أخبار عاجلة

خبير جيولوجي يحذر: إثيوبيا تغامر بالتخزين الكامل في سد النهضة خلال موسم الأمطار… وسيناريوهات مقلقة تهدد السودان

كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عن تطورات جديدة تتعلق بتشغيل سد النهضة الإثيوبي، محذرًا من مخاطر تشغيل السد خلال موسم الأمطار دون اتخاذ إجراءات وقائية مسبقة، خاصة على السودان.

وأوضح شراقي، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها خلال شهر يونيو الماضي أظهرت خروج المياه من التوربينين المنخفضين فقط، إلى جانب تشغيل ضعيف لتوربين علوي يقع في الجانب الأيمن من السد، ما يشير إلى محدودية التوليد الكهربائي في هذه المرحلة.

 

وأضاف أن كمية المياه المخزنة في بحيرة سد النهضة قد انخفضت من 60 مليار متر مكعب – وهو الحد الأقصى للتخزين حتى 5 سبتمبر 2024 – إلى نحو 54 مليار متر مكعب منتصف يونيو 2025، نتيجة التوليد الكهربائي ومرور المياه من خلال التوربينات. وأكد أن البحيرة بدأت مؤخرًا في استعادة ما يقرب من خمسة مليارات متر مكعب من المياه، ومن المتوقع أن تصل إلى نفس مستوى التخزين السابق (60 مليار م³) بحلول 20 يوليو الجاري.

 

سيناريوهان أمام إثيوبيا في الأيام المقبلة

 

وفي تحليله للمشهد، طرح الدكتور شراقي سيناريوهين محتملين للتعامل الإثيوبي مع المياه المخزنة:

 

السيناريو الأول: أن تقوم إثيوبيا بفتح بوابات المفيض (بوابة واحدة أو اثنتين) بنهاية الأسبوع القادم، مع الحفاظ على منسوب 638 مترًا، والذي يعادل حجم تخزين يبلغ 60 مليار متر مكعب. وهذا الخيار يحقق توازنًا نسبيًا بين التخزين والسلامة التشغيلية.

 

السيناريو الثاني: أن تواصل إثيوبيا تخزين الكمية المتبقية من المياه والبالغة 4 مليارات متر مكعب، ليصل منسوب البحيرة إلى 640 مترًا، ما يعني وصول التخزين الكلي إلى 64 مليار متر مكعب. وفي هذه الحالة، ستبدأ المياه بالتدفق تلقائيًا عبر المفيض الأوسط، الذي لا يحتوي على بوابات، ليكون ذلك أول اختبار عملي للممر الأوسط كمفيض طبيعي. بعدها، يتوجب على إثيوبيا فتح البوابات العلوية لتصريف كمية الإيراد الجديدة التي ستتدفق نحو السد، وهو ما يُتوقع حدوثه في الأسبوع الأول من أغسطس.

 

 

تخزين مقلق في موسم الأمطار وتحذيرات من خطورة الموقف

 

وأشار شراقي إلى أن كلا السيناريوهين يحملان مخاطرة كبيرة، حيث أن التخزين الكامل أو شبه الكامل في بداية موسم الأمطار يُعد مغامرة غير محسوبة العواقب، خاصة أن السد لم يتم اختباره بالكامل في ظروف مماثلة. ولفت إلى أن الطبيعي فنيًا وتشغيليًا هو البدء في التفريغ قبل موسم الأمطار بعدة أشهر، ثم استكمال التخزين مع نهاية الموسم، بما يضمن توازنًا مائيًا وتشغيلاً آمنًا للسد، ويجنب downstream السودان أي مفاجآت أو تدفقات غير متوقعة.

غموض حول عدد التوربينات… وتساؤلات حول الافتتاح المرتقب

في سياق متصل، تطرق الدكتور شراقي إلى مسألة عدد التوربينات المُركبة داخل السد حتى الآن، مؤكدًا أن المعلومات الدقيقة تشير إلى تركيب توربينين في عام 2022، واثنين آخرين في عام 2024، وقد تم افتتاحها جميعًا من قِبل رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد.

وبينما تتحدث مصادر إثيوبية عن تركيب توربينين إضافيين، نقل شراقي عن وزير الري المصري قوله إن عدد التوربينات العاملة حاليًا قد يصل إلى ثمانية توربينات، رغم عدم وجود تأكيد رسمي من الجانب الإثيوبي. كما أشار إلى إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي عن الافتتاح الرسمي لسد النهضة في سبتمبر المقبل، متسائلًا عما إذا كانت إثيوبيا ستتمكن من تركيب التوربينات الثلاثة عشر المتبقية في غضون أسابيع قليلة، وهي خطوة تعتبر شبه مستحيلة من الناحية الهندسية واللوجستية.

ترامب: سنعمل على حل أزمة سد النهضة 

من جهة أخرى، عاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى تسليط الضوء على ملف سد النهضة، حيث صرح خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) “مارك روت”، قائلاً: “نحن نحاول الوصول إلى حل لأزمة سد النهضة ونهر النيل بين مصر وإثيوبيا… لا أفهم كيف قمنا بتمويل السد قبل حل الأزمة”.

وأكد ترامب أن حياة المصريين تعتمد على مياه النيل، في إشارة واضحة إلى أهمية الملف وضرورة التوصل إلى حل عادل ومتوازن يضمن حقوق مصر والسودان في مياه النهر.

وفي منشور سابق له عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 21 يونيو الماضي، أشار ترامب إلى أن السد تم تمويله بأموال أمريكية، واصفًا هذا التمويل بـ”الغباء”، بسبب ما وصفه بتجاهل تأثير المشروع على نسبة مياه النيل الواصلة إلى دولتي المصب، مصر والسودان. كما ادعى أنه يستحق جائزة نوبل للسلام نتيجة محاولاته فرض السلام بين الطرفين خلال فترة رئاسته.

 

اقرأ المزيد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »