جنوب أفريقيا: تفشي مرض الحمى القلاعية بين القطعان الحيوانية في 5 مقاطعات
تأكيد تفشي جديد في فري ستيت وارتفاع الحالات إلى 270

أكدت وزارة الزراعة في جنوب أفريقيا تفشي مرض الحمى القلاعية مجددا في مزرعة بمقاطعة فري ستيت، ما يرفع إجمالي عدد حالات تفشي المرض على المستوى الوطني إلى 270 حالة في خمس مقاطعات خلال العامين الماضيين، تم اكتشاف الحالة الأخيرة في 10 يوليو في بلدية موكهاكا المحلية في منطقة كرونستاد البيطرية الحكومية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، جويلين فان ويك، إن الممتلكات المتضررة خضعت للحجر الصحي قبل يومين وتم وضع تدابير احتواء فورية، بما في ذلك التطعيم ومراقبة الماشية. وأضافت مساء الاثنين أن “التحقيقات جارية لتحديد مصدر العدوى، في حين تخضع المزارع الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات للمراقبة لتحديد المدى المحتمل للانتشار”.
الوضع الوبائي الحالي
يُضاف هذا التفشي الأخير في ولاية فري ستيت إلى أزمة وطنية متفاقمة. ولا تزال مقاطعة كوازولو ناتال الأكثر تضررًا، حيث سُجِّلت 191 حالة تفشٍّ، منها 172 حالة لا تزال نشطة. وسجَّلت مقاطعة كيب الشرقية 40 حالة تفشٍّ، بينما أبلغت مقاطعة جوتنج عن 32 حالة منذ مايو، وشهدت مقاطعتا الشمال الغربي ومبومالانجا أربع حالات تفشٍّ نشطة وثلاث حالات على التوالي.
ومن بين إجمالي 270 حالة تفشي، تم حل 21 حالة فقط، بينما لا يزال 249 حالة نشطة. وحثت الوزارة المزارعين وأصحاب المصلحة على التعاون الكامل مع الفرق البيطرية مع تكثيف جهود الاحتواء.
ينتشر مرض الحمى القلاعية بسبب فيروس شديد العدوى يصيب الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز و الخنازير، وتشمل العوامل الرئيسية لظهوره:
حركة الحيوانات المصابة، ونقل الحيوانات الحاملة للفيروس بين المناطق دون ضوابط كافية، وكذلك التغيرات المناخية حيث تؤثر على أنماط هجرة الحشرات الناقلة للأمراض ، وضعف برامج التطعيم عدم تغطية تحصين كافية للقطيع والممارسات الزراعية غير الآمنة مثل استخدام أدوات ملوثة في أكثر من مزرعة بالإضافة إلي الرطوبة ودرجات الحرارة التي توفر بيئة مثالية لبقاء الفيروس
مخاطر المرض وآثاره
تتمثل الخطورة الرئيسية للحمى القلاعية في: الخسائر الاقتصادية الكبيرة، بسبب نفوق الحيوانات وحظر التجارة،
سرعة الانتشار حيث يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الهواء لمسافات تصل إلى 60 كم في الظروف المناسبة وهناك تأثيرات طويلة الأمد على إنتاجية الحيوانات حتى بعد تعافيها
التهديد للأمن الغذائي
بسبب انخفاض إنتاج اللحوم والألبان والتكاليف الباهظة لتدابير المكافحة والتعويضات، اتخذت السلطات في جنوب أفريقيا عدة إجراءات للسيطرة على التفشي، بما في ذلك: الحجر الصحي لعزل المناطق المصابة ومنع حركة الحيوانات، والتطعيم الطارئ لتعزيز مناعة القطعان في المناطق المعرضة للخطر وكذلك المراقبة النشطة لتتبع انتشار الفيروس واكتشاف الحالات الجديدة مبكرًا ، وايضًا إعدام الحيوانات المصابة في بعض الحالات للحد من الانتشار ، وتعقيم المعدات والمركبات لمنع انتقال الفيروس ميكانيكيًا
توصيات للمزارعين والجمهور
وجهت الوزارة عدة نصائح أساسية في مقدمتها : الإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها والتعاون الكامل مع فرق المراقبة البيطرية وتجنب حركة الحيوانات من وإلى المناطق المصابة، وكذلك الالتزام الصارم بإجراءات الأمن الحيوي في المزارع وطهي المنتجات الحيوانية جيدًا قبل الاستهلاك
التحديات المستقبلية
تواجه جنوب أفريقيا تحديات كبيرة في السيطرة على المرض، خاصة مع: اتساع الرقعة الجغرافية للتفشي وصعوبة تتبع مصادر العدوى، ومحدودية الموارد لمكافحة المرض على المستوى الوطني لمواجهة التأثيرات الاقتصادية المتزايدة على قطاع الثروة الحيوانية
والحاجة إلى تعاون إقليمي لمنع الانتشار عبر الحدود
ويشكل تفشي الحمى القلاعية الحالي في جنوب أفريقيا تهديدًا خطيرًا لقطاع الثروة الحيوانية والأمن الغذائي في البلاد. بينما تبذل السلطات جهودًا كبيرة للاحتواء، فإن التعاون المجتمعي والاستجابة السريعة يظلان عاملين حاسمين في السيطرة على هذا الوباء الحيواني المدمر.