الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي: شراكة حيوية لمواجهة التهديدات المعقدة في القارة

في الأمم المتحدة أكد مسؤولون أمميون وأفارقة أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، أن الشراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أصبحت “ضرورة استراتيجية” لضمان الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، في ظل تصاعد التحديات الأمنية المعقدة التي تهدد السلم والتنمية وحقوق الإنسان.
وقال بارفيه أونانجا أنيانجا، رئيس مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي، إن العلاقة بين الجانبين تمثل “الأساس لتعددية فعالة ومتشابكة”، مشيراً إلى أن هذا التعاون يشكل خط الدفاع الأول في مواجهة “التهديدات المتطورة والمتداخلة” التي تعصف بالقارة.
وأضاف أنيانجا أن التعاون الوثيق بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، ومع المنظمات الإقليمية الأخرى، هو السبيل لتوحيد الجهود وتعزيز فاعلية الدبلوماسية الوقائية وإدارة الأزمات في القارة.
من جانبه، حذر محمد فتحي أحمد إدريس، المراقب الدائم للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة، من أن أفريقيا تواجه “شبكة غير مسبوقة من التهديدات الأمنية”، تمتد من ليبيا إلى منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد وغرب القارة، وصولاً إلى شرق أفريقيا والقرن الأفريقي.
وشدد إدريس على ضرورة التحرك المشترك “بالعزم نفسه” لتحقيق السلام في السودان ومنع تصاعد الصراعات في مناطق أخرى، مؤكداً أن أي تردد في اتخاذ إجراءات عاجلة “سيؤثر على فعالية المجلسين ومؤسساتنا في مواجهة الأزمات”، وأن التأخير ستكون له “عواقب بعيدة المدى على الأمن الإقليمي والعالمي”.
بدورها، قالت مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا، إن القرار رقم 2719 الصادر عن مجلس الأمن “يُلبي احتياجات المرحلة الحالية”، مشيرة إلى أنه يهدف إلى جعل عمليات السلام أكثر ملاءمة للتحديات الجديدة، مع منح الاتحاد الأفريقي دوراً أكبر في إدارة النزاعات الإقليمية.
وأكدت بوبي أن نجاح هذا القرار يعتمد على “تفاهم مشترك وتوقعات واقعية” بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجماعات الاقتصادية الإقليمية، مشددة على أن وضوح الأدوار وتنسيق الجهود أساسٌ لإنجاح أي شراكة متعددة الأطراف.
وتتفق المداخلات الأممية والأفريقية على أن تعددية الأطراف لم تعد مجرد مبدأ دبلوماسي، بل أصبحت ضرورة عملية لمواجهة واقع أمني متقلب في القارة، حيث تتقاطع النزاعات المسلحة مع الإرهاب والهشاشة الاقتصادية وتغير المناخ.
ويرى مراقبون أن ترسيخ هذه الشراكة يشكل اختباراً حقيقياً لقدرة المنظمتين على بناء منظومة أمن جماعي أكثر استدامة في أفريقيا، بما يضمن ربط السلام بالتنمية وحماية المدنيين من آثار الصراعات المستمرة.