” الاغذية العالمي ” يحذر : شبح المجاعة يخيم علي السودان
تحذيرات أممية من وصول المجتمعات المتضررة إلى "نقطة الانهيار"

أكد المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، لوران بوكيرا، أن خطر المجاعة لا يزال يهدد المجتمعات المتضررة من الحرب المستمرة، مشيرًا إلى أن المناطق الواقعة على خطوط المواجهة وصلت إلى “نقطة الانهيار”، ولم تعد قادرة على استيعاب الأسر النازحة أو دعمها.
ووفقًا لـ مركز إعلام الأمم المتحدة، أوضح بوكيرا أن برنامج الأغذية العالمي عزز مساعداته خلال الأشهر الستة الماضية، ليصل حاليًا إلى نحو مليون سوداني في العاصمة الخرطوم بدعم غذائي وتغذوي، مؤكدًا ضرورة استمرار هذا الزخم الإنساني، خصوصًا مع تزايد خطر المجاعة في العديد من مناطق جنوب السودان.
الخرطوم مدينة أشباح وضغوط متزايدة على الموارد
خلال زيارة ميدانية لبعثة أممية إلى الخرطوم، وصف بوكيرا الوضع في العاصمة بـ”الكارثي”، مشيرًا إلى أن العديد من الأحياء باتت مهجورة ومتضررة بشدة، وأشبه ما تكون بـ”مدينة أشباح”، في ظل تزايد الضغط على الموارد المستنزفة أساسًا بفعل النزاع.
ورغم المساهمات السخية التي تلقاها البرنامج، إلا أن بوكيرا كشف عن وجود عجز تمويلي ضخم يقدَّر بـ500 مليون دولار، ما يهدد استمرارية تقديم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة خلال الأشهر الستة المقبلة.
نداء عاجل للمجتمع الدولي لوقف المجاعة ودعم السودان
ودعا بوكيرا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل وزيادة التمويل الموجه إلى السودان، بهدف وقف تفشي المجاعة في المناطق الأشد تضررًا، كما طالب بالاستثمار في جهود تعافي السودان. وشدد على ضرورة احترام سلامة المدنيين وعمال الإغاثة، الذين يعملون في ظروف بالغة الصعوبة.
وأعرب بوكيرا عن قلقه البالغ من الوضع الراهن، داعيًا إلى تنسيق الجهود مع السلطات المحلية، والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، لتسريع وتيرة التعافي وإعادة الخدمات الأساسية.
نقص التمويل يهدد عمليات الإغاثة في ولايات سودانية عدة
أكد بوكيرا أن نقص التمويل بدأ يؤثر بشكل مباشر على قدرة البرنامج على تقديم المساعدات في ولايات الخرطوم، النيل الأزرق، الجزيرة، وسنار. وأوضح أن البرنامج اضطر إلى تقليص مكونات سلة الغذاء التي توزعها، بما في ذلك الحصص الغذائية والزيوت والبقوليات.
وفي الخرطوم، أصبحت المكملات الغذائية المنقذة لحياة الأطفال الصغار، والنساء الحوامل والمرضعات، غير متاحة بسبب شح الموارد.
برنامج الأغذية العالمي يوسع نطاق الوصول رغم التحديات
على الرغم من كل التحديات، نجح برنامج الأغذية العالمي في توسيع نطاق مساعداته ليصل إلى نحو أربعة ملايين شخص شهريًا في مختلف أنحاء السودان، وهو ما يمثل زيادة بنحو أربعة أضعاف مقارنة ببداية عام 2024. وشمل التوسع مناطق كانت في السابق خارج نطاق الوصول، مثل العاصمة الخرطوم.
ويأمل البرنامج في الوصول إلى سبعة ملايين شخص شهريًا خلال الفترة المقبلة، مع إعطاء الأولوية للفئات الأشد ضعفًا والمناطق المعرضة لخطر المجاعة.
تصاعد العنف في كردفان الكبرى يُفاقم الأزمة الإنسانية
من جانبه، عبّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه الشديد إزاء تصاعد حدة العنف في منطقة كردفان الكبرى، وما ينتج عنه من تفاقم للوضع الإنساني. وأشار المكتب في تحديثه الأخير إلى أن غارات جوية استهدفت مناطق سكنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى إصابة مدنيين.
كما نبه المكتب إلى أن استمرار النزاع يعيق وصول فرق الإغاثة الإنسانية، مما يجعل آلاف المحتاجين خارج نطاق المساعدات. وأشار إلى أن القتال يقترب من طرق الرعي الحيوية التي يعتمد عليها الرعاة لنقل مواشيهم، ما يزيد من التهديدات الاقتصادية والمعيشية.
تدهور الوضع الإنساني في مناطق أخرى من السودان
أوضح أوتشا أن الوضع الإنساني في مناطق أخرى لا يزال مزريًا، مشيرًا إلى تدفق ما يقرب من 6000 نازح جديد إلى محلية الدبة بالولاية الشمالية خلال الأسبوعين الأخيرين من مايو، معظمهم من شمال دارفور، ومن بينهم كبار سن، وجرحى، ومرضى يعانون من أمراض مزمنة.
وأكد المكتب حاجة هؤلاء إلى رعاية صحية عاجلة، ومياه شرب آمنة، وخدمات حماية، خصوصًا دعم الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
الكوليرا تهدد الخرطوم رغم التحسن في الاستجابة
رغم التحسن النسبي في استجابة الجهات الفاعلة، لا تزال الكوليرا تشكل تهديدًا قائمًا في ولاية الخرطوم، بحسب أوتشا، ما يزيد من الأعباء الصحية على سكان العاصمة.
تراجع طفيف في أعداد النازحين داخليًا مع استمرار الأزمة
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك انخفاضًا طفيفًا في العدد الإجمالي للنازحين داخليًا منذ ديسمبر الماضي، حيث عاد حوالي 1.2 مليون نازح إلى مناطقهم الأصلية، ما يمثل زيادة بنسبة 90% منذ أبريل.
دعوة دولية لوقف القتال وضمان وصول المساعدات
جددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف فوري للأعمال العدائية، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق عبر خطوط النزاع والحدود. كما شددت على ضرورة توسيع نطاق الاستجابة بدعم وطني ودولي مكثف، لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في مختلف أنحاء السودان.
إقرأ المزيد :