الكاميرون: مشهد انتخابي غير مسبوق مع تقديم 81 مرشحًا لخوض الرئاسة

في تطور لافت، شهدت الساحة السياسية في الكاميرون تقديم حوالي 81 مرشحًا أوراق ترشحهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 أكتوبر 2025، وهو رقم قياسي يعكس ديناميكية جديدة في المشهد السياسي للبلاد .
يبلغ من العمر 91 عاما .. الرئيس الكاميروني يعلن ترشحه لولاية رئاسية جديدة
ويشهد السباق الرئاسي تنوعًا كبيرًا في خلفيات المرشحين، حيث يضم: أصغر المرشحين سنًا: دالوتو حمادة (31 عامًا) من إقليم أداماوا، رغم أن الدستور يشترط بلوغ 35 عامًا للترشح أكبر المرشحين: الرئيس الحالي بول بيا (92 عامًا) الذي يسعى لولاية ثامنة
كما تشهد الانتخابات عودة وجوه جديدة مثل هيلير ماكير نزيبانج من “الحركة التقدمية” وبيير كويمو من “اتحاد الحركات الاشتراكية” و7 مرشحات فقط من بين 81، أبرزهن توماينو ندام نجوايا رئيسة حزب “الاتحاد الديمقراطي الكاميروني” وعمدة فومبان.
غضب أفريقي بعد قرار ترامب حظر دخول مواطني 7 دول أفريقية إلى الولايات المتحدة
ويسجل السباق عودة لوجوه سياسية معروفة: مثل بيلو بوبا الذي شارك أول مرة في 1992، ويعود بعد إنهاء تعاون دام 28 عامًا مع الحزب الحاكم، وموريس كامتو (حزب مانيديم) وجوشوا أوسيه (الجبهة الديمقراطية الاجتماعية) وكابرال ليبي، جميعهم يخوضون الانتخابات للمرة الثانية
كما شهد السباق الانتخابي الرئاسي انشقاق وزير التشغيل السابق عيسى تشوريما عن الرئيس بيا وترشحه ضدّه، رغم التعددية الظاهرة، تبقى التحديات جسيمة: فقد أجرى بيا مؤخرًا تغييرات في قيادات الجيش، في خطوة يُعتقد أنها تهدف لضمان دعم المؤسسة العسكرية لترشحه، وأمام هذا الوضع تدور شكوك حول نزاهة الانتخابات، خاصة بعد اتهامات بالتلاعب في انتخابات 2018 حيث حصل بيا على 71% من الأصوات، إضافة إلى ما سبق هناك انقسامات داخل الحزب الحاكم حول ترشح بيا، رغم تأكيد النصوص الداخلية لأحقيته، وكذلك مخاوف صحية حول الرئيس المسن الذي يقضي فترات طويلة خارج البلاد للعلاج
المشهد السياسي بين الرغبة في التغيير واستمرارية النظام
يظهر هذا العدد القياسي من المرشحين: رغبة شعبية متزايدة في التغيير، خاصة بين الشباب الذين يشكلون غالبية السكان، وانقسامًا في المعارضة التي لم تتوحد خلف مرشح واحد، وتعددية حزبية شكلية حيث قدمت بعض الأحزاب أكثر من مرشح، مما يتطلب تدخل المجلس الانتخابي
الخطوات القادمة
سيقوم المجلس الدستوري خلال 12 يومًا بفحص الملفات وإصدار القائمة النهائية للمرشحين المقبولين، وتشير كل المؤشرات إلى أن الرئيس بول بيا، رغم سنه المتقدم والتحديات الصحية، يبقى المرشح الأوفر حظًا في ظل سيطرته على مفاصل الدولة ومؤسساتها .
هذا المشهد الانتخابي غير المسبوق يطرح أسئلة جوهرية حول إمكانية حدوث انتقال ديمقراطي حقيقي في بلد يحكمه نفس الرجل منذ 43 عامًا، وسط تحديات أمنية واقتصادية كبيرة وتصاعد للصراع في المناطق الناطقة بالإنجليزية .