انسحاب منتخب مالي تحت 19 عامًا من كأس العالم

أعلن الاتحاد المالي لكرة السلة عن انسحاب منتخب السيدات تحت 19 عامًا، حامل لقب بطولة أفريقيا، من المشاركة في كأس العالم لكرة السلة للفئة العمرية نفسها، والتي كان من المقرر إقامتها في العاصمة التشيكية براغ خلال الفترة من 12 إلى 20 يوليو 2025. ويأتي هذا القرار المؤلم نتيجة لعقبات بيروقراطية تتعلق بعدم تمكن البعثة من الحصول على التأشيرات اللازمة لدخول الأراضي التشيكية.
أزمة دبلوماسية تعيق المشاركة
وبحسب ما أكده الاتحاد المالي لكرة السلة (FMBB)، فإن الإجراءات التي فرضتها السلطات التشيكية كانت معقدة، حيث أُجبرت البعثة المالية على تقديم طلبات التأشيرة من خلال السفارة التشيكية المعتمدة في داكار، عاصمة السنغال، نظرًا لعدم وجود تمثيل دبلوماسي مباشر لتشيكيا في مالي. وكان على الفريق أن يتنقل إلى داكار لإتمام هذه الإجراءات، وهو ما لم يكن ممكنًا في ظل ضيق الوقت، والتحديات اللوجستية والمالية.
محاولات لتجاوز الأزمة لم تُجدِ نفعًا
عقب تعثر الخطوة الأولى، دخل الاتحاد المالي في مشاورات مع الاتحاد الدولي لكرة السلة (FIBA) من أجل إيجاد بدائل محتملة. وبالفعل، عرض الاتحاد الإسباني لكرة السلة مقترحًا بأن يتم عبور البعثة عبر الأراضي الإسبانية باستخدام تأشيرة “شنغن”، وهو ما كان يمكن أن يتيح للفريق الدخول إلى منطقة الاتحاد الأوروبي.
لكن السلطات التشيكية رفضت هذا المقترح بشكل قاطع، مؤكدة عبر قنصليتها أن المشاركة في البطولة تتطلب الحصول على تأشيرة صادرة حصريًا من سفارتها في داكار، وأن تأشيرة “شنغن” لا تُعد كافية أو صالحة لهذا النوع من الدخول، ما تسبب في غلق كل الأبواب أمام المنتخب المالي.
الاتحاد التشيكي يرد: التعليمات كانت واضحة
وفي تصريحات لوكالة الأنباء التشيكية الرسمية (CTK)، أوضح الاتحاد التشيكي لكرة السلة أن جميع المنتخبات المشاركة قد تلقت تعليمات مسبقة ومفصلة بشأن الإجراءات القنصلية ومتطلبات الدخول. وأضاف البيان أن المنتخب المالي لم يلتزم بالإطار الزمني المطلوب لتقديم طلبات التأشيرة، ما تسبب في استحالة إنجاز الإجراءات في الوقت المناسب.
تكرار لمأساة دبلوماسية سابقة
ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها المنتخب المالي للسيدات عراقيل من هذا النوع. ففي نسخة 2021 من البطولة، والتي أقيمت في لاتفيا، تمكن الفريق من المشاركة بعد أن حصل على تأشيرات شنغن من السفارة السويسرية. أما في نسخة 2025، فقد حالت التشديدات القنصلية التشيكية دون تكرار نفس السيناريو.
خيبة أمل لمنتخب شاب واعد
يمثل هذا الانسحاب ضربة قاسية لمنتخب مالي للسيدات تحت 19 عامًا، الذي كان يأمل في تأكيد حضوره القوي على الساحة العالمية، بعد تتويجه بطلاً للقارة الأفريقية. كما يطرح الحادث تساؤلات جدية حول مدى مرونة الأنظمة القنصلية في التعامل مع الفرق الرياضية القادمة من دول أفريقيا جنوب الصحراء، وحاجتها إلى دعم أكبر من الهيئات الدولية لضمان مبدأ تكافؤ الفرص.