تصعيد خطير في حرب السودان : طائرات مسيّرة تستهدف بورتسودان للمرة الثانية خلال يومين

في تطور جديد وخطير في الحرب المشتعلة بالسودان، شنت ميليشيا الدعم السريع هجمات بطائرات مسيّرة انتحارية استهدفت بها مدينة بورتسودان الساحلية، للمرة الثانية خلال 48 ساعة، ما أدى إلى ضرب مستودعات الوقود في الميناء الجنوبي ومحطة الكهرباء التحويلية، مما تسبب بانقطاع تام للتيار الكهربائي في المدينة.

وأعلنت شركة الكهرباء السودانية في بيان صحفي أن محطة بورتسودان التحويلية تعرضت لهجوم مباشر صباح الثلاثاء، وأشارت إلى أن هذه الهجمات المتكررة تندرج ضمن سياسة ممنهجة تستهدف البنية التحتية الحيوية، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية مثل المياه والصحة.

وأضافت الشركة أن الفرق الفنية من المهندسين والفنيين يعملون حالياً في موقع الحادث لتقييم الأضرار وإجراء الإصلاحات اللازمة بأقصى سرعة ممكنة.

من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية ووزير الثقافة والإعلام، خالد الإعيسر، أن قوات الدفاع المدني والأجهزة الأمنية تؤدي مهامها بكفاءة عالية في مستودعات الوقود المتضررة، مؤكداً أن إرادة الشعب السوداني لن تنكسر بمثل هذه الهجمات التي وصفها بـ”الإرهابية والمجرّمة بموجب كافة القوانين الدولية”.

وقال الإعيسر في منشور على صفحته علي موقع إكس : “زرت مستودعات الوقود التي تعرضت لاعتداء إرهابي صباح اليوم باستخدام طائرات مسيّرة، وأؤكد أن مثل هذه الأفعال لن ترهب الشعب السوداني”.

مصر تدين وتستنكر

في رد فعل إقليمي سريع، أعربت جمهورية مصر العربية عن إدانتها الشديدة للهجوم المكثف على المنشآت والبنية التحتية المدنية في بورتسودان، محذّرة من أن مثل هذا التصعيد يمثل خطورة كبيرة على جهود التهدئة، ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني ومنع المساعدات من الوصول إلى المحتاجين.

وأكدت مصر على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، مجددة رفضها القاطع لأي استهداف للبنية التحتية المدنية، لما لذلك من أثر مدمر على استقرار الدولة وحياة المواطنين اليومية.

محلل سياسي سوداني: حرب المسيّرات تهديد استراتيجي جديد

وفي تحليله لهذه التطورات، قال الدكتور محمد تورشين، المحلل السياسي السوداني، إن ما يحدث يمثل تحولاً خطيراً في شكل العمليات العسكرية بالسودان، معتبراً أن “حرب المسيّرات” تشكل تهديداً مباشراً على المناطق التي كانت سابقاً في مأمن، مثل ولايتي البحر الأحمر وكسلا، وحتى القضارف.

وأكد تورشين أن هذه الهجمات تهدف إلى تدمير البنية التحتية بشكل كامل، وهو ما شاهدناه سابقاً في الخرطوم ومناطق أخرى مثل نهر النيل والولايات الشمالية، حيث استهدفت الميليشيا محطات الكهرباء والمياه والوقود بشكل مباشر.

وأضاف أن استهداف مطار بورتسودان والميناء الحيوي يدخل ضمن استراتيجية تهدف إلى شل الحياة اليومية في السودان، مطالباً الحكومة بالتعامل بحزم مع هذا التطور، وإعادة السيطرة على المناطق التي قد تُستخدم لإطلاق الطائرات المسيّرة.

الوضع في الفاشر

وفي سياق الوضع الميداني في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور , أعلنت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر ، أن القوات المسلحة ، والقوات المساندة لها ، وبعد اشتباكات عنيفة في المحور الجنوبي لمدينة الفاشر ، تمكنت يوم أمس ، من قطع الطريق على قوة هاربة من مليشيا آل دقلو الإرهابيـة ، وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد.

وأكدت الفرقة أن الإشتباكات أسفرت عن تدمير مركبتين قتاليتين ، ومركبة مزودة بمدفع عيار (23) ، بالإضافة إلى تدمير راجمة (12) دليل ، كما تم هلاك ، وإصابة العشرات من عناصر المليشيا , مشيره إلى أن المليشيا قصفت المدينة يوم أمس الإثنين بعشر قذائف مدفع عيار 82 ملم ، مما ادى إلي إستشهاد إمراتين ، وإصابة 17 آخرين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وكشفت الفرقة ، أن مصادرها قد رصدت وجود خلافات كبيرة داخل صفوف المليشيا ، مما أدى إلى انسحاب اعداد كبيرة من عناصر المليشيا إلي جنوب غرب المدينة.

واكدت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر ، سيطرة القوات المسلحة على الأوضاع بالمدينة ، وإستقرارها مشيرة في هذا إلى تقدمها بكل المحاور رغم القصف العشوائي المتواصل من قبل المليشيا على مدينة الفاشر.

وأضافت أن قواتها تتمتع بالترابط ، والإنسجام ، والتماسك وبصورة ممتازة وطمأنت الفرقة المواطنين ، بأن الفاشر في ايدي أمينة ، ودعتهم بعدم الإلتفات ، والإنسياق وراء الشائعات وقالت ان القوات المسلحة قد تمكنت من تحقيق الإنتصارات على المليشيا في 209 معركة بشجاعة وببسالة دون أي تراجع مترحمة على أرواح الشهداء ، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين وعبرت عن إمنياتها بعودة المفقودين سالمين غانمين بإذن الله تعالى.

الإمارات ترحب برفض محكمة العدل الدولية دعوى السودان

وفي سياق موازٍ، رحّبت دولة الإمارات العربية المتحدة بقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي الذي قضى برفض الدعوى المقدمة من القوات المسلحة السودانية، لعدم اختصاص المحكمة بالنظر فيها.

ووصفت الإمارات هذا القرار بأنه تأكيد واضح على “بطلان” الدعوى السودانية، مشيرة إلى أن هذه الاتهامات كانت محاولة لتشتيت الانتباه عن انتهاكات الجيش السوداني في الداخل.

وقالت ريم كتيت، نائب مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية، إن القرار “يُثبت بشكل قاطع أن الدعوى بلا أساس قانوني”، داعية الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف الحرب فوراً، والدخول في مفاوضات جادة غير مشروطة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وأكدت الإمارات التزامها بالتعاون مع المجتمع الدولي والإقليمي لبناء مستقبل مستقر وسلمي للشعب السوداني.

الوسوم