الكونغو الديمقراطية تطلق استراتيجية جديدة لبناء السلام بالشراكة مع الأمم المتحدة

فعّلت جمهورية الكونغو الديمقراطية آلية استراتيجية جديدة تهدف إلى ترسيخ السلام وتعزيز الاستقرار الوطني، من خلال إطلاق دورة 2025-2029 لـ صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام، وذلك بحضور مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وشركاء دوليين في العاصمة كينشاسا.
إطلاق دورة جديدة لصندوق بناء السلام 2025-2029
أطلق نائب رئيس الوزراء الكونغولي جيلان نيمبو، والمنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في الكونغو الديمقراطية برونو لوماركي، دورة صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام للفترة من 2025 إلى 2029، وذلك خلال فعالية رسمية عُقدت في العاصمة كينشاسا. وتهدف هذه الدورة الجديدة إلى تعزيز جهود السلام عبر آلية استراتيجية متكاملة ترتكز على التعاون بين الحكومة الكونغولية والأمم المتحدة، وتستند إلى خبرات وتجارب السنوات السابقة.
ثلاث ركائز أساسية للخطة الجديدة
بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الكونغولية، فإن الخطة الجديدة لصندوق بناء السلام تقوم على ثلاث ركائز رئيسية:
-
تعزيز الحوكمة وآليات منع النزاعات: تُعد هذه الركيزة أساسًا لأي سلام دائم، حيث تركز على دعم مؤسسات الدولة في بناء قدرات فاعلة للحوكمة الرشيدة، وتطوير آليات مدنية ومجتمعية قادرة على منع النزاعات قبل وقوعها.
-
تعزيز قدرة المجتمعات الضعيفة على الصمود: تسلط الخطة الضوء على ضرورة تمكين المجتمعات المحلية، خصوصًا تلك التي تعاني من الهشاشة نتيجة النزاعات، وذلك من خلال التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للتوترات المرتبطة بالموارد الطبيعية والأراضي، مثل مشاكل الملكية والنفاذ العادل إلى الموارد.
-
حماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان: تأتي هذه الركيزة بالتزامن مع الانسحاب التدريجي لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الكونغو الديمقراطية (MONUSCO)، ما يفرض على السلطات المحلية وشركائها مضاعفة الجهود لضمان حماية المدنيين وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في مختلف أنحاء البلاد.
تصريحات رسمية تؤكد التزام الحكومة بالسلام والتنمية
وفي كلمته خلال حفل الإطلاق، أكد نائب رئيس الوزراء جيلان نيمبو على التزام الحكومة التام بتحقيق السلام، قائلاً:
“بالنسبة لرئيس الدولة والحكومة ولي شخصياً، فإن استعادة السلام في جميع أنحاء البلاد ضرورة لا غنى عنها”.
وأضاف نيمبو أن السلام يمهد الطريق للتنمية المستدامة، موضحًا أن الاستقرار السياسي يُعد شرطًا أساسيًا لتحقيق الازدهار الاقتصادي، وهو ما يجعل السلام أحد الأولويات الوطنية العليا.
استخدام استراتيجي لأموال بناء السلام
من جانبه، قدّم المنسق الأممي برونو لوماركي رؤية عملية بشأن استخدام أموال صندوق بناء السلام، مشددًا على أن حجم التطلعات لدى الشعب الكونغولي كبير جدًا، ويستلزم توجيه التمويلات بشكل مدروس.
وقال لوماركي:
“إن التعطش للسلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية هائل، ومن الضروري استخدام هذه الأموال بشكل استراتيجي وتحفيزي لتعظيم أثرها”.
تقييم مشروعات سابقة وتحديد الأولويات المستقبلية
شهد الاجتماع تقييمًا دقيقًا لنتائج المشروعات السابقة التي نُفذت بتمويل من صندوق بناء السلام في عدد من المقاطعات، شملت:
-
تنجانيقا
-
كاساي
-
كاساي الوسطى
-
جنوب كيفو
وقد ساهم هذا التقييم في تحديد الاحتياجات ذات الأولوية التي يجب التركيز عليها في المرحلة المقبلة، مع الحرص على تحسين فعالية التدخلات وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من المجتمعات المتأثرة بالنزاعات.
جزء من حملة وطنية لتعزيز السلام والاستقرار
تُعد الدورة الجديدة لصندوق بناء السلام جزءًا لا يتجزأ من حملة وطنية أشمل تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي تتماشى مع السياسات العامة للدولة ومع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.
صندوق بناء السلام: أداة دولية لدعم الدول الخارجة من النزاع
يُذكر أن صندوق بناء السلام هو أداة مالية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة، تم تصميمها خصيصًا لدعم الدول التي تواجه نزاعات داخلية أو مراحل ما بعد النزاع. وقد بدأ الصندوق العمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2009، وشارك في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والإنسانية التي تهدف إلى بناء الثقة، وتعزيز التماسك الاجتماعي، ودعم الإصلاحات المؤسسية.
إقرأ المزيد
مصر تعزي الكونغو الديمقراطية في ضحايا الفيضانات .. كارثة إنسانية تُسفر عن مئات القتلى والمصابين