أفريقيا: 18 دولة تشارك في معرض فيتور 2026 وزيادة مساحة الأجنحة الإفريقية

تستعد قارة أفريقيا لتدشين حضورها الأقوى والأكثر طموحاً على الإطلاق في الدورة القادمة من معرض فيتور 2026 الدولي للسياحة في مدريد، مؤكدةً مكانتها كوجهة سياحية عالمية رئيسية ومتنامية.
وبعد سنوات من الظهور المتواضع نسبياً، تخطو دول القارة خطوات استراتيجية جماعية لتعزيز حصتها في سوق السفر العالمي، حيث يتوقع المنظمون زيادة بنسبة تفوق 30% في المساحة المخصصة للأجنحة الإفريقية، في مؤشر واضح على الثقة والطموح.
سيتم وضع الجناح الإفريقي الموحد في القاعة 6 بمركز إيفيما مدريد، إلى جانب عارضين من الشرق الأوسط، وهو موقع استراتيجي يضمن وصولاً كبيراً للزوار والمحترفين الدوليين.
يأتي هذا التوسع استجابةً للاهتمام العالمي المتزايد بتجارب السفر الفريدة التي تقدمها إفريقيا، والتي تتراوح بين السياحة الثقافية والتراثية، ومشاهدة الحياة البرية، والمغامرات، والرفاهية.
تتميز مشاركة 2026 بتأكيد عدد قياسي من الدول مشاركتها الرسمية، مما يعكس نهجاً جماعياً لتعزيز الصورة السياحية للقارة. وتشمل القائمة الرسمية 18 دولة، من بينها عمالقة سياحيون ووجهات ناشئة واعدة. الأبرز في هذه الدورة هو الظهور الأول لـ رابطة السفر والسياحة الإفريقية (ATTA)، وهو تطور بالغ الأهمية يُتوقع أن يعمل كحاضنة للتعاون بين الشركات السياحية داخل القارة ويسهل التواصل مع الشركاء والمشترين الدوليين، مما يعزز التكامل والتسويق المشترك.
كما تشهد المشاركة عودة قوية للجزائر بعد غياب عامين، وتواجداً مميزاً لأوغندا من خلال هيئة السياحة وجمعية منظمي الرحلات المستدامة، مما يسلط الضوء على اتجاه القارة نحو السياحة المسؤولة. وتبرز أيضاً مشاركات أولى لوجهات مثل زنجبار، ساو تومي وبرينسيبي، بنين، وأنغولا، مما يوسع دائرة الخيارات المعروضة أمام السائح العالمي.
الوجهات الكبرى: أعمدة الحضور الإفريقي المتين
في حين أن الحضور الجديد مثير، تظل الوجهات السياحية الراسخة في إفريقيا هي أعمدة هذا التمثيل القوي: وتبرز مصر كعملاق سياحي لا غنى عن حضوره في أي محفل دولي، يُتوقع أن يكون لها حضور قوي وبارز، سواء من خلال جناح وطني مستقل أو مشاركة مكثفة للشركات الخاصة.
من المرجح أن تركز مصر على تسويق تنوعها الذي لا ينضب، من الآثار الفرعونية وسياحة المؤتمرات في القاهرة والإسكندرية، إلى منتجعات البحر الأحمر وشرم الشيخ، بالإضافة إلى مسارات السياحة الثقافية والتراثية الجديدة.
· تونس: كواحدة من الدول المذكورة رسمياً، ستسعى تونس لتعزيز مكانتها كوجهة متوسطية شاملة. من المتوقع أن تروج لخليطها الفريد بين شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وواحات الصحراء، والمواقع الأثرية الرومانية مثل الجم (الكولوسيوم)، والتراث الثقافي الحي. كما قد تبرز تونس جهودها في سياحة المنتجعات الصحية (السبا) والسياحة الرياضية (الجولف).
·
جنوب إفريقيا: رغم مشاركتها كعارض فردي وليس كجناح وطني رسمي، فإن حضور جنوب إفريقيا يظل حيوياً. ستستعرض البلاد، من خلال شركات السياحة والفنادق ومشغلي الرحلات، نفسها كوجهة “العالم في بلد واحد”. من المرجح أن يكون التركيز على تجارب السفاري الفاخرة في حدائق كروجر ومحميات خاصة، وعلى طريق النبيذ في كيب تاون، ومناظر الطبيعة الخلابة في رأس الرجاء الصالح، بالإضافة إلى السياحة الحضرية في جوهانسبرغ ودوربان.
يشير هذا الحضور الإفريقي المكثف والمتنامي في فيتور 2026 إلى نضج في الرؤية السياحية للقارة. لم يعد الأمر مجرد عرض لمنتجات منعزلة، بل هو استعراض لقوة سياحية إقليمية تتعاون داخلياً وتتنافس عالمياً. يعكس هذا التحرك النية الاستراتيجية لإفريقيا لترسيخ قطاع السياحة كمحرك أساسي للتنمية الاقتصادية، وخلق فرص العمل، وتعزيز التبادل الثقافي، والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي من خلال نماذج السياحة المستدامة.
مع إمكانية انضمام وجهات أخرى مثل زيمبابوي وغينيا الاستوائية، يتجه جناح إفريقيا لأن يكون نقطة الجذب الأبرز في المعرض، ناقلاً رسالة واضحة إلى العالم: إفريقيا ليست فقط ماضياً عريقاً، بل هي مستقبل سياحي زاهر وغني بالتجارب التي تنتظر أن تُكتشف.




