كأس العرب 2025: رباعي إفريقيا الكبير يتأهب لفرض الهيمنة على الكرة الآسيوية

مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العرب “الفيفا” 2025™، والتي تستضيفها قطر من 1 إلى 18 ديسمبر، تتجه أنظار المتابعين إلى أربعة منتخبات عربية من القارة الإفريقية تُعد بمثابة “العمالقة” التاريخيين في عالم الكرة العربية: مصر، المغرب، الجزائر، وتونس. منتخبات لم تأتِ إلى الدوحة للسياحة الكروية، بل من أجل فرض الهيمنة، واستعادة المكانة، وتحقيق لقب يُعزز مكانتها القارية والعالمية.
في نسخة يُشارك فيها 23 منتخبًا من قارتي إفريقيا وآسيا، سيكون الصراع على أشدّه، لا سيما بين مدارس كروية متباينة من حيث الأسلوب، البنية البدنية، والقدرة على التحمل الذهني. لكن التاريخ، والمعطيات الفنية، والانضباط التكتيكي ترجّح كفة الرباعي الإفريقي على معظم خصومه في القارة الآسيوية.
مصر: قوة تقليدية تبحث عن التتويج العربي
المنتخب المصري، صاحب السبعة ألقاب إفريقية، يدخل البطولة بطموح واضح: الفوز ولا شيء غيره. ورغم التذبذب في الأداء أحيانًا، يظل “الفراعنة” أحد أقوى المنتخبات العربية على الصعيدين القاري والدولي.
يقع المنتخب المصري في المجموعة الثالثة إلى جانب الأردن والإمارات، بالإضافة إلى الفائز من مواجهة الكويت وموريتانيا. وعلى الورق، تبدو حظوظ مصر كبيرة في تصدر المجموعة.
تحليليًا:
-
الخبرة: تمتلك مصر توليفة من اللاعبين المخضرمين في أوروبا (مثل محمد صلاح، إذا شارك) إلى جانب عناصر محلية متمرسة في بطولات كأس الأمم الإفريقية.
-
التنظيم الدفاعي: تحت قيادة مدرب يُجيد الانضباط، تبرز مصر كفريق يعرف كيف يتعامل مع المباريات الصعبة، وخصوصًا ضد منتخبات مثل الأردن أو الإمارات التي تعتمد على التحولات السريعة.
-
العامل النفسي: مصر لديها ميزة التفوق الذهني في المواجهات العربية، إذ نادرًا ما تخسر أمام خصوم آسيويين في البطولات الرسمية.
المغرب: أسود الأطلس بوجه عالمي
بعد الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022 بوصوله إلى نصف النهائي، عاد المنتخب المغربي بقوة ليصبح أحد أفضل المنتخبات العربية في التاريخ الحديث. بقيادة جيل ذهبي يضم لاعبين في كبرى الأندية الأوروبية، يُنظر إلى المغرب كمُرشح أول ليس فقط لتجاوز مجموعته، بل للفوز بالبطولة بأكملها.
المغرب يتواجد في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية، والفائز من عمان/الصومال، واليمن/جزر القمر.
🔍 التكتيك والأسلوب:
-
الانضباط الدفاعي والضغط العالي: تحت قيادة مدرب أوروبي الطابع، يعتمد المغرب على ضغط عالٍ ومنظم وقدرة مذهلة على إغلاق المساحات.
-
التنوع الهجومي: من حكيم زياش إلى يوسف النصيري، يملك “أسود الأطلس” حلولًا متعددة قادرة على اختراق أقوى الدفاعات الآسيوية.
-
العقلية الاحترافية: المغرب هو المنتخب العربي الأكثر تطورًا من حيث البنية التحتية والاحتراف الخارجي، وهو ما يمنحه أفضلية واضحة على منتخبات مثل السعودية أو عمان.
الجزائر: حامل اللقب و”ماكينة الانتصارات”
الجزائر تدخل البطولة كحاملة للقب، بعد أن تُوّجت بكأس العرب 2021 بأداء بطولي. المنتخب الجزائري، المُلقب بـ”محاربي الصحراء”، يجمع بين الصلابة الدفاعية والإبداع الهجومي.
تتواجد الجزائر في المجموعة الرابعة رفقة العراق، إضافة إلى الفائز من البحرين/جيبوتي، ولبنان/السودان.
نظرة تحليلية:
-
الصلابة الذهنية: الجزائر لا تنهار تحت الضغط، وتُجيد حسم المباريات في الأوقات الحرجة.
-
لاعبون متمرسون: يمتلك الفريق لاعبين أصحاب تجارب أوروبية مثل رياض محرز، إسلام سليماني، وآخرين يمكنهم قلب موازين أي مباراة.
-
القدرة على التكيف: الجزائر تُجيد اللعب ضد المدارس الآسيوية التي تعتمد على التمريرات القصيرة والبناء البطيء، وترد بسرعة فائقة.
تونس: توازن تكتيكي وصبر تكتيكي
المنتخب التونسي، صاحب الأداء القوي في مونديال 2022، يواصل تقديم عروض متزنة تجمع بين الصلابة والانضباط والفعالية. تملك تونس عقلية تكتيكية فريدة، وقدرة على امتصاص الضغط قبل الانقضاض في التوقيت المثالي.
تونس في المجموعة الأولى رفقة قطر (البلد المضيف)، إضافة إلى الفائز من سوريا/جنوب السودان، وفلسطين/ليبيا.
نقاط التفوق:
-
المرونة التكتيكية: تونس يمكنها تغيير أسلوبها بين الشوطين، واللعب بثلاثة مدافعين أو أربعة حسب الحاجة.
-
التفوق التاريخي على خصوم آسيويين: لعل المواجهات مع قطر أو سوريا تُذكرنا بسيطرة تونس تاريخيًا على هذه المنتخبات في البطولات العربية.
-
الوسط القوي: بوجود لاعبين مثل إلياس السخيري وفرجاني ساسي، تونس تملك قدرة هائلة على السيطرة على منتصف الملعب.
الواقع مقابل الطموح: آسيا لن تكون نزهة… ولكن!
لا يمكن التقليل من قوة منتخبات مثل السعودية، العراق، قطر، الإمارات، وسوريا. جميعها فرق منظمة وتملك عناصر محترفة. لكن ما يميز الرباعي الإفريقي الكبير هو الجمع بين القوة البدنية، والخبرة الدولية، والبنية الذهنية الصلبة، وهو ما يجعلهم دائمًا الطرف المُرعب في أي مواجهة.
التكهنات والتحليل:
-
المرشح الأقوى لنصف النهائي: المغرب.
-
المفاجأة المحتملة: تونس، التي قد تُطيح بقطر من المجموعة.
-
صدام متوقع: الجزائر vs السعودية أو العراق في ربع النهائي، وقد يكون فاصلاً في تحديد البطل.
-
لاعبون يصنعون الفارق: محمد صلاح (مصر)، زياش (المغرب)، بلايلي (الجزائر)، الخزري (تونس)
-
إفريقيا في مهمة عربية… وراية الانتصار قريبة
كأس العرب 2025 ليست فقط بطولة تنافسية، بل اختبار جديد لقياس حجم التفوق الكروي بين المدارس الإفريقية والآسيوية. ومع دخول الرباعي الإفريقي الكبير إلى المنافسات، يبدو أن المنتخبات الآسيوية ستجد نفسها أمام “جدار كروي” صعب الاختراق. إنها معركة المهارات، والهوية، والكرامة الرياضية… وقد يكون العرش العربي هذا العام إفريقيًا بامتياز.