“اليونيسف” تدين مذبحة شمال كردفان: أكثر من 450 قتيلاً بينهم أطفال ونساء حوامل وسط تصاعد العنف في السودان

أدان صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بشدة الهجمات “المروعة” التي وقعت مؤخرًا في ولاية شمال كردفان بالسودان، وأسفرت عن مقتل أكثر من 450 مدنيًا، بينهم أطفال ونساء حوامل، في واحدة من أسوأ موجات العنف التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
ووفقًا لما أورده الموقع الرسمي للأمم المتحدة اليوم الأربعاء، وقعت الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع في المجتمعات المحيطة بمدينة بارا، بما في ذلك قريتا شاج النوم وحلة حامد، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 24 ولدًا و11 فتاة وامرأتين حاملتين.
وحذرت منظمة اليونيسف من احتمال ارتفاع عدد الضحايا من الأطفال، حيث تشير التقارير إلى وجود عشرات المصابين والمفقودين، ما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية.
وفي تعليقها على الحادث، وصفت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف، هذه الهجمات بأنها تمثل “تصعيدًا مرعبًا للعنف وتجاهلًا صارخًا للحياة البشرية والقانون الإنساني الدولي والمبادئ الأساسية للإنسانية”.
وأكدت أن الإفلات من العقاب على انتهاكات القانون الدولي أمر غير مقبول، لا سيما عندما تكون حياة الأطفال في خطر. كما أعربت عن تعازي الوكالة لعائلات الضحايا ولكل من تأثر بهذه الفاجعة.
وشددت على أن الحرب بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، والتي اندلعت منذ أبريل 2023، يجب أن يتوقف فورًا، لا سيما مع تصاعد حدة القتال مؤخرًا في مناطق كردفان.
الأمم المتحدة: استمرار التصعيد يهدد المدنيين والبنية التحتية
من جهته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء تصاعد العنف في منطقة بارا بولاية شمال كردفان، حيث أشار إلى مقتل ما لا يقل عن 300 شخص، بينهم نساء حوامل وأطفال، في هجمات وُصفت بالوحشية.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن هذه الحوادث تمثل “تذكيرًا مأساويًا بالخسائر الفادحة التي يتكبدها المدنيون في جميع أنحاء السودان”، مجددًا إدانة المنظمة الأممية لقتل المدنيين واستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمنازل والملاجئ، مؤكّدًا على ضرورة التزام جميع أطراف النزاع بالقانون الدولي الإنساني.
كما أشار “أوتشا” إلى تزايد القصف في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ما يفاقم من المخاوف وانعدام الأمن بين السكان المدنيين.
الوضع يتدهور في ولايات كردفان ودارفور
ولم تقتصر تداعيات الصراع على شمال كردفان فقط، بل شملت أيضًا ولاية غرب كردفان، حيث قُتل أكثر من 20 شخصًا في هجمات استهدفت قريتي الفولة وأبو زبد بين 10 و13 يوليو. وقد أثّر القتال الدائر سلبًا على سير العمليات الإنسانية في المنطقة.
وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن النازحين من شمال كردفان ومدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور يواصلون النزوح إلى ولايات أخرى أكثر أمانًا، لا سيما الولاية الشمالية، بحثًا عن ملاذ آمن.
موسم الأمطار يفاقم الأزمة الإنسانية
في شرق السودان، أدى هطول الأمطار الغزيرة والرياح القوية خلال الأيام الأخيرة إلى تدمير أو إتلاف الملاجئ والإمدادات الغذائية لأكثر من 2,700 نازح في ولاية القضارف، بحسب تقارير ميدانية.
وكشف تقييم سريع أجرته الأمم المتحدة وشركاؤها أن غالبية الأسر المتضررة ترغب في العودة إلى مناطقها الأصلية، لكنها بحاجة ماسة إلى الدعم لتأمين هذه العودة في ظروف آمنة وكريمة.
أكثر من 1.3 مليون نازح عادوا لمناطقهم الأصلية
ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، عاد منذ نوفمبر 2024 أكثر من 1.3 مليون نازح إلى مناطقهم الأصلية في مختلف أنحاء السودان، معظمهم إلى ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم، إلا أن العائدين يواجهون نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية وظروفًا معيشية صعبة.
تدهور صحي خطير يهدد الأطفال في السودان
وفي تطور مقلق آخر، حذرت منظمة اليونيسف من أن الصراع الجاري أدى إلى تراجع معدلات التطعيم إلى أدنى مستوياتها منذ 40 عامًا، مما يُعرّض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض مميتة يمكن الوقاية منها.
وأشارت تقارير اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من نصف عدد الرضّع في السودان، بما لا يقل عن 880 ألف طفل، لم يتلقوا جرعتهم الأولى من لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي (DTP1) خلال العام الماضي. وقد ساهم هذا التراجع في تفشي أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، ما ينذر بكارثة صحية وشيكة إذا لم تتم معالجتها بشكل عاجل.
إقرأ المزيد
السفارة السودانية بالقاهرة : إجلاء أكثر من 1,200 سوداني من الإسكندرية إلى أرض الوطن