أجندة 2063: خطة إفريقيا لمستقبل مزدهر لشعوبها .. مشروعات عملاقة تقودها AUDA-NEPAD
تشكل أجندة 2063 رؤية استراتيجية طموحة للقارة الإفريقية، تهدف إلى تحويل إفريقيا إلى قوة عالمية في المستقبل. أُطلقت هذه المبادرة في عام 2013 بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حالياً)، وتعكس طموحات القارة على مدى الخمسين عاماً القادمة. تتضمن الأجندة مجموعة من الأهداف والمشاريع الرائدة التي تسعى إلى تحقيق التنمية المستدامة والازدهار والسلام في جميع أنحاء القارة.
المشاريع الرائدة لأجندة 2063
تضم أجندة 2063 عدداً من المشاريع الرائدة التي تعتبر حجر الأساس في تحقيق رؤية إفريقيا المتكاملة والمزدهرة. من بين هذه المشاريع:
1. شبكة القطار فائق السرعة المتكاملة الإفريقية
مشروع طموح يهدف إلى ربط العواصم والمراكز التجارية الرئيسية في جميع أنحاء القارة من خلال شبكة قطارات فائقة السرعة، مما يسهل حركة الأشخاص والبضائع ويعزز التكامل الإقليمي.
2. الجامعة الإفريقية الافتراضية والإلكترونية
تهدف إلى زيادة فرص الوصول إلى التعليم العالي والتدريب المستمر في جميع أنحاء إفريقيا من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
3. استراتيجية الفضاء الإفريقية
تسعى إلى تعزيز قدرات إفريقيا في مجال تكنولوجيا الفضاء للاستفادة من تطبيقاتها في مجالات مثل الزراعة والإدارة البيئية والأمن والاتصالات.
4. منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AfCFTA)
تهدف إلى إنشاء سوق قارية موحدة للسلع والخدمات، مع حرية تنقل رجال الأعمال والاستثمارات، مما يمهد الطريق للتعجيل بإنشاء الاتحاد الجمركي القاري.
5. جواز السفر الإفريقي ومبدأ حرية تنقل الأشخاص
يهدف إلى إلغاء متطلبات التأشيرة للمواطنين الأفارقة في جميع البلدان الإفريقية، مما يعزز التكامل والوحدة بين شعوب القارة.
6. سد إنجا الكبير
مشروع للطاقة الكهرومائية يهدف إلى زيادة إنتاج الكهرباء في القارة وتعزيز الربط الكهربائي بين الدول الإفريقية.
7. شبكة إفريقيا الرقمية
تهدف إلى تسريع التحول الرقمي في إفريقيا من خلال زيادة الوصول إلى الإنترنت والخدمات الرقمية.
8. السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي (SAATM)
تهدف إلى تعزيز الربط الجوي بين الدول الإفريقية وتخفيض تكاليف السفر الجوي في القارة.
9. مؤسسات مالية إفريقية
تشمل إنشاء البنك المركزي الإفريقي وصندوق النقد الإفريقي ومؤسسة الاستثمار الإفريقية، لتعزيز التكامل الاقتصادي والنقدي.
دور وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية (AUDA-NEPAD)
تلعب وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية، المعروفة سابقاً باسم الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (نيباد)، دوراً محورياً في تنفيذ أجندة 2063. تأسست الوكالة كذراع فني للاتحاد الإفريقي، مكلفة بتسهيل وتنسيق تنفيذ المشاريع الإقليمية والقارية ذات الأولوية.
مهام وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية
التنسيق والتنفيذ: تعمل الوكالة على تنسيق وتنفيذ المشاريع الرائدة لأجندة 2063، من خلال العمل مع الحكومات الوطنية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
حشد الموارد: تقوم بحشد الموارد المالية والفنية اللازمة لتنفيذ مشاريع أجندة 2063، من خلال الشراكات مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين.
بناء القدرات: تعمل على تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية والإقليمية لتمكينها من المشاركة الفعالة في تنفيذ أجندة 2063.
المراقبة والتقييم: تقوم بمراقبة وتقييم تنفيذ مشاريع أجندة 2063، وتقديم تقارير منتظمة عن التقدم المحرز والتحديات التي تواجه التنفيذ.
المبادرات الرئيسية لوكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية
تقود وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية عدداً من المبادرات الرئيسية التي تساهم في تحقيق أهداف أجندة 2063، منها:
البرنامج الشامل للتنمية الزراعية في إفريقيا (CAADP): يهدف إلى تعزيز النمو الزراعي والأمن الغذائي في إفريقيا.
برنامج تطوير البنية التحتية في إفريقيا (PIDA): يهدف إلى تطوير البنية التحتية الإقليمية والقارية في قطاعات النقل والطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
استراتيجية العلوم والتكنولوجيا والابتكار لإفريقيا (STISA): تهدف إلى تعزيز القدرات العلمية والتكنولوجية في إفريقيا.
مبادرة تمكين المرأة الإفريقية: تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع مجالات التنمية.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم التقدم المحرز في تنفيذ أجندة 2063، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه تحقيق أهدافها، منها:
تحديات التمويل: الحاجة إلى موارد مالية ضخمة لتنفيذ المشاريع الرائدة.
التحديات السياسية: عدم الاستقرار السياسي في بعض المناطق يعيق تنفيذ المشاريع.
التحديات الفنية: نقص القدرات الفنية والمؤسسية في بعض البلدان.
التحديات البيئية: تأثير تغير المناخ والكوارث الطبيعية على تنفيذ المشاريع.
ومع ذلك، هناك آفاق مستقبلية واعدة لتنفيذ أجندة 2063، خاصة مع:
زيادة الالتزام السياسي: هناك التزام متزايد من قبل القادة الأفارقة بتنفيذ أجندة 2063.
تعزيز الشراكات: تطوير شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص والشركاء الدوليين.
الاستفادة من التكنولوجيا: استخدام التكنولوجيات الحديثة لتسريع تنفيذ المشاريع.
تعزيز المشاركة الشعبية: زيادة مشاركة المواطنين والمجتمع المدني في تنفيذ أجندة 2063.
طموحا للتحول الشامل
تمثل أجندة 2063 طموحاً قارياً للتحول الشامل في إفريقيا، وتلعب وكالة الاتحاد الإفريقي للتنمية دوراً محورياً في تحقيق هذا الطموح. ومع استمرار الجهود المبذولة من قبل مختلف أصحاب المصلحة، هناك فرصة حقيقية لتحقيق “إفريقيا التي نريدها” – قارة متكاملة ومزدهرة وسلمية، يقودها مواطنوها وتمثل قوة ديناميكية على الساحة العالمية.
اقرأ المزيد
رامي زهدي يكتب : في ذكري يوم إفريقيا: نداء الاستقلال والنهضة المستدامة… نضال القارة نحو المستقبل
