أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

« طنجة » أكبر ميناء للحاويات في إفريقيا ويستعد لتوسعة ضخمة بقيمة 500 مليون دولار

الصدارة الإفريقية للعام الثامن على التوالي والمركز 17 عالميًا

احتفظ ميناء طنجة المتوسط المغربي، الواقع على بُعد 45 كيلومترًا شمال شرق مدينة طنجة، بمكانته كأكبر ميناء للحاويات في القارة الإفريقية للعام الثامن على التوالي، وذلك وفقًا لما أفاد به مسؤول من إدارة الميناء لمراسل وكالة “تاس” الروسية.

وأوضح المسؤول أن أداء الميناء خلال السنوات الأخيرة كان مبهراً، حيث لم يقتصر على الحفاظ على صدارته على المستوى الإفريقي، بل واصل تقدمه ليحافظ أيضاً على موقعه الريادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط للعام الخامس على التوالي.

وبحسب تصنيف شركة ألفالينر (Alphaliner)، وهي شركة استشارية مرموقة متخصصة في شحن الحاويات البحرية، فقد جاء ميناء طنجة المتوسط في المرتبة السابعة عشرة عالميًا ضمن قائمة أكبر 500 ميناء حاويات حول العالم، وذلك مع نهاية عام 2024.

مشروع توسعة استراتيجي بقيمة تفوق 500 مليون دولار

في سياق موازٍ، كشف تقرير صادر عن منصة “الشرق بلومبرج” أن ميناء طنجة المتوسط، الذي يُعد أكبر ميناء في المغرب، يُنفذ حاليًا مشروع توسعة كبير لمحطة مخصصة للشاحنات، باستثمار يفوق 500 مليون دولار، وذلك بهدف تعزيز حركة التجارة الخارجية للمملكة، خاصةً نحو دول الاتحاد الأوروبي، والتي تُعتبر السوق الرئيسية لصادرات المغرب.

وبحسب مهدي التازي، الرئيس التنفيذي للميناء، فإن محطة الشاحنات في المركب المينائي عالجت خلال عام 2023 أكثر من 516 ألف شاحنة بضائع، مسجلةً نموًا سنويًا بلغ 8.1% مقارنة بعام 2022. وتُخطط إدارة الميناء لمضاعفة الطاقة الاستيعابية لهذه المحطة لتصل إلى مليون شاحنة سنويًا في السنوات القليلة المقبلة.

موقع استراتيجي على مضيق جبل طارق واتصال بـ180 ميناء عالمي

يقع مركب طنجة المتوسط في موقع استراتيجي على مضيق جبل طارق شمال المملكة المغربية، ويُعتبر مركزًا لوجستيًا إقليميًا وعالميًا، حيث يرتبط بأكثر من 180 ميناء في مختلف القارات.

ويُدار الميناء من قبل الوكالة الخاصة طنجة المتوسط (TMSA)، وهي الجهة المسؤولة عن تسيير هذا المجمّع الضخم، الذي يضم إلى جانب موانئ الشحن البحري، موانئ مخصصة للمسافرين، بالإضافة إلى مناطق اقتصادية وصناعية تمتد على مساحة تتجاوز 3000 هكتار، وتعتمد هذه المنشآت كليًا على الطاقة الكهربائية المنتجة من مصادر متجددة.

تمويل دولي يقوده “جي بي مورغان” والبنك الدولي

أما بخصوص تمويل مشروع توسعة محطة الشاحنات، فسيتم عبر قروض دولية ضخمة، أبرزها:

قرض بنحو 200 مليون دولار من مجموعة من البنوك الدولية بقيادة بنك “جي بي مورغان” الأميركي.

قرض آخر بقيمة مماثلة من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة لمجموعة البنك الدولي.

بينما سيتم تغطية المبلغ المتبقي من المشروع من خلال رأسمال ذاتي تابع للمجموعة المغربية.

وأكد فؤاد الريفي، أحد المسؤولين بالميناء، أن الهدف من هذا المشروع الضخم هو مواكبة النمو المتسارع في صادرات المغرب نحو دول الاتحاد الأوروبي، لاسيما في قطاعات الصناعات الغذائية، وصناعة السيارات، والطيران، والتي تشهد جميعها تطورًا لافتًا في السنوات الأخيرة.

طنجة المتوسط يعالج 10 ملايين حاوية سنويًا ويحقق نموًا بـ18.8%

ويُعد ميناء طنجة المتوسط من أبرز موانئ الحاويات عالميًا، حيث بلغ في عام 2023 أقصى طاقته الاستيعابية، التي تصل إلى نحو 10 ملايين حاوية سنويًا، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 18.8% مقارنة بالعام السابق، وهو ما يعكس النمو المتواصل في حركة الشحن ونقل البضائع عبر هذا الميناء الحيوي.

وبذلك، يُصنف ميناء طنجة المتوسط في المرتبة الأولى على مستوى القارة الإفريقية، والأولى كذلك في منطقة البحر المتوسط، مع استمرار صعوده في التصنيفات الدولية لأكبر موانئ العالم.

أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في تاريخ المغرب

يُعتبر ميناء طنجة المتوسط من بين أضخم المشاريع الاقتصادية الاستراتيجية التي شهدتها المملكة المغربية خلال العقود الأخيرة. وبلغت قيمة الاستثمارات الموجهة إلى هذا المركب المتكامل، حتى نهاية عام 2023، أكثر من 13 مليار دولار، بمشاركة كل من القطاع العام والقطاع الخاص.

وبحسب تصريحات فؤاد الريفي، فإن مجموعة طنجة المتوسط تستثمر سنويًا ما يقارب 100 مليون دولار لتطوير بنيتها التحتية ومختلف المنصات اللوجستية، دون احتساب الاستثمارات الخاصة التي تضخها الشركات العاملة في المنطقة.

منطقة صناعية جاذبة لأكثر من 1400 شركة عالمية

وتحتضن المنطقة الاقتصادية التابعة للميناء أكثر من 1400 شركة، تعمل معظمها في قطاعات صناعية استراتيجية، في مقدمتها:

قطاع صناعة السيارات، حيث يتواجد بها أكبر مصنع للسيارات في إفريقيا والشرق الأوسط، التابع لشركة رينو الفرنسية.

قطاع الصناعات الغذائية.

قطاع الطيران والصناعات الدقيقة.

ويُساهم هذا التوسع الصناعي في تعزيز موقع المغرب كمنصة تصدير استراتيجية نحو أوروبا وأمريكا وأفريقيا، مستفيدًا من موقع طنجة الجغرافي، واتصاله البحري والبري بشبكات عالمية.

 

اقرأ المزيد

مصر والاتحاد الأوروبي يبحثان سبل تعزيز التعاون في ملف الهجرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »