في مشهد مؤثر يجسد التفاني في أداء الواجب حتى اللحظة الأخيرة، لفظ سائق قطار المناشي أنفاسه الأخيرة داخل كابينة القيادة، فور توقف القطار في محطة “التحرير” بنطاق مركز بدر بمحافظة البحيرة، صباح اليوم.
وبحسب مصادر بالهيئة القومية لسكك حديد مصر، فوجئ مساعد السائق بتعرض زميله لحالة إغماء مفاجئة داخل الكابينة، قبل أن يتبين أنه قد فارق الحياة، بينما كان القطار قد أكمل رحلته ووصل إلى المحطة بأمان.
السائق الراحل، الذي لم يُكشف عن هويته بعد، كان يؤدي عمله كالمعتاد، ملتزمًا بمساره على خط المناشي، حتى وافته المنية في هدوء داخل مقصورة القيادة، تاركًا خلفه مشهدًا حزينًا وأثرًا بالغًا في نفوس زملائه وركاب القطار الذين لم يدركوا أن قائد رحلتهم الأخيرة قد رحل بالفعل.
وقد انتقلت فرق الإسعاف إلى موقع القطار داخل محطة “التحرير”، وتم نقل الجثمان إلى مستشفى مركز بدر، بينما جرى إخطار الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتحديد أسباب الوفاة.
رحيل هذا السائق يعيد إلى الأذهان تضحيات كثير من العاملين في مرافق النقل العام، الذين يؤدون أعمالهم في ظروف شاقة، وسط ضغوط مهنية ونفسية، ومع ذلك يظلون على خطوط الخدمة دون كلل، حتى آخر لحظة.
ويتقدم موقع أفرونيوز 24 بخالص التعازي لأسرة الفقيد، وزملائه في هيئة السكة الحديد، داعين الله أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم.
