أخبار عاجلةاخبار افريقياجنوب افريقيا

واشنطن ترحّل مهاجرين أصحاب سوابق إلى إسواتيني وتكثف ضغوطها على دول إفريقية لاستقبال آخرين

أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية قامت بترحيل خمسة مهاجرين إلى دولة إسواتيني الواقعة في جنوب القارة الإفريقية، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم سوازيلاند، وذلك في إطار توسيع سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى ترحيل المهاجرين من دول ثالثة، خاصة من تصنّفهم السلطات الأمريكية كـ “مجرمين مدانين” وترفض بلدانهم الأصلية إعادتهم.

وفي منشور رسمي عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا)، صرحت تريشيا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي، أن الأشخاص الخمسة الذين تم ترحيلهم إلى إسواتيني هم من جنسيات متعددة تشمل فيتنام، وجامايكا، وكوبا، ولاوس. وأضافت ماكلولين أن المرحلين جميعهم من أصحاب السوابق الجنائية، مشيرة إلى أنهم “مجرمون مدانون وأفراد يتمتعون بدرجة من الوحشية والعدوانية لدرجة أن دولهم الأصلية رفضت استقبالهم مجددًا”.

ورغم هذا الإجراء، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من جانب سلطات إسواتيني بشأن وجود اتفاق بينها وبين الولايات المتحدة لاستقبال المرحلين من دول ثالثة، كما لم توضح الحكومة الإسواتينية مصير هؤلاء الأشخاص بعد وصولهم إلى أراضيها، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس”.

https://x.com/TriciaOhio/status/1945276305097781737

البيت الأبيض يسعى لعقد اتفاقيات مع الدول الإفريقية لاستيعاب المهاجرين المرحّلين

تأتي هذه الخطوة في سياق سعي إدارة الرئيس ترامب لإبرام المزيد من الاتفاقيات مع دول إفريقية، بهدف استقبال مهاجرين مرحّلين من الولايات المتحدة لا تنتمي جنسياتهم إلى تلك الدول. وقد أثار هذا التوجه استياء عدد من الدول الإفريقية، خاصة نيجيريا، التي عبّرت رسميًا عن رفضها لهذه السياسة.

وكشف يوسف توجار، وزير الخارجية النيجيري، في تصريحات إعلامية نشرتها صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أن واشنطن تمارس ضغوطًا متزايدة على دول إفريقية، من بينها نيجيريا، بغرض قبول فنزويليين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة، بعضهم خرجوا حديثًا من السجون الأمريكية. وقال توجار: “الولايات المتحدة تضغط بشدة على عدد من الدول الإفريقية لاستقبال فنزويليين مرحلين، بينهم أشخاص سجناء سابقون”، مضيفًا: “لدينا من المشاكل ما يكفينا، ولن يكون من السهل علينا استيعاب مثل هؤلاء”.

ورغم عدم إفصاح وزير الخارجية النيجيري عن أسماء الدول الأخرى التي تتعرض للضغوط، إلا أن الصحيفة البريطانية أشارت إلى أن الرئيس ترامب استضاف مؤخرًا خمسة من قادة الدول الإفريقية في البيت الأبيض، وهم رؤساء كل من الغابون، وغينيا بيساو، وليبيريا، وموريتانيا، والسنغال.

قمة أمريكية إفريقية تتناول ملف التجارة والترحيل معًا

وأوضحت “فاينانشيال تايمز” أن لقاء الرئيس ترامب مع القادة الأفارقة جاء في إطار غداء متلفز عقد في البيت الأبيض، ركّز على مناقشة فرص الاستثمار والتعاون التجاري بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية المشاركة. إلا أن الرئيس ترامب أعرب خلال المناسبة عن أمله في تحقيق تقدم بشأن ما يُعرف بـ “اتفاقيات الدول الثالثة الآمنة”، والتي تتيح للولايات المتحدة ترحيل مهاجرين إلى دول لا يحملون جنسيتها، لكنها تقبل استقبالهم لأسباب تتعلق بالأمن أو التعاون السياسي.

وفي تعليق له على هذا الملف، نفى وزير خارجية ليبيريا في تصريحات لشبكة “بي.بي.سي.” البريطانية أن تكون بلاده قد أجرت أي مناقشات مع الإدارة الأمريكية بشأن استقبال مهاجرين مرحلين أو مدانين جنائيًا.

المحكمة العليا الأمريكية تمهّد الطريق لترحيل المهاجرين إلى دول ثالثة

وفي تطور قانوني داعم لهذه السياسات، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية مؤخرًا قرارًا يسمح للحكومة بترحيل مهاجرين إلى “دول ثالثة آمنة” مستعدة لاستقبالهم، حتى وإن لم تكن تلك الدول هي أوطانهم الأصلية. وقد جاء هذا الحكم ليمنح إدارة ترامب دفعة قانونية قوية في سعيها لترحيل آلاف المهاجرين إلى دول متعاونة مع واشنطن، بما في ذلك دول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا توترًا كبيرًا، حيث رفضت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو في أكثر من مناسبة استقبال مرحلين فنزويليين من الولايات المتحدة، مما دفع الإدارة الأمريكية إلى البحث عن بدائل جغرافية لترحيل هؤلاء الأشخاص.

قلق دولي من تداعيات الترحيل على السيادة الوطنية والهوية السياسية

ويرى خبراء في قضايا الهجرة أن بعض الدول ترفض استقبال مواطنيها المرحلين من الولايات المتحدة خشية الظهور بمظهر الدول التابعة لواشنطن أو الانخراط في سياسات قد تخلق توترات داخلية، خاصة إذا تعلق الأمر بأشخاص متورطين في جرائم جنائية خطيرة.

كما أشار المراقبون إلى أن تنفيذ هذه السياسات قد يُحدث أعباء أمنية واجتماعية على الدول المستقبلة، لا سيما إذا لم تكن لديها القدرة على مراقبة أو دمج هؤلاء الأفراد في مجتمعاتها.

ترحيلات غير مسبوقة… وإدارة ترامب تمضي قدمًا في خطتها الصارمة

تأتي هذه الإجراءات في إطار وعود إدارة ترامب بشن حملة غير مسبوقة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الأراضي الأمريكية. ووصفت وسائل الإعلام الأمريكية هذه الحملة بأنها الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة من حيث عدد المستهدفين، واتساع الرقعة الجغرافية التي تشمل دولًا بعيدة عن مصادر الهجرة التقليدية.

وتثير هذه التحركات قلقًا متزايدًا في الأوساط الحقوقية والإنسانية، التي تحذر من ترحيل الأفراد إلى دول لا ينتمون إليها، ومن دون ضمانات قانونية أو حماية إنسانية، خاصة في حالات يكون فيها المرحلون قد قضوا فترات طويلة في الولايات المتحدة أو نشأوا فيها منذ الصغر.

إقرأ المزيد :

الحكومة النيجيرية ترفض ضغوطًا أمريكية لقبول مهاجرين مطرودين من فنزويلا

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »