تونس: معسكر الأهلي المصري دعم غير مباشر لصورة تونس السياحية

بعد أسابيع من النشاط المكثّف الذي شهدته مدينة طبرقة التونسية نتيجة احتضانها معسكر الأهلي المصري الإعدادي، بدأت ملامح الانتعاش السياحي تظهر بوضوح في المدينة الساحلية المعروفة بطبيعتها الخلابة وهوائها النقي. فقد مثّلت إقامة الفريق المصري العريق هناك دفعة قوية للسياحة التونسية التي كانت بحاجة ماسة إلى حدث بارز يعيد تسليط الضوء على مقاصدها، لا سيما في ظل المنافسة الشديدة إقليميًا.

إشغالات فندقية شبه كاملة

مصادر محلية أكدت أن فترة معسكر الأهلي شهدت نسب إشغال فندقي تجاوزت 90%، وهو رقم لم تسجّله طبرقة منذ سنوات، خاصة في شهور الصيف التي باتت تعاني من تراجع ملحوظ في أعداد الزوار مقارنة بعقود سابقة.

الفنادق الكبرى والصغرى استقبلت مشجعين، إعلاميين، رياضيين، وأسرًا تونسية جاءت خصيصًا لمتابعة تدريبات الفريق، أو على الأقل لمشاركة اللحظة في المدينة التي أصبحت حديث الإعلام الرياضي العربي.

طفرة في الحجوزات بعد انتهاء المعسكر

وبحسب مصادر في القطاع السياحي التونسي، فإن الحجوزات نحو طبرقة لم تتوقف بانتهاء معسكر الأهلي، بل على العكس، شهدت زيادة ملحوظة بنسبة تقارب 30% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويُرجع خبراء هذه الزيادة إلى عاملين رئيسيين: التغطية الإعلامية الكثيفة التي صاحبت المعسكر، والانطباع الإيجابي الذي نقله لاعبو الأهلي وجهازهم الفني عبر تصريحاتهم ومشاركاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ما حفّز محبي السفر لاستكشاف هذه الوجهة الساحرة.

تأثير يتعدّى طبرقة

اللافت أن تأثير زيارة الأهلي لم يقتصر على طبرقة فقط، بل امتد ليشمل تونس العاصمة، وسوسة، وقرطاج، حيث لاحظ وكلاء السفر زيادة واضحة في طلبات الحجز السياحي من مصريين وجزائريين وحتى من دول الخليج. والسبب في ذلك، كما أوضح مسؤول بأحد الفنادق، هو “أن وجود فريق بحجم الأهلي أعطى شعورًا بالثقة في البنية التحتية السياحية والأمنية في تونس، وذكّر الناس بجمال البلاد وكرم أهلها”.

دعم غير مباشر لصورة تونس السياحية

ربما لم تكن نية الأهلي دعم السياحة التونسية من خلال معسكره، لكن النتيجة جاءت كذلك. فقد تم تداول صور المدينة على نطاق واسع، كما تم تسليط الضوء على جودة الملاعب والفنادق والخدمات، وهذا كله يعزز الثقة في المقاصد التونسية كوجهة ليس فقط للسياحة الترفيهية، بل كذلك للرياضة والفعاليات.

نحو استراتيجية لاستقطاب الفرق والفعاليات

وفي هذا السياق، دعت شخصيات في القطاع السياحي التونسي إلى ضرورة استثمار هذا الزخم عبر خطة متكاملة لاستقطاب فرق رياضية عربية وإفريقية لإقامة معسكراتها في تونس. كما اقترح البعض تخصيص برامج سياحية رياضية مشتركة تستهدف جماهير الأندية الكبرى، في إطار ما يعرف بسياحة “الولاء الكروي”، وهي صيغة أثبتت نجاحها في دول مثل إسبانيا وتركيا.

في النهاية أثبتت زيارة الأهلي لطبرقة أن لحظة رياضية واحدة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا في المشهد السياحي. واليوم، تبدو طبرقة أقرب إلى استعادة مكانتها على خريطة السياحة المتوسطية، بشرط أن تلتقط الجهات الرسمية والخاصة هذه الفرصة النادرة وتحوّلها إلى مشروع دائم لا مجرد صدى عابر لمعسكر تدريبي.