في نيجيريا تمت اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 مراسم تشييع جثمان الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري في مسقط رأسه ببلدة داورا بولاية كاتسينا شمال نيجيريا، بحضور رسمي وشعبي كبير. وقد وصل الرفات إلى البلاد صباح اليوم على متن طائرة عسكرية برفقة نائب الرئيس كاشيم شيتيما والوفد الرسمي الذي سافر إلى لندن لترتيب إعادة الجثمان .
ووفقاً للبرنامج الرسمي، استقبل الرئيس الحالي أحمد تينوبو الجثمان في مراسم عسكرية قصيرة بمطار كاتسينا الدولي، قبل أن ينقل إلى داورا حيث أقيمت الصلاة عليه ثم دفن في مقبرة العائلة ظهر اليوم .
إعلان الحداد الوطني والإجراءات الرسمية
أعلن الرئيس تينوبو الحداد الوطني لمدة سبعة أيام ابتداء من يوم الأحد 13 يوليو، كما أعلن يوم الثلاثاء 15 يوليو عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد تكريماً لذكرى الرئيس الراحل . وشملت الإجراءات الرسمية:1. تنكيس الأعلام في جميع المباني الحكومية والبعثات الدبلوماسية النيجيرية بالخارج
2. فتح سجلات التعازي في الوزارات والهيئات الحكومية
3. تشكيل لجنة وزارية مشتركة برئاسة السكرتير الحكومي الفيدرالي جورج أكومي للإشراف على ترتيبات الجنازة
4. مشاركة 25 عضواً من المجلس التنفيذي الاتحادي في مراسم الدفن
حياة الراحل السياسية والعسكرية
يذكر أن محمد بخاري (1942-2025) كان شخصية سياسية وعسكرية بارزة في نيجيريا، حيث: تولى الرئاسة أول مرة كحاكم عسكري بعد انقلاب 1983 وحتى 1985 عاد إلى السلطة ديمقراطياً كأول رئيس معارض يفوز بالانتخابات عام 2015 وأعيد انتخابه عام 2019، وقاد البلاد خلال فترتين رئاسيتين (2015-2023) ركز خلالهما على مكافحة الفساد وتعزيز الأمن، وُلد في داورا بولاية كاتسينا عام 1942، وتلقى تدريباً عسكرياً في نيجيريا وبريطانيا والهند والولايات المتحدة
ردود الفعل المحلية والدولية
تلقى الرئيس تينوبو رسائل تعزية من زعماء العالم، فيما وصف بيان رئاسي بخاري بأنه “رجل وطني وجندي ورجل دولة” كان مخلصاً لوحدة وتقدم نيجيريا، كما أشاد به الرئيس الحالي لمواجهته الفساد ودفاعه عن الانضباط في الخدمة العامة .
من جهة أخرى، عبر بعض النقاد عن انتقادات لفترة حكمه، خاصة فيما يتعلق بالأداء الاقتصادي والأمني، بينما أشاد آخرون بجهوده في مكافحة الفساد ومواجهة جماعة بوكو حرام .
الإرث التاريخي
يترك الرئيس الراحل إرثاً متنوعاً في الذاكرة النيجيرية: يُعتبر أول رئيس معارض ينتخب ديمقراطياً في تاريخ نيجيريا، اشتهر بصرامته العسكرية ونزاهته الشخصية في بلد يعاني من الفساد، واجه تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة خلال فترتي حكمه، سيُذكر كشخصية تاريخية جمعت بين الحكم العسكري والرئاسة الديمقراطية
وتمثل مراسم اليوم نهاية حقبة سياسية مهمة في تاريخ نيجيريا، حيث ودع الشعب النيجيري أحد أبرز قادته الذين جمعوا بين الخلفية العسكرية والخبرة السياسية، ورغم الجدل حول إنجازاته، يبقى بخاري شخصية فريدة في المشهد السياسي النيجيري والأفريقي، جمعت بين الحكم الانقلابي والشرعية الانتخابية، تاركاً إرثاً سيُدرس لسنوات قادمة.
