جنوب أفريقيا تعتمد النسخة الثالثة من موزانتها العامة بالتزامن مع لقاء رامافوزا وترامب

في خطوة تؤشر لقرب انتهاء فصول أزمة سياسية تضرب جنوب أفريقيا ، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا يوم الأربعاء عن اعتماد النسخة الثالثة من الموازنة العامة للعام المالي الجاري، حيث شملت هذه النسخة تعديلات طفيفة على خطط الإنفاق وتوقعات العجز المالي. اللافت في الأمر أن هذا القرار جاء بالتزامن مع لقاء الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وزير المالية يمثل أمام البرلمان للمرة الثالثة

اضطر وزير المالية الجنوب أفريقي إينوك جودونجوانا للمثول أمام البرلمان في كيب تاون للمرة الثالثة، وذلك بعد فشل تمرير نسختين سابقتين من الموازنة بسبب خلافات داخل الائتلاف الحاكم. وقد تمحورت هذه الخلافات حول مقترح الوزير برفع ضريبة القيمة المضافة، وهو ما أثار رفضًا سياسيًا واسعًا داخل البرلمان، خصوصًا من الحزب الديمقراطي المعارض الذي يُعتبر ثاني أكبر مكونات الائتلاف، بل وذهب إلى الطعن في المشروع قانونيًا.

توقعات العجز والدين العام في النسخة المعدلة من الموازنة

وبحسب ما نشرته منصة “Investing” الاقتصادية، تتوقع الموازنة الجديدة، والتي أبدى الحزب الديمقراطي استعداده لدعمها، أن يصل العجز المالي الموحد إلى 4.8% من الناتج المحلي الإجمالي للسنة المالية التي بدأت في 1 أبريل، مقارنة بنسبة 4.6% كانت متوقعة في النسخة السابقة الصادرة في مارس.

أما بالنسبة لمستوى الدين العام، تتوقع الحكومة الجنوب أفريقية أن يبلغ ذروته عند 77.4% من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنة المالية 2025/2026، مقارنة بالتقديرات السابقة التي أشارت إلى 76.2%.

انخفاض الإيرادات وتخفيض الإنفاق

كما أظهرت النسخة الجديدة من الموازنة انخفاضًا في تقديرات الإيرادات متوسطة الأجل بمقدار 61.9 مليار راند، أي ما يعادل 3.5 مليار دولار أمريكي، بينما تم خفض الإنفاق الموحد بحوالي 69.4 مليار راند.

رد فعل الأسواق والمحللين الماليين

ميشيل وولبرج، خبيرة الدخل الثابت لدى بنك راند ميرشانت المحلي، صرحت بأن “تخفيضات الإنفاق جاءت متوافقة إلى حد كبير مع توقعات السوق”، لكنها أشارت إلى أن “القلق الأكبر في الأسواق المالية يتعلق بالاجتماع المنتظر بين رامافوزا وترامب”.

لقاء رامافوزا وترامب في البيت الأبيض

وقد التقى الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في محاولة لإعادة ضبط العلاقات الثنائية التي شهدت توترًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الانتقادات المتكررة من ترامب تجاه السياسات الاقتصادية والاجتماعية في جنوب أفريقيا.

الوسوم