أنطاليا تحتضن انطلاقة قوية لمعرض ومؤتمر ATF 2025 بمشاركة دولية واسعة
رجال الأعمال المصريين الأفارقة تشارك بوفد رفيع للتعاون في مجالات الصناعات المغذية

انطلقت في مدينة أنطاليا التركية فعاليات معرض ومؤتمر أنطاليا السياحي الدولي (ATF 2025) بحضور لافت لوزراء ومسؤولين وقادة مؤسسات سياحية ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم، مما حول المدينة إلى منصة عالمية تجمع العقول والخبرات تحت شعار “مستقبل السياحة يبدأ من هنا”.
وشهد حفل الافتتاح كلمات لعدد من الشخصيات الرسمية البارزة، من بينهم مؤسس ورئيس مجلس إدارة ATF السيد سيلجوك ميرال، ونائب رئيس الوزراء في جمهورية شمال قبرص التركية فكري أتاو يارديمسيلو، وحاكم أنطاليا هولوسي هاهن، ونائب رئيس بلدية أنطاليا الكبرى بوسرا أوزديمير، ورئيس غرفة تجارة وصناعة أنطاليا (ATSO) يوسف هاسيسوليمان.
كما حضر الدكتور يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، ورئيس جمعية الفنادق السياحية في البحر الأبيض المتوسط، ونائب رئيس رابطة وكالات السفر التركية (TÜRSAB) دافوت جونايدين، ونائب المدير العام لبنك الأعمال التركي سيزجين يلماز.
أكد المتحدثون في كلماتهم أن هذا الحدث الضخم ليس مجرد معرض، بل منصة استراتيجية تجمع بين المهنيين وصناع القرار لتبادل الأفكار وبحث الفرص الاستثمارية في قطاع يُعد من أكثر القطاعات تأثيرًا في الاقتصاد العالمي. وقد تحولت أنطاليا خلال أيام المعارض الثلاثة إلى القلب النابض لصناعة السياحة العالمية، وجسراً للتواصل الاقتصادي والثقافي بين الشعوب.
وبرز من بين المشاركات المصرية والإفريقية والعربية اللافتة في المعرض، حضور وفد جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة (EABA) برئاسة الدكتور يسري الشرقاوي، الذي ألقى كلمة أكّد فيها أهمية هذا الحدث في تعزيز التعاون بين مصر وتركيا والدول الإفريقية في مجالات السياحة والاستثمار.
وأوضح الشرقاوي في تصريحاته أن “السياحة ليست قطاعًا قائمًا بذاته، بل هي قاطرة اقتصادية تحتاج إلى نحو خمسين صناعة مكملة، منها النقل والطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية. ولهذا جئنا بوفد يضم رجال أعمال مصريين من قطاعات اقتصادية متعددة، لأن نجاح أي وجهة سياحية يعتمد على تكامل هذه الصناعات جميعًا.”
وأضاف: “كافة أنماط السياحة الحديثة مثل السياحة البيئية، والرياضية، والعلاجية، و الشاطئية، لا يمكن أن تزدهر إلا بتكامل الجهود بين الصناعات المغذية لها، مشيرًا إلى أن التنمية السياحية ليست مجرد بناء فنادق ومنتجعات، بل هي منظومة اقتصادية متكاملة تتطلب شراكات استراتيجية.”
وفي تطور مهم، أشار الشرقاوي إلى أن مصر كانت قد استضافت في عام 2024 نسخة ناجحة من معرض السياحة الإفريقية بمدينة شرم الشيخ، مؤكداً أن الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة أجّلت إقامة النسخة الثانية رغم النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى.
وقال الشرقاوي: “ناقشنا مع الجانب التركي وعدداً من الشركاء الدوليين إمكانية إعادة إحياء هذا الحدث في مصر خلال الفترة المقبلة، لما له من أهمية في دعم التعاون بين القارة الإفريقية والدول المتوسطية، وتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي للسياحة والاستثمار.”
يذكر أن المنتدى السياحي الإفريقي 2024 الذي عقد في شرم الشيخ قد شهد نجاحاً ملحوظاً، حيث تم تنظيمه من قبل مجموعة ريكسوس العالمية والشركة التركية “جي إم تي” المنظمة للمعارض والمؤتمرات، وجمع عدداً كبيراً من الوزراء وكبار المسؤولين والمستثمرين في قطاع السياحة من مصر والدول الإفريقية.
تختتم أنطاليا فعالياتها بثلاثة أيام من العروض التقديمية والورش المتخصصة والجلسات النقاشية، التي تبحث مستقبل السياحة في ظل التحولات التكنولوجية و المناخية العالمية.
وقد ناقشت الجلسات مواضيع حيوية تشمل السياحة الفاخرة والاتجاهات الحديثة، والمستقبل الرقمي للسياحة الإفريقية، واستراتيجيات النقل الجوي والبحري، وسياحة الصحة وال wellness.
يمثل هذا المؤتمر رسالة واضحة بأن صناعة السفر قادرة على توحيد العالم حول التنمية والفرص المشتركة، ويعكس التوجه العالمي نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال السياحة، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة ويدعم الاقتصادات الوطنية للدول المشاركة.