أخبار السياحةأخبار عاجلةمصر

القصير.. مدينة مصرية يتنفس فيها البحر الأحمر عبق التاريخ

حلمي: هي أهم وجهات السياحة البحرية الثقافية في مصر، هي متحف مفتوح وزيارة واحدة لها تشعر أنك تسير فوق طبقات من التاريخ.

في مصر وعلى الساحل الغربي للبحر الأحمر، حيث تتلاقى زرقة المياه مع قِدم الحضارات، تقف مدينة القصير كصفحة مضيئة من تاريخ مصر البحري والتجاري والروحي، إنها ليست مجرد مدينة هادئة على الخريطة، بل مفترق طرق بين حضارات العالم القديم، وبوابة مصر الشرقية منذ آلاف السنين.
واليوم، تعيد مبادرة “محافظات مصر” بالمتحف القومي للحضارة المصرية إحياء هذا الإرث، لتعود القصير إلى واجهة الضوء كإحدى أهم المدن التراثية والسياحية التي تستحق الاكتشاف.
تقع القصير في منتصف الطريق بين الغردقة ومرسى علم، وتحديدًا على بعد نحو 138 كم من الأولى و130 كم من الثانية، ولأنها أقرب طريق بين وادي النيل والبحر الأحمر، اكتسبت أهمية جعلتها بوابة التجارة في العصور القديمة.
عرفت قديمًا باسم “ثاجو” في مصر القديمة، ثم “ميوس هورموس” في العصرين البطلمي والروماني، وهو اسم ارتبط بواحد من أهم الموانئ التي ربطت مصر بالهند وشرق إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

القصير في قلب التاريخ القديم:- 

من هذا الميناء انطلقت سفن الملكة حتشبسوت في رحلاتها الشهيرة إلى بلاد بونت، حاملة معها البخور والأخشاب والعاج. كان هذا الميناء هو نافذة مصر إلى واحد من أعظم طرق التجارة البحرية في الشرق.
وفي العصر البطلمي والروماني: تحولت القصير إلى مركز للتحكم في تجارة التوابل والفلفل والحرير، وكانت البضائع تُحمَّل على القوافل لتصل إلى قفط ثم إلى النيل ومنه إلى الإسكندرية ومنها إلى أوروبا، لقد كانت القصير أشبه بـ سلسلة لوجستية عالمية قبل آلاف السنين.

وفي العصر الإسلامي.. بوابة الحجيج

منذ الفتح الإسلامي، اكتسبت المدينة قداسة جديدة، حيث أصبحت ميناءً رئيسيًا للحجاج من المغرب العربي وشمال إفريقيا في طريقهم إلى الحجاز، فتحولت إلى مركز إنساني وثقافي متعدد الهويات.

وفي حقبة العثمانيين.. القلعة التي تروي الحكاية

ما زالت قلعة القصير العثمانية شامخة منذ القرن السادس عشر، تُطل على البحر كحارس للميناء، وتحكي قصص الدفاع والتجارة والازدهار.

القصير اليوم..

وجهة ساحلية بروح تاريخية، ورغم هدوئها اليوم، فإن القصير ما زالت تحفظ نكهتها الخاصة: شواطئ بكر تزينها الشعاب المرجانية، رياضات بحرية وغوص ينافس أفضل مواقع الغطس في العالم.
– حياة محلية بسيطة تُشبه كتابًا مفتوحًا عن ثقافة البحر الأحمر.
– إنتاج محلي من العسل وزراعة الزيتون والمشمش والتفاح في بيئتها الجبلية.
كما تشتهر المدينة بوجود واحد من أهم مواقع الأطوم (بقر البحر) في مصر، خاصة قرب مرسى أبو دباب.
المتحف القومي للحضارة يفتح نافذة على القصير
ضمن الفعالية الحادية عشرة لمبادرة “محافظات مصر”، أعاد المتحف تقديم القصير في احتفالية جمعت الحرفة والفن والموسيقى والصور والأزياء، بالتعاون مع مشروع “وجهات وحكايات”.
وأبرز الدكتور الطيب عباس، المدير التنفيذي للمتحف، أن الهدف من هذه الفعاليات هو “ربط المجتمع المصري بذاكرة مدنه التي صنعت تاريخ البلاد، وتسليط الضوء على كنوز مجهولة تستحق الزيارة”.

رحلة متعددة الحواس داخل المتحف

1- حرف البحر والصحراء
– مشغولات جلدية برائحة الطبيعة.
– حُلي مرصعة بالصدف البحري.
– كليم يدوي بنقوش مستوحاة من الأمواج والجبال.
إنها حرف اكتسبت روحها من البحر ذاته.
2- أطعمة القصير.. نكهة الصيادين والبدو
– عيش الحُوح الذي يشتهر به الساحل.
– الجَبنة (قهوة العبابدة) التي تُقدم في طقوس تراثية.
– وصفات تقليدية تعبر عن خليط ثقافي فريد.

كم يبلغ ثمن الرحلة السياحية إلي منتجعات البحر الأحمر؟
3- موسيقى البحر الأحمر

صدحت السمسِمية بأنغام الفنان عمرو الراوي، لتعيد أصوات المراكب والصيادين واحتفالات أهل الميناء.
4- صور توثق هوية المكان
وثّقت العروض البصرية:
-القلعة العثمانية
– الأزقة القديمة
– حياة الصيادين
– ملابس النساء المطرزة بألوان البحر الأحمر
ورش تفاعلية.. حيث يصبح الجمهور جزءًا من الحكاية
– تعلّم الأطفال رسم المراكب والأسماك والشعاب تحت إشراف الفنانة جرمين جورج.
– تعلم الزوار فنون النول اليدوي مع الأستاذة زينب شحاتة.
– ورشة صناعة السمسمية تحولت إلى درس حي في تاريخ الموسيقى البحرية.
تكريم أبناء القصير.. حراس التراث
في الختام، كُرّم الحرفيون والفنانون والرواة الذين حملوا تراث القصير إلى قلب القاهرة، ليؤكد المتحف أن هوية مصر تُكتب من تفاصيل مدنها الصغيرة قبل عواصمها الكبرى.

الخبير السياحي ومؤرخ البحر الأحمر حسام حلمي قال:  القصير وجهة مستقبلية واعدة : إن القصير تمتلك كل مقومات السياحة الثقافية والبيئية معًا:

– تاريخ بحري عريق
– مواقع أثرية فريدة
– شعاب مرجانية بكر
– تراث موسيقي وحرفي نادر
– مجتمع محلي منفتح على الزوار
وأضاف قائلا: إنها مدينة تحتاج فقط إلى استراتيجية تسويق قوية ومواصلة جهود الربط بين الماضي والحاضر، لتصبح إحدى أهم وجهات السياحة البحرية الثقافية في مصر، فالقصير ليست شاطئًا للسباحة فقط.. إنها متحف مفتوح تكفي زيارة واحدة له لتشعر بأنك تسير فوق طبقات من التاريخ.

اقرا المزيد:-

وزير الخارجية المصري يعلن عن اطلاق مبادرة « السويس والبحر الأحمر » للتنمية الاقتصادية والبحرية 

مصر .. تفاصيل أكبر مشروع سياحي علي البحر الأحمر

مصر بعد 20 عامًا.. صحفي روسي يكشف وجهي السياحة بين سحر البحر الأحمر وسوهو سكوير

مصر وإريتريا ترفضان مشاركة أية دولة غير مشاطئة علي البحر الأحمر في أمنه وحوكمته

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »