساء غرب أفريقيا ليست سوء آدب فحسب بل عنصرية وإهانة

إرث من التصريحات المسيئة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها ترامب لاتهامات بالإساءة للأفارقة، إذ سبق له في 2018 أن وصف دولًا أفريقية وهايتي بأنها “دول حثالة”، ما دفع الاتحاد الأفريقي ودولًا عديدة إلى استدعاء سفراء واشنطن حينها للاحتجاج.

تحذيرات من مستقبل العلاقات

يرى مراقبون أن تصرفات ترامب، سواء كانت متعمّدة أو نابعة من جهل بروتوكولي، تنذر بخلل عميق في طريقة تعامل بعض الساسة الأمريكيين مع أفريقيا، خاصة في ظل المتغيرات الجيوسياسية وتصاعد النفوذ الصيني والروسي في القارة.

ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لإعادة صياغة علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع أفريقيا، جاءت تصرفات ترامب لتسلط الضوء على فجوة احترام ثقافي وغياب الحساسية الدبلوماسية، وهو ما قد يؤثر على فرص بناء شراكات حقيقية مع القارة التي تطمح اليوم إلى التعامل بندّية واحترام متبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »