إيطاليا تعرض قنصليتها التاريخية السابقة في القاهرة للبيع وساويرس يدخل في الصفقة
بدأت إيطاليا عملية بيع القنصلية العامة الإيطالية السابقة في القاهرة، وهي مبنى تاريخي يقع في شارع 26 يوليو ، ويطل بواجهة ثانية علي شارع الجلاء، في قلب العاصمة المصرية.
وحاولت الحكومة الإيطالية حتى الآن بيع المبنى التاريخي مرتين، دون جدوى: أُعلن عن المزاد العلني الأول في 15 أغسطس/آب 2024، على أن يُغلق في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024، والثاني في 24 فبراير/شباط 2025، على أن يُغلق في 11 مارس/آذار، ولكن لم تُقبل أي عروض في أيٍّ من الحالتين.
ويقع المبنى بجوار مشروع ماسبيرو السكني الجديد، وهو مشروع تطوير عمراني ضخم تدعمه الحكومة المصرية على ضفاف النيل، ووفقًا لإعلان المزاد الصادر عن السفارة الإيطالية بالقاهرة (رقم التسجيل 1451، بتاريخ 25 أغسطس 2024)، يتكون العقار من ثلاثة طوابق فوق مستوى الأرض مع فناء داخلي، بمساحة بناء إجمالية تبلغ حوالي 8236 مترًا مربعًا على قطعة أرض تزيد مساحتها عن 5457 مترًا مربعًا، يعود تاريخ العقار إلى عام 1901، وقد عُرض للبيع بالكامل، وفي حالته الراهنة، مع إشارة صريحة إلى أنه بحاجة إلى تجديد. المبنى حاليًا خالي من الأشخاص والأشياء.
تطلبت إجراءات المزاد، التي يحكمها القانون الإيطالي للتنظيم والقانون المصري لنقل الملكية، تقديم عطاءات سرية تساوي أو تزيد عن سعر المزاد الأولي. وشملت المتطلبات وديعة تعادل 10٪ من السعر، والضمانات القانونية والمالية، والقبول الكامل للتشريع المصري بشأن ملكية العقارات للأجانب، على النحو المنصوص عليه في القانون رقم 230/1996. ووفقًا لمصادر جمعتها وكالة أنباء نوفا، فقد أُعلن عن بطلان المزاد بسبب قلة المشاركين، على الرغم من وجود اهتمام غير رسمي من القطاعات الاقتصادية المحلية. ومن بينهم رجل الأعمال نجيب ساويرس، أحد أشهر رجال الأعمال المصريين، والذي أفادت التقارير أن مجموعة أوراسكوم التابعة له أعربت عن نيتها في الاستحواذ على المبنى لأغراض تجارية أو سكنية، بما يتماشى مع خطة إعادة تطوير منطقة ماسبيرو.
تشرح مصادر مطلعة أنه في حالة عدم وجود منافسين، من المرجح بيع العقار لشركة أوراسكوم أو شركة شريكة. ساويرس هو بالفعل شريك لوجستي للسفارة الإيطالية في العاصمة المصرية من خلال مبنى تملكه في وسط القاهرة: أبراج نايل سيتي. في أعقاب هجوم عام 2015، تم نقل جميع الوظائف القنصلية والدبلوماسية إلى مقر السفارة الإيطالية في جاردن سيتي، وهو حي سكني تاريخي على الضفة الشرقية لنهر النيل. في مارس 2024، ستنتقل أنشطة البعثة الدبلوماسية الإيطالية إلى المكاتب الجديدة في أبراج نايل سيتي، أحد أكثر المباني شهرة في العاصمة المصرية، والذي يضم أيضًا أهم الوكالات المالية الإيطالية: Cassa Depositi e Prestiti وSimest وSace وIce. يضم المقر الدبلوماسي في جاردن سيتي الآن منزل السفير ميشيل كواروني.
لا تخلو إجراءات البيع من تحديات تشغيلية وإدارية: إذ يجب أن يلتزم أي عرض مستقبلي بالشروط الصارمة لإعلان المزاد، بما في ذلك الالتزام بتوقيع العقد وفقًا للقانون المصري والموافقة النهائية من ديوان المحاسبة الإيطالي. يقع المبنى، الذي مثّل لعقودٍ طويلة جوهر الوجود القنصلي الإيطالي في مصر، في شارع 26 يوليو، ويقف الآن في منتصف الطريق بين الذاكرة التاريخية والجغرافيا الحضرية الجديدة للقاهرة. وسيُمثّل بيعه المحتمل نهايةً رمزيةً لمرحلةٍ امتدت لقرنٍ من العلاقات الثنائية بين إيطاليا ومصر.
