أخبار السياحةأخبار عاجلةاخبار افريقيا

قمة جوهانسبرج 2025: مستقبل السياحة الأفريقية يبدأ من ابتكارات الشباب

الابتكار في واجهة المشهد السياحي الأفريقي

شهدت مدينة جوهانسبرج بجنوب أفريقيا افتتاح القمة الـ 7 لتحدي الابتكار السياحي للشباب الأفريقي، خلال الفترة من 24 إلى 27 يونيو 2025، وسط أجواء احتفالية نابضة بالحيوية والأمل. وجمعت القمة، التي تنظمها “شركاء السياحة في أفريقيا” بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة ومؤسسة BDO، نخبة من الشباب والمبتكرين، ورواد الأعمال، والمستثمرين، وصناع القرار، وخبراء السياحة من مختلف أنحاء القارة.

شكل الحدث منصة ديناميكية تهدف إلى استكشاف سبل دمج التكنولوجيا وريادة الأعمال في تطوير قطاع السياحة، وتمكين الشباب لقيادة مستقبل السياحة القائم على الابتكار والاستدامة.

منصة أفريقية تحتضن الطاقات الشابة

منذ انطلاقها عام 2018، تحولت القمة إلى منصة ريادية كبرى لاحتضان المواهب الأفريقية في قطاعي السياحة والضيافة. ويُعد “تحدي الابتكار السياحي” مكونًا محوريًا فيها، حيث يكرّم المبادرات الشبابية التي تجمع بين الأصالة، والجدوى السوقية، وقابلية التوسع، في مشروعات تساهم في بناء منظومة سياحية متكاملة ترتكز على سلسلة القيمة المحلية.

رسائل قوية من القادة: السياحة محرك تنموي شامل

ألقى الدكتور سيفو نجوماني، المدير العام لتنمية الموارد البشرية في وزارة السياحة بجنوب أفريقيا، كلمة الافتتاح نيابةً عن الوزيرة باتريشيا دي ليل، مؤكدًا أن النمو المتوقع لقطاع السياحة، الذي قد يتجاوز نسبة 10% بحلول عام 2030، يجب أن يُترجم إلى فرص عمل حقيقية تستفيد منها الأغلبية الشبابية.

وأشار إلى حقيقة ديموغرافية مهمة: “42% من شباب العالم سيكونون أفارقة بحلول 2030″، مشددًا على ضرورة تحويل السياحة من ترفٍ موسمي إلى “منصة استراتيجية للابتكار، وتنمية المهارات، والتحول الرقمي، وريادة الأعمال”.

كما سلط الضوء على إطلاق هاكاثون الذكاء الاصطناعي السياحي بمشاركة 18 مؤسسة، وسلسلة من البرامج التدريبية التي تشمل فنون الطهي، والسلامة السياحية، والتوظيف، كجزء من رؤية شاملة لتمكين الشباب من الانتقال من دور الباحث عن العمل إلى صانع الفرصة.

الأمم المتحدة: نؤمن بقدرة الشباب على رسم مستقبل السياحة

في كلمة مصوّرة، ثمّنت إلشيا جراندكورت، مديرة السياحة لأفريقيا بمنظمة الأمم المتحدة للسياحة، الدور البارز الذي تؤديه جنوب أفريقيا في احتضان القمة، وأشادت بشركاء السياحة في أفريقيا لجهودهم في تعزيز الصناعات الإبداعية والثقافية ضمن سياسات السياحة المستدامة.

وأكدت أن القمة دعمت حتى الآن أكثر من 4000 شاب وشابة، وأطلقت شركات ناشئة وصلت إلى الأسواق العالمية، في تجسيد حيّ لمفهوم التمكين والتحول.

من جهته، وصف الأمين العام للأمم المتحدة للسياحة، زوراب بولوليكاشفيلي، القمة بأنها “منصة ابتكار حيوية”، وأعرب عن إيمانه بأن الشباب هم “المفتاح الحقيقي للتنمية المستدامة”، داعيًا إلى مواصلة بناء شبكات تدعم أفكارهم وتربطهم بأسواق الاستثمار والعمل.

ناميبيا: شبابنا هم المعجزة

عبّر السفير ألبرتوس أوشاموب، ممثل ناميبيا، الدولة المضيفة السابقة للقمة، عن تقديره العميق لروح المبادرة التي أظهرها المشاركون الشباب، واصفًا إياهم بأنهم “المعجزة التي ننتظرها لبناء أفريقيا الجديدة”. وأكد أن القمة تجاوزت كونها حدثًا احتفاليًا، لتصبح أداة فعالة لتحقيق الذات ورواية القصص الأفريقية بعيون أبنائها.

شراكات استراتيجية ورسائل ملهمة

وفي كلمته، نوّه كواكي دونكور، الرئيس التنفيذي لشركاء السياحة في أفريقيا، إلى أهمية الشراكات التي تم تجسيدها في هذا الحدث، خصوصًا مع منظمات مثل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وناميبيا، مؤكدًا أن الشباب لا يحتاجون فقط إلى التواصل، بل إلى منصات تطبيق عملي لأفكارهم في المجتمعات المحلية.

جلسات تفاعلية وورش عمل لتسريع التحول السياحي

تميّزت القمة ببرنامج حافل من حلقات النقاش رفيعة المستوى وورش العمل المتخصصة، شملت:

“حوار القادة”: بمشاركة وزراء وخبراء صناعة، ناقشوا مفاهيم السياحة الشاملة ومشاركة المجتمعات المحلية في تطوير المنتج السياحي.

“ما وراء قمرة القيادة”: استعرضت الفرص المهنية في مجال الطيران، خارج نطاق الطيارين والمضيفين، كإدارة الخدمات الجوية والتكنولوجيا.

“سياحة الاجتماعات والمعارض (MICE)”: قدمت دراسات أفريقية حول تصميم فعاليات مستدامة ومربحة.

“المشاريع الإبداعية والملكية الفكرية”: تناولت موضوعات حيوية كحقوق النشر والعلامات التجارية وبراءات الاختراع.

“جمع رأس المال”: ورشة تطبيقية شرحت آليات جذب الاستثمارات الناشئة، خصوصًا في قطاعات السياحة والثقافة، مع تواصل فعاليات القمة السابعة وتحدي الابتكار السياحي للشباب، يتضح أن هذه المنصة لم تعد مجرد حدث سنوي للنقاش، بل أصبحت مختبرًا قاريًا لإطلاق الحلول وتحفيز التحولات السياحية في أفريقيا. شباب القارة باتوا اليوم ليسوا فقط جزءًا من المشهد، بل الفاعلون الأساسيون في رسم خارطة طريق جديدة للسياحة الأفريقية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »