الكوليرا يضرب السودان: مليون طفل في خطر بولاية الخرطوم وتقارير دولية تحذر من كارثة

يشهد السودان موجة جديدة وخطيرة من تفشي وباء الكوليرا، حيث تتركّز الإصابات بشكل كبير في ولاية الخرطوم، وسط تحذيرات صادمة من منظمات دولية بأن مليون طفل على الأقل مهددون بالإصابة في الولاية وحدها، ما ينذر بأزمة صحية غير مسبوقة.
وزارة الصحة بالخرطوم تكشف أرقام مقلقة
أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في تقريرها الوبائي اليومي عن ارتفاع أعداد الإصابات، لكنها أشارت أيضًا إلى تحسن نسبي في معدلات الشفاء، حيث بلغت نسبة التعافي 89% في مراكز العزل , مشيره إلي أنه في الساعات الأخيرة تم تسجيل 942 إصابة جديدة بالكوليرا و25 حالة وفاة بنسبة وفاة بلغت 2% , وفي اليوم السابق: سجلت 1177 حالة إصابة و45 حالة وفاة.
تأكيد إصابات الكوليرا ونفي وجود تسمم كيميائي
وأكد الدكتور محمد التجاني، مدير الإدارة العامة للطوارئ والأوبئة بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم، أن جميع التحاليل والفحوصات أثبتت أن المصابين يعانون من وباء الكوليرا، نافياً وجود أية علاقة بين الحالات والتسمم الكيميائي.
وأوضح التجاني أن تردي البيئة وتلوث المياه – خاصة في منطقة الصالحة بأم درمان – كانا من الأسباب الرئيسية لتفشي الوباء، محمّلًا المليشيات المتمردة المسؤولية عن الوضع البيئي الكارثي في المنطقة.
استجابة صحية شاملة في الخرطوم
وأعلنت الوزارة عن تكثيف التدخلات الصحية في المحليات السبع بالولاية، مع:
-
نشر فرق الاستجابة السريعة.
-
تعزيز الكشف المبكر عن الحالات.
-
توفير المحاليل والأدوية.
-
ضمان الحصول على مصادر مياه نقية وآمنة.
وأكد التجاني أن الوزارة قادرة على احتواء الوباء خلال الفترة المقبلة بفضل التدخلات المكثفة.
اليونيسف تحذر: الكوليرا تهدد حياة مليون طفل في الخرطوم
من جانبها أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف بيانًا عاجلًا كشفت فيه عن أرقام مقلقة حول الوضع الصحي في ولاية الخرطوم:
-
أكثر من 7700 حالة كوليرا منذ بداية العام، منها أكثر من 1000 حالة بين أطفال دون سن الخامسة.
-
وفاة 185 شخصًا بسبب المرض.
-
ارتفاع مفاجئ في عدد الإصابات بين 15 و25 مايو، حيث قفز عدد الحالات اليومية من 90 إلى 815، ما يمثل تضاعفًا بمقدار 9 مرات في أقل من 10 أيام.
وحذرت المنظمة من أن أكثر من مليون طفل يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في الخرطوم.
مياه ملوثة وانقطاع الكهرباء يزيدان من انتشار الوباء
وأشارت اليونيسف إلى أن آلاف الأسر اضطرت إلى جمع المياه من مصادر غير آمنة وملوثة بسبب الهجمات المستمرة على محطات الكهرباء، مما أدى إلى تفاقم نقص المياه وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، وعلى رأسها الكوليرا.
وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يات:”يتعرض الأطفال في السودان لتهديد مزدوج من الكوليرا وسوء التغذية… ونحن نسابق الزمن لتوفير خدمات الرعاية الصحية الأساسية والمياه النظيفة”.
حملة لقاحات واسعة واستجابة ميدانية عاجلة
وأوضحت اليونيسف أنها تقود استجابة شاملة تستهدف المجتمعات المتأثرة، وتتضمن:
-
توزيع مواد كيميائية لمعالجة المياه المنزلية.
-
نشر أجهزة كلور في نقاط توزيع المياه.
-
حملات توعية حول الكوليرا والوقاية منها.
أرقام اللقاحات:
-
تم توزيع 13.7 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية منذ عام 2023.
-
منها 9.2 مليون جرعة في 2024 و1.6 مليون جرعة في 2025.
-
من المقرر أن تصل 3 ملايين جرعة إضافية بنهاية هذا الشهر لتوزيعها في الخرطوم وشمال كردفان.
ولكن حذرت اليونيسف من نقص التمويل، حيث تحتاج إلى 3.2 مليون دولار إضافية لتمويل استجابتها الطارئة.
الإحصائيات الرسمية منذ تفشي الكوليرا في السودان
منذ إعلان تفشي وباء الكوليرا رسميًا في 12 أغسطس 2024، تم تسجيل:
-
أكثر من 65,200 حالة إصابة مؤكدة.
-
أكثر من 1,700 حالة وفاة.
-
انتشار المرض في 12 ولاية من أصل 18 في السودان.
استهداف مروّع للقطاع الصحي في الأبيض: قصف مستشفى الضمان
في تطور ميداني خطير، أدى قصف صاروخي نفذته قوات الدعم السريع إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 14 آخرين في مستشفى الضمان بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان. تسبب الهجوم في خروج المستشفى عن الخدمة، علماً بأنها كانت تقدم خدمات حيوية لثلاث ولايات في كردفان.
شبكة أطباء السودان تُدين وتدق ناقوس الخطر
وأدانت شبكة أطباء السودان الاستهداف المباشر للمرافق الطبية من قبل قوات الدعم السريع، واعتبرته جزءًا من سياسة ممنهجة لتعطيل القطاع الطبي، الذي خسر أكثر من 80% من منشآته الصحية في بعض الولايات بسبب القصف والنهب.
ودعت الشبكة:
-
الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى الضغط على قوات الدعم السريع لوقف الاعتداءات.
-
دعم تشغيل المستشفيات المتوقفة.
-
توفير المعينات الطبية العاجلة.
-
إعادة تشغيل النظام الصحي في المناطق المتضررة.
إقرأ المزيد