أخبار العالمأخبار السياحةفن وثقافةمصر

100 ألف قطعة أثرية تروي 7 آلاف عام من التاريخ في المتحف المصري الكبير

افتتاح المتحف المصري الكبير: من "مركب الشمس" إلى القناع الذهبي لتوت عنخ آمون

في حدث تاريخي طال انتظاره، افتتحت مصر رسميًا المتحف المصري الكبير في الجيزة، ليكون أضخم متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، حيث يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية توثق أكثر من سبعة آلاف عام من التاريخ المصري القديم.

مركب الملك خوفو
مركب الملك خوفو

ويُعد المتحف الجديد من أهم المشروعات الثقافية في القرن الحادي والعشرين، إذ يقع على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع بالقرب من أهرامات الجيزة، وتجاوزت تكلفة إنشائه مليار دولار بعد أكثر من عشرين عامًا من العمل المتواصل.

كنوز لا تُقدّر بثمن

يُشكّل عرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون أحد أبرز عوامل الجذب في المتحف، حيث تُعرض مقتنيات المقبرة لأول مرة مكتملة منذ اكتشافها على يد عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر. وتشمل هذه المجموعة الشهيرة قناع الملك الذهبي، العرش الملكي، والعربات الحربية المذهلة التي تجسد عبقرية الفن المصري القديم.

ومن بين أبرز المعروضات أيضًا مركب الملك خوفو، أو ما يُعرف بـ”مركب الشمس”، الذي يُعتبر من أقدم وأكبر السفن الخشبية في التاريخ. اكتشفه الأثري المصري كمال الملاخ عام 1954 بجوار الهرم الأكبر، حيث عُثر على أجزائه المفككة بعناية في حفرة خاصة، قبل أن تُرمم وتُعاد تجميعها في عمل استغرق نحو عشر سنوات. يبلغ طول المركب 43.5 مترًا، ويعكس تصميمه الفريد معرفة المصريين القدماء بعلم الملاحة وهندسة السفن.

الحفرة التي وجد فيها مركب الملك خوفو
الحفرة التي وجد فيها مركب الملك خوفو

حضور عالمي وحفل مبهر

شهد حفل الافتتاح مشاركة 79 وفدًا رسميًا من مختلف دول العالم، بينهم 40 وفدًا يتقدمه ملوك ورؤساء دول وحكومات. انطلق الحفل في الساعة 7:30 مساءً بالتوقيت المحلي للقاهرة، واستمر لمدة ساعة ونصف، متضمنًا عروضًا فنية ووثائقية تُبرز عظمة الحضارة المصرية القديمة وتاريخ بناء المتحف.

وحظي الحدث بتغطية إعلامية عالمية واسعة، بمشاركة أكثر من 450 مراسلاً دوليًا يمثلون نحو 180 وسيلة إعلامية. كما أعلنت هيئة المتحف المصري الكبير عن بث مباشر مجاني عبر منصة تيك توك ليصل الاحتفال إلى ملايين المشاهدين حول العالم.

الافتتاح العام للجمهور

من المقرر أن تُفتح أبواب المتحف أمام الجمهور اعتبارًا من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حيث سيتمكن الزوار من استكشاف أجنحته المتنوعة التي تجمع بين التراث والابتكار في تجربة متحفية فريدة من نوعها.

ويمثل افتتاح المتحف المصري الكبير لحظة فخر وطنية ورسالة حضارية من مصر إلى العالم، تؤكد فيها قدرتها على الجمع بين عبق التاريخ وروح العصر في صرح ثقافي غير مسبوق يعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والحضارة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »