أخبار عاجلةاخبار افريقيااقتصاد افريقي

السنغال: معرض إلك إكسبو 2025: أفريقية محطة لتحقيق التكامل في الطاقة في عصر التجارة الحرة

في السنغال اجتمع أكثر من 80 عارضًا من 20 دولة أفريقية، في المسرح الوطني الكبير بداكار، تحت شعار: “أفريقيا في عصر منطقة التجارة الحرة القارية وتكامل الطاقة: الفرص والتحديات”.

في الحدث الذي يستمر حتى 3 يوليو -والذي يُعد الأكبر في قطاع الكهرباء والطاقات المتجددة بالقارة، بتنظيم من الاتحاد الأفريقي للكهرباء والطاقات المتجددة (كافيليك)، بمشاركة وزراء ومستثمرين ومبتكرين من القطاع الخاص.

أرقام صادمة وتحديات مصيرية
في كلمته الافتتاحية، كشف علي الحارثي، رئيس كافيليك، عن مفارقة تُلخص أزمة الطاقة الأفريقية: عن أن المواطن الألماني يستهلك 6000 كيلوواط/ساعة سنويًا، بينما لا يتجاوز استهلاك الأفريقي 500 كيلوواط/ساعة، وأن هذا الخلل غير مقبول! الكهرباء أساس كل تنمية مستقبلية”

وأشار إلى أن أكثر من 600 مليون أفريقي لا يزالون محرومين من الكهرباء، داعيًا إلى تعاون فني عابر للحدود لدعم المشاريع الإقليمية الكبرى.

الطاقة كأداة للسيادة والتحول الصناعي

أما عمر حجيرة، وزير الدولة المغربي للتجارة الخارجية فقد أكد علي استعداد المغرب لمشاركة خبراته في كهربة الريف والطاقات المتجددة، واصفًا الطاقة بأنها “جزء من السيادة الوطنية”. ودعا إلى:
إزالة الحواجز التجارية عبر تنفيذ كامل لاتفاقية التجارة الحرة القارية، من خلال توحيد المعايير الفنية وإنشاء تجمعات صناعية إقليمية.

أما إبراهيما تيام، الوزير السنغالي، فقد أعلن أن السنغال تستهدف رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 40% من إنتاجها، معتبرًا الطاقة “محركًا للتحول الصناعي”، لا مجرد وسيلة إنتاج، وكشف عن تعاون ثنائي وثيق مع المغرب بعد زيارة “مثمرة وغنية بالدروس.
من جانبها كشفت أومي خيري دياو ديوب، السكرتيرة الدائمة للطاقة بالسنغال عن أن نسبة الكهربة في البلاد بلغت 84% في الحضر و65% في الريف، مع تصدير فائض الطاقة لدول أفريقية مجاورة رغم ارتفاع تكاليف الإنتاج.

آليات تحقيق التكامل في الطاقة

فقد دعا مور كاسي، نائب رئيس كافيليك، إلى تبني إعفاءات جمركية للتقنيات الخضراء، وتسهيل وصول الشركات الناشئة إلى برامج التمويل الدولي.
وبناء سلاسل قيمة محلية وقد شدد المشاركون على ضرورة إنشاء صناعات أفريقية موحدة للمعدات الكهربائية والطاقات المتجددة، لخفض الاعتماد على الواردات.
ناقش الخبراء إطارًا قانونيًا موحدًا لتبادل الطاقة عبر الحدود، مستلهمين تجارب مثل الاتحاد الأوروبي الذي حقق تكاملًا في الطاقة عبر مراحل متدرجة .

وخلال الجلسة العامة عُرضت حلول تكنولوجية من شركات ناشئة في مجال الشبكات الذكية والطاقة الشمسية المصغرة، كأدوات لمكافحة الفقر والطاقة في المناطق النائية.

وفي سياق أفريقي أوسع:للتحديات والنجاحات تم التعرض لتجربة الجزائر كنموذجً، التي سجلت نموًا اقتصاديًا بنسبة 4.2%، ووصلت صادراتها غير النفطية إلى 7 مليارات دولار، مع تركيز على التصنيع المحلي والسكك الحديدية كشريان للتكامل الإقليمي .
واستحضر الخبراء نجاح التكتلات الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي (تسيطر على ثلث التجارة العالمية) ونافتا، مؤكدين أن أفريقيا قادرة على تكرار النموذج عبر مراحل: من خلال إنشاء منطقة تجارة حرة، واتحاد جمركي، وسوق مشتركة، ووحدة اقتصادية .

 إعلان دكار

في اليوم الأول أوصي المعرض بضرورة إنشاء صندوق أفريقي لتمويل مشاريع الربط الكهربائي. اعتماد شهادات جودة موحدة للمعدات الخاصة بالطاقة.
تفعيل منصة رقمية لتسهيل التعاون بين الشركات الأفريقية.

وعن توقعات 2030:

فبينما تغلق أجنحة المعرض أبوابها الجمعة، تُعلن داكار نفسها عاصمة للطاقة الأفريقية الواعدة، لكن النجاح مرهون بتحويل الخطابات السياسية إلى سياسات ملموسة، واستثمار الفرصة التاريخية التي تتيحها اتفاقية التجارة الحرة، لبناء سوق قارية موحدة – حيث الكهرباء ليست سلعة فحسب، بل أداة لتحرير الإمكانات الصناعية لأفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »