أبوجا /أ ش أ/ أحمد أبوالمجد
أبرزت صحيفة “ليدر شيب” النيجيرية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، التطور المتسارع في العلاقات الثنائية بين مصر ونيجيريا، مشيدة بالنتائج الإيجابية التي بدأت تظهر نتيجة اتفاق الشراكة الشاملة الموقع بين البلدين في يناير 2025، والذي يُعد خطوة محورية نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، على رأسها التجارة والاستثمار والبنية التحتية والطاقة والتعليم.
ونقلت الصحيفة تصريحات السفير المصري لدى نيجيريا، محمد فؤاد، خلال احتفالية نظمتها السفارة المصرية في العاصمة أبوجا بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو 1952، التي تُعد اليوم الوطني لمصر. وأكد السفير أن هذا الاتفاق الاستراتيجي يمثل نقطة تحول في العلاقات الثنائية، مضيفًا أن “الشراكة الشاملة بدأت تُحدث أثرًا ملموسًا في تعزيز التعاون التجاري والاستثماري، وهو ما يمثل أولوية لدى حكومتي البلدين”.
شركات مصرية تساهم في دعم الاقتصاد النيجيري
وأشار السفير فؤاد إلى أن العديد من الشركات المصرية تعمل في السوق النيجيري منذ سنوات، في قطاعات حيوية مثل البناء والطاقة والاتصالات، مؤكداً أن هذه الشركات تسهم في دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل للشباب النيجيري.
وأضاف: “بلدانا يتحركان بخطى ثابتة نحو بناء شراكة حديثة وطموحة تشمل قطاعات متعددة، من التجارة والبنية التحتية إلى الزراعة، والرعاية الصحية، والتعليم، وهي شراكة تستند إلى قيم مشتركة وأهداف متبادلة وتراعي التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة”.
مشاورات سياسية رفيعة المستوى تعزز التعاون الثنائي
كما تطرّق السفير المصري إلى الجولة الثالثة من المشاورات السياسية الثنائية بين مصر ونيجيريا، والتي عقدت لأول مرة على مستوى وزيري الخارجية في القاهرة، في يناير الماضي. وأوضح أن وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، ونظيره النيجيري يوسف توجار ناقشا مجموعة من القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ووقعا بيانًا مشتركًا رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الشاملة.
وأضاف أن الزيارة شهدت أيضًا تنظيم منتدى الأعمال المصري-النيجيري تحت عنوان: “شراكة مصر ونيجيريا: إطلاق الازدهار المشترك عبر التجارة والاستثمار”، وذلك بحضور رجال أعمال وممثلين عن القطاعين العام والخاص من البلدين.
الروابط التعليمية والثقافية بين مصر ونيجيريا
وسلط السفير المصري الضوء على الروابط التاريخية العميقة التي تجمع بين البلدين، مشيرًا إلى أن جامعة الأزهر الشريف، التي تعد من أعرق المؤسسات التعليمية في العالم الإسلامي، خصصت جناحًا خاصًا منذ قرون لاحتضان الطلاب القادمين من شمال نيجيريا.
وقال:”العديد من الأجيال النيجيرية تلقت تعليمها في جامعة الأزهر، واليوم يواصل المئات من الطلاب النيجيريين دراستهم في الجامعات المصرية، وهو ما يعزز أواصر التفاهم الثقافي ويُسهم في إعداد جيل جديد من القادة النيجيريين المرتبطين بمصر ثقافيًا وتعليميًا”.
ثورة 23 يوليو وبناء الجمهورية الجديدة
وأكد السفير فؤاد في كلمته أن ثورة 23 يوليو 1952 شكلت نقطة تحول تاريخية في مسار الدولة المصرية، إذ أعادت للشعب المصري الكرامة والاستقلال الوطني، ومهدت الطريق لبناء مؤسسات دولة حديثة. وأضاف أن هذه الثورة أطلقت عملية تحرر وطني ألهمت حركات الاستقلال في إفريقيا والعالم العربي.
كما استعرض فؤاد رؤية الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تقوم على تنفيذ خطة طموحة للتنمية الشاملة تشمل تحديث البنية التحتية، وتوسيع القاعدة الصناعية، وتطوير قطاعات التعليم، والصحة، والطاقة المستدامة.
وقال السفير: “نحن نبني مدنًا جديدة، نستثمر في الاقتصاد الأخضر، ونكرس جهودنا لتحقيق النمو الشامل والاستقرار. الاقتصاد المصري يتنوع بسرعة، والبنية التحتية تشهد تطورًا غير مسبوق، كما أن التزامنا بالتعاون الإقليمي والدولي راسخ”.
نيجيريا تدعم مرشح مصر لليونسكو
وفي ختام كلمته، أعرب السفير المصري عن تقدير القاهرة لدعم نيجيريا لترشيح الأستاذ الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار الأسبق، لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو في الانتخابات المقررة في أكتوبر 2025.
وأشار فؤاد إلى أن الدكتور العناني يحظى بدعم الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى تأييد عدد كبير من الدول حول العالم، قائلاً: “الدكتور العناني يتمتع بخبرة أكاديمية وإدارية واسعة، ويُعد شخصية مناسبة لقيادة المنظمة لما له من إسهامات في مجالات التراث والتعليم والعلوم والثقافة”.
إقرأ المزيد :
