أسباب اختفاء بعض الطائرات فوق المحيطات
أسباب اختفاء بعض الطائرات فوق المحيطات

لماذا تختفي بعض الطائرات من الرادار عند التحليق فوق المحيطات؟
تاريخ الرادار واستخدامه في الطيران
الرادار (Radar) هو اختصار لعبارة “Radio Detection and Ranging“ أي الكشف والتحديد باستخدام الموجات الراديوية. تم تطويره لأول مرة عام 1935 على يد روبرت واتسون-وات وأرنولد ويلكنز، ومنذ ذلك الوقت أصبح تقنية أساسية في مجالات عديدة مثل التنبؤ بالطقس، مراقبة السرعة، الأبحاث البيئية، والأهم في عالم الطيران.
يُستخدم الرادار من قبل مراقبة الحركة الجوية لتحديد موقع الطائرة، كما تعتمد عليه الطائرات في أنظمة تجنب الاصطدام والملاحة.
لكن لأن الرادار يعتمد على الموجات الراديوية التي تحتاج إلى خط رؤية مباشر بين جهاز الإرسال والهدف، فإن انحناء الأرض والعوائق الجغرافية يحدان من قدرته. لذلك، عندما تطير الطائرات على مسافة مئات الكيلومترات فوق المحيط، يختفي أثرها من الرادار. الأمر نفسه قد يحدث في المناطق الجبلية النائية.
وفي حال تعطّل جهاز الإرسال (Transponder) الخاص بالطائرة، فإنها قد تختفي تمامًا عن شاشات الرادار، وكأنها “تبخرت”.
كيف يعمل الرادار في الطيران؟
في مجال الطيران التجاري يُستخدم نوعان رئيسيان من الرادار:
-
الرادار الأولي (PSR): يرسل موجات راديوية ترتد عن الأجسام وتكشف موقعها، لكنه لا يستطيع تحديد الهوية أو الارتفاع.
-
الرادار الثانوي (SSR): يعتمد على إشارة جهاز الترانسبوندر في الطائرة، حيث يرسل بيانات دقيقة مثل الارتفاع والسرعة ورقم الرحلة. هذا النوع أكثر تطورًا ويعتمد أيضًا على الأقمار الصناعية لتغطية الأماكن البعيدة عن نطاق الرادار الأرضي.
آلية العمل بسيطة: يطلق جهاز الإرسال نبضة قوية من الموجات عالية التردد، ثم يتوقف ليستقبل الصدى المرتد. وبما أن سرعة الموجات معروفة، يمكن حساب المسافة والسرعة (من خلال تأثير دوبلر).
لكن الرادار قد يتأثر أيضًا بـ:
-
الطقس السيئ: الأمطار الغزيرة والعواصف تضعف الإشارة.
-
الأعطال الأرضية النادرة: مثل انقطاع الاتصالات في مطار “نيوآرك” بالولايات المتحدة والذي عطّل نظام الرادار وقتها.
هل ما زالت الطائرات تختفي عن الرادار في عصرنا الحالي؟
مع تطور التكنولوجيا الحديثة، أصبح من الصعب جدًا أن تختفي طائرة بشكل كامل، بفضل أنظمة التتبع بالأقمار الصناعية وإشارات الترانسبوندر.
لكن هناك حادثة شهيرة أثارت الجدل:
-
في 2014 اختفت طائرة الخطوط الماليزية MH370 من الرادار المدني بعد إقلاعها من كوالالمبور متجهة إلى بكين وعلى متنها 239 شخصًا.
-
أظهرت بيانات الرادار العسكري أن الطائرة انحرفت عن مسارها، كما توقف جهاز الترانسبوندر عن العمل.
-
ورغم عمليات البحث الدولية المكثفة، لم يُعثر على الحطام الرئيسي، باستثناء قطع متناثرة على بعض الجزر.
-
التحقيقات أكدت أن إيقاف جهاز الترانسبوندر كان إجراءً متعمدًا وليس عطلًا فنيًا.
حادثة MH370 تُعد المثال الوحيد في العصر الحديث لطائرة ركاب تختفي تمامًا عن الرادار دون العثور على حطامها. أما باقي الحوادث الحديثة، مثل اختفاء طائرة أنطونوف An-24 في روسيا يوليو 2025، فقد تم العثور على الحطام بعد وقت قصير.