واجادوجو تستعد لإنطلاق الدورة الـ15 من معرض السفر والضيافة “سيثو”

في قلب بوركينا فاسو، تستعد العاصمة واجادوجو لأن تتحول أواخر سبتمبر إلى منصة نابضة تجمع خبراء السياحة والضيافة من مختلف أنحاء القارة، مع انطلاق الدورة الـ15 من معرض واغادوغو الدولي للسياحة والضيافة (SITHO) في الفترة من 25 إلى 28 سبتمبر 2025 بمركز معارض “سياو”.
هذا الحدث ليس مجرد معرض تقليدي، بل يُعد جسراً سياحياً إقليمياً تحت شعار: “السياحة وتكامل شعوب الساحل”. فمن خلاله، يُطرح السياح كأداة استراتيجية لتعزيز التعاون بين دول الساحل، وتسهيل التنقل، وفتح آفاق اقتصادية جديدة. وتشارك النيجر ومالي كضيفتين خاصتين، بينما تتصدر المنطقة الوسطى والشرقية لبوركينا فاسو قائمة ضيوف الشرف، لتقديم مزيج ثري من الثقافة والطبيعة والسياحة المجتمعية.
يتوقع المنظمون أكثر من 10 آلاف زائر ووفوداً من عشر دول أفريقية على الأقل، إلى جانب منظمي رحلات، مستثمرين، ووسائل إعلام محلية ودولية، مما يجعل سيثو منصة أعمال حقيقية. وسيتميز برنامج المعرض بجناحين رئيسيين للعارضين: أحدهما للدول وشركات السياحة، والآخر للسلطات المحلية والمهن السياحية، إضافة إلى مؤتمرات وورش متخصصة، واجتماعات أعمال منظمة “B2B”.
لكن سيثو 2025 يضيف بُعداً مبتكراً هذا العام، مع جولات افتراضية ثلاثية الأبعاد لأبرز الوجهات، وهاكاثون تكنولوجي لدعم الابتكار في القطاع، وساحة مخصصة للمشروعات الجاهزة للاستثمار. كما سيُتاح للوفود الدولية اختبار منتجات سياحية حقيقية عبر رحلة تعليمية ميدانية في وسط وشرق البلاد.
ولأن السياحة لا تنفصل عن الثقافة، فقد خُصص ركن للمأكولات التقليدية تحت مسمى “بهو AES”، فيما تُنظم أمسيات فنية وعروض عامة لخلق أجواء احتفالية تسهم في ربط الزوار بالمجتمع المحلي.
الأهمية الاقتصادية للحدث واضحة. فبحسب المديرية العامة للسياحة، تجاوزت إيرادات الإقامة في بوركينا فاسو 64 مليار فرنك أفريقي العام الماضي، فيما بلغت عوائد القطاع السياحي الشاملة أكثر من 87 مليار فرنك. ويُنظر إلى سيثو كـ”مُحفز تسويقي” قادر على توسيع دائرة الجذب السياحي وتعزيز صورة البلاد كوجهة أفريقية صاعدة.
الأمم المتحدة للسياحة أكدت التزامها الكامل بدعم هذه الدورة، حيث شددت المديرة الإقليمية لأفريقيا إلشيا جراندكورت على أن “سيثو لا يُبرز فقط ثراء العروض السياحية في بوركينا فاسو، بل يُعد مساحة لتبادل المعرفة وتشكيل شراكات تعزز الابتكار والنمو”.
منذ تأسيسه عام 2004، رسّخ معرض سيثو مكانته كمنصة أفريقية رائدة، وفي نسخة 2025 يُعاد التأكيد على رسالته: تحويل اللقاءات إلى شراكات، والشراكات إلى نتائج ملموسة تعود بالنفع على بوركينا فاسو ومنطقة الساحل بأسرها.