أخبار العالمأخبار عاجلة

بين دعم إسرائيل ورفض التعددية لماذا تنسحب امريكا من اليونسكو مرة أخرى

أعلنت نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض آنا كيلي يوم الثلاثاء الماضي أن الرئيس دونالد ترامب قرر سحب الولايات المتحدة من منظمة اليونسكو، مُبررة القرار بأن المنظمة “تدعم قضايا ثقافية واجتماعية مثيرة للانقسام تتعارض مع سياسات الأمريكيين.

لم يُصدر البيت الأبيض أو اليونسكو تأكيدًا فوريًا، لكن القرار يُتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بنهاية ديسمبر 2026، هذا الانسحاب هو الثالث في تاريخ الولايات المتحدة من المنظمة التي تتخذ من باريس مقرًا لها، والثاني خلال فترتي حكم ترامب، وكانت واشنطن قد انسحبت سابقًا في 2017 تحت إدارته، قبل أن تعود في 2023بعد طلب إدارة جو بايدن، وقد يؤثر انسحاب امريكا من
اليونسكو لخسارة المنظمة لـ 8% من ميزانيتها (بعد أن كانت مساهمة واشنطن تصل إلى 22% قبل انسحابها الأول في 2011) وستتوجه المنظمة لتعويض الفجوة عبر مساهمات دولية وشراكات مع القطاع الخاص.

أما إسرائيل فقد رحبت بالخطوة، ووصفتها بأنها “ضرورية لوقف تحيز اليونسكو” ضدها، خاصة بعد قرارات المنظمة بضم مواقع يهودية كـ”تراث فلسطيني”
من جانبها نفت المديرة العامة أودري أزولاي الاتهامات، مشددة على إنجازات المنظمة في إعادة إعمار الموصل ومحاربة معاداة السامية.
و يُنظر إلى القرار كجزء من سياسة الانعزالية الأمريكية تحت حكم ترامب، بعد انسحابات سابقة من اتفاقيات مثل باريس للمناخ.

وفي عهد رونالد ريجان، انسحبت واشنطن متهمة اليونسكو بـ”سوء الإدارة” و”التحيز لصالح الاتحاد السوفيتي”. عادت في 2003 تحت إدارة جورج بوش الابن، وانسحبت أيضا في (2017)
خلال ولاية ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة بسبب اعتراف اليونسكو بفلسطين كعضو كامل في 2011، ما دفع واشنطن وإسرائيل إلى تجميد التمويل و عادت الولايات المتحدة بعد غياب 5 سنوات، لكن ترامب أعاد الانسحاب في 2025 لأسباب مماثلة، منها اتهامات بـ”التأثير الصيني” و”التحيز ضد إسرائيل.

من جانبها أكدت فرنسا دعمها لليونسكو، معتبرة الانسحاب الأمريكي “ضربة للتعاون الدولي، أما الصين فلم تعلق رسميًا، لكن يُنظر إليها كـ”المستفيد الأكبر” من فراغ القيادة الأمريكية أما منظمات المجتمع المدني فقد حذرت من تعزيز الانسحاب لحملات مقاطعة إسرائيل (BDS) وقد تضطر المنظمة إلى إصلاح هيكلي لتعويض فقدان التمويل الأمريكي، مع تعزيز الشفافية، ويُظهر الانسحاب المتكرر تراجعًا أمريكيًا عن القيادة العالمية، مما قد يشجع دولًا أخرى على مراجعة التزاماتها .

الشركاء الأمريكيون

جامعات ومتاحف أمريكية قد تفقد فرصًا في مشاريع التراث العالمي المدعومة من اليونسكو، فقرار الانسحاب الأمريكي من اليونسكو يعكس استمرار التوترات حول القضية الفلسطينية والنفوذ الصيني، مع إبراز الانقسامات الأيديولوجية في السياسة الخارجية الأمريكية، بينما تبدو اليونسكو مستعدة للتعامل مع الخطوة، تبقى التساؤلات قائمة حول مستقبل التعددية الدولية في ظل صعود النزعات الانعزالية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »