أخبار السياحةأخبار عاجلةشمال افريقيا

تونس تُرسخ مكانتها كوجهة أولى للجزائريين.. و5.3 مليون سائح عالمي منذ بداية 2025

بخطى ثابتة، تُواصل تونس هذا العام تأكيد مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في منطقة جنوب المتوسط، محققة أرقاماً لافتة على مستوى التدفقات السياحية سواء من الأسواق المجاورة أو من مختلف دول العالم.

منذ مطلع العام وحتى 20 يوليو 2025، استقبلت تونس ما يقرب من 5.3 مليون زائر دولي، مسجلة نمواً قدره 9.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، بل يعكس استراتيجية تراكمية اعتمدتها تونس منذ سنوات، تقوم على مزيج من العروض السياحية المتنوعة، والوجهات الساحلية المتطورة، إلى جانب الانفتاح على أسواق جديدة من أوروبا وآسيا وإفريقيا. وإلى جانب هذا التدفق، حققت الإيرادات السياحية أكثر من 3.8 مليار دينار تونسي، فيما تجاوز عدد الليالي المقضاة بالمنشآت السياحية 12.3 مليون ليلة، ما يمثل مؤشراً على قوة الموسم الصيفي الحالي.

غير أن القصة الأبرز في المشهد السياحي التونسي هي بلا شك السوق الجزائرية. فمنذ بداية العام وحتى الآن، زار تونس أكثر من 738 ألف جزائري، بزيادة بلغت 13% عن عام 2024. وبذلك، أصبح الجزائريون يشكلون الشريحة الأكبر من السياح الأجانب، متقدمين على الأوروبيين الذين اعتادت تونس استقبالهم لعقود كركيزة أساسية للسياحة. هذا التطور يعكس ليس فقط القرب الجغرافي والروابط الاجتماعية، بل أيضاً قدرة تونس على استيعاب السوق العائلية الجزائرية من خلال عروض تنافسية تجمع بين السعر المناسب وجودة الخدمات.

الزيادة الملحوظة في بدل السياحة بالجزائر إلى 750 يورو ساعدت في تعزيز التدفقات نحو تونس، حيث يجد الزائر الجزائري في المنتجعات التونسية خياراً عملياً يجمع بين الراحة والترفيه والجدوى الاقتصادية. وفي منتصف أغسطس فقط، سجلت المعابر الحدودية أرقاماً قياسية مع عبور نحو 10 آلاف جزائري في يوم واحد، ما يؤكد أن العلاقة السياحية بين البلدين تجاوزت الطابع الموسمي لتصبح ركيزة متجددة تدعم الاقتصاد التونسي بشكل متواصل.

ومع أن تونس تستفيد من هذا التدفق الحيوي، فإن الصورة في الجزائر تبدو مغايرة؛ إذ تكشف الأرقام عن عجز مستمر في تحويل الإمكانات الطبيعية الهائلة هناك إلى صناعة سياحية قوية. هذا الخلل البنيوي يجعل من تونس المستفيد الأكبر من السوق الجزائرية، وهو ما يضعها في موقع قوة متزايد إقليمياً.

مقارنة مغاربية وعربية

 

على المستوى الإقليمي، يُظهر المشهد السياحي في المغرب وتونس ملامح منافسة قوية. فالمغرب بدوره يحقق أرقاماً مرتفعة إذ استقبل خلال النصف الأول من 2025 نحو 7 ملايين سائح، مستفيداً من تنوع عروضه السياحية الممتدة من المدن الإمبراطورية إلى شواطئ الأطلسي والصحراء الكبرى. غير أن تونس تتميز بعمق السوق المغاربية، خاصة السوق الجزائرية التي تمثل شرياناً دائماً يمد القطاع السياحي بالزخم حتى في أوقات الركود العالمي.

أما في مصر، فقد تجاوز عدد السياح 8 ملايين زائر في الأشهر السبعة الأولى من 2025، مدفوعة بجاذبية المواقع التاريخية كالأهرامات ومتحف الحضارة، إلى جانب البحر الأحمر الذي يظل قبلة لعشاق الغوص والشمس. لكن على الرغم من هذا الزخم، فإن تونس تبقى صاحبة النمو الأسرع نسبياً في منطقة شمال إفريقيا خلال العام الحالي، خاصة بفضل مرونتها في استقطاب أسواق قريبة بأسعار مناسبة.

توقعات نهاية موسم 2025

إذا استمرت هذه الوتيرة، فإن تونس مرشحة لتخطي حاجز 10 ملايين سائح بنهاية 2025، وهو رقم سيُعيد إلى الأذهان المواسم الذهبية التي عرفتها البلاد قبل جائحة كورونا. عندها ستُثبت تونس أنها ليست مجرد وجهة موسمية، بل قاطرة سياحية لشمال إفريقيا، قادرة على تحقيق التوازن بين جذب الأسواق التقليدية كالأوروبيين، واستقطاب الجوار المغاربي، وفي مقدمته الجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »