العمدة رحيم في قلب لندن: صعيدي يدعو لوقف تهريب الاثار بـ”الجلابية” والكاميرا
"المستر رحيم".. التيكتوكرز الصعيدي الذي ارتدى عمامته في لندن ليكشف سرقة التاريخ المصري!

من قلب قرية نائية تابعة لمركز إدفو بمحافظة أسوان، خرج التيكتوكرز واليوتيوبرز الشهير عبد الرحيم أحمد عبد الكريم، الذي بات يعرف اليوم بين الجاليات المصرية والعربية في لندن باسم “العمدة رحيم“. لم يكن مجرد شاب صعيدي يحلم بالخروج من قريته إلى العالم، بل قرر أن يكون له أثر، أن يترك بصمة، وأن يروي للعالم قصة وطنه المسروقة.
يقول العمدة رحيم لـ afronews24:
“منذ سنوات، حملتني قدماي إلى العاصمة البريطانية لندن، وكنت كأي زائر أبحث عن المتعة والمعرفة. توقفت أمام بوابة ضخمة كتب عليها: المتحف البريطاني. دخلت وسط جموع الزائرين، لكنني فوجئت بأن غالبية الزوار يتجهون إلى قاعة واحدة تحديدًا… قاعة الآثار المصرية! تلك اللحظة لم تكن عادية، كانت فاصلة في حياتي.”
سألناه: ماذا شعرت حين رأيت الكنوز المصرية معروضة هناك؟
بصوت خافت وعين دامعة أجاب:
“في البداية، شعرت بالفخر.. رأيت عيون الناس منبهرة، مندهشة من عظمة أجدادنا. لكن سرعان ما تحول هذا الفخر إلى غصة… إلى وجع لا يمكن وصفه. شعرت أن هذه القطع التي تملأ المكان تم اختطافها، ليست في مكانها الطبيعي، ليست في أرضها مصر. والمؤلم أكثر أن بعض من ساعد في تهريبها كانوا من أبناء الوطن… خانوا الأمانة مقابل حفنة من الدولارات.”
وكيف تصرفت أمام هذا المشهد المؤلم؟
https://vm.tiktok.com/ZNdrvCnhs/
“عدت إلى مقر إقامتي في لندن مهمومًا، عاجزًا، تمنيت لو أمتلك قوى خارقة لأحمل هذه الكنوز وأعيدها إلى مصرثم تذكرت مقولة والدي معلم ومربي الأجيال أحد الكوادر البارزة في مجال التعليم في محافظتي – كان يقول لي دائمًا: الحياة موقف… والمواقف لا تُنسى. فقررت أن يكون لي موقف، ولكن بطريقتي.”
ما كانت هذه الطريقة؟
“فكرت في مخاطبة الناس بلغتهم، بلغة العصر. بدأت أنشر مقاطع فيديو عبر السوشيال ميديا: يوتيوب، تيك توك، إنستغرام… لكن لم تلقَ تفاعلًا يُذكر. وقتها أدركت أن هناك شيئًا ناقصًا… الهوية!”https://vm.tiktok.com/ZNdrvsTxg/
هل هذا ما دفعك لارتداء الجلباب الصعيدي؟
“نعم، في أحد الأيام وضعت الجلابية والعمامة في حقيبتي، وارتديتها داخل المتحف البريطاني، وفور خروجي بدأت الجموع تلتف حولي، يطلبون التصوير معي. شعرت أنني بهذا الزي أستطيع أن أكون رسولًا للتراث، سفيرًا للهوية.”https://vm.tiktok.com/ZNdrvudrQ/
لكن ألم تواجه صعوبة في الحديث عن الآثار لكونك غير متخصص؟
“بالتأكيد، فأنا لست زاهي حواس ولا مصطفى وزيري. لكن في المتحف البريطاني كل قطعة أثرية مكتوب بجانبها تفاصيل دقيقة عنها، فكنت أقرأها وأقدمها بطريقتي، دون أن أذكر أسماء من هربها أو باعها حتى لا أتعرض للمشاكل.”
هل واجهت مضايقات من البريطانيين أو من إدارة المتحف؟
“على العكس تمامًا، أصبحت معروفًا بين موظفي المتحف والزوار، ينادونني بـ ‘المستر رحيم’، يبتسمون لي، ويرحبون بتصويري. لم أواجه أي منع أو تضييق، بل على العكس تمامًا.”https://vm.tiktok.com/ZNdrvxJFq/
وكيف استقبل المصريون محتواك؟
“رد فعل غير متوقع، الآلاف يتابعونني ويشجعونني، ويطلبون مني فضح الخونة الذين باعوا التاريخ، لكنني أخذت عهدًا ألا أذكر أسماء، حماية لنفسي ولأهلي، ولأنني أعلم أن الجهات المختصة تملك تلك المعلومات.”
وما خطتك القادمة؟
“أضع كل جهدي حاليًا في الترويج لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير، هذا الحدث العالمي الذي أتمنى أن يكون بمستوى حضارة عمرها سبعة آلاف عام. أقوم بذلك من تلقاء نفسي، لم يطلب مني أحد، إنها رسالتي، واجبي، وديني تجاه بلدي.”
“العمدة رحيم“ ليس مجرد شاب صعيدي مهاجر… بل هو قصة مصرية تمشي بين جدران المتحف البريطاني، تذكّر العالم بأن حضارة الفراعنة لا تزال تنبض، وأن هناك من لا يزال يحرس التاريخ ولو بعمامة وجلابية وهاتف محمول.
اقرا المزيد:
عالم الآثار المصرية الشهير زاهي حواس يعلن عن عدد من الاكتشافات الأثرية في الأقصر
مصر: اكتشاف مقبرة الكاهنة ” إيدي” بأسيوط المصرية ومفأجاة كانت في انتظار علماء الآثار
مصر..وزير السياحة والآثار يتفقد موقع حفائر البعثة الأثرية المصرية بسقارة