مشاورات سياسية بين وزيرى خارجية مصر والنيجر في نيامي

عقد وزيرا خارجية مصر والنيجر الدكتور بدر عبد العاطي و باكاري ياو مشاورات سياسية اليوم الأربعاء، في العاصمة النيجيرية نيامي المحطة الثالثة من جولة وزير الخارجية المصري في غرب إفريقيا.
أكد الوزيران على عمق الروابط التاريخية بين مصر والنيجر، وأعربا عن ارتياحهما لمستوى التنسيق القائم، وتطلعهما إلى الارتقاء بالتعاون الثنائي في مجالات التجارة، والاستثمار، والزراعة، والطاقة والكهرباء، والصحة، والتعليم، والتدريب وبناء القدرات، وأكد الوزيران أهمية البناء على مخرجات الزيارة التي قام بها وزير خارجية النيجر إلى القاهرة في أكتوبر ٢٠٢٤، والتي شكّلت محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية.
وأكد الوزير عبد العاطى على الأهمية التي توليها مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي مع النيجر، مشيرًا إلى أن زيارته تأتي تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية بضرورة الارتقاء بالعلاقات الثنائية، خاصةً من خلال بناء شراكات تنموية واقتصادية. وأوضح الوزير أنه اصطحب وفدًا رفيع المستوى ضم ٣٠ من كبار رجال الأعمال ورؤساء وممثلى كبرى الشركات المصرية العامة والخاصة، وممثلين عن كل من جمعية المصدرين المصريين، واتحاد الصناعات المصرية، وجهاز مستقبل مصر، والمجلس التصديري للصناعات الطبية، وهيئة الثروة المعدنية، في خطوة تهدف إلى فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري والاستثماري، واستكشاف فرص تنموية واعدة في السوق النيجرية، بما يُسهم في تعزيز التواجد الاقتصادي المصري فى غرب إفريقيا، ويعكس التزام مصر بدعم جهود التنمية والاستقرار في النيجر.
وشهدت المباحثات نقاشاً حول التحديات الأمنية فى المنطقة والمرتبطة بانتشار الإرهاب والجريمة المنظمة، حيث استعرض الوزير عبد العاطي التجربة المصرية الرائدة في مكافحة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تراعي الجوانب الأمنية والتنموية والثقافية، وأعرب عن استعداد مصر لمشاركة هذه الخبرات المتراكمة مع النيجر ودول الساحل.
كما أبرز الوزير عبد العاطي الدور الهام الذي يقوم به الأزهر الشريف باعتباره منارةً لنشر قيم الاعتدال والتسامح، مبرزا ما يوفره الأزهر من منح دراسية للطلبة النيجريين، إضافة إلى إيفاد المبعوثين وتنظيم الدورات التدريبية للأئمة والوعاظ النيجريين لمكافحة الفكر المتطرف، إلى جانب الدور الذي يقوم به مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام. كما أكد الوزير عبد العاطي استعداد مصر على استقبال مزيد من الطلاب النيجريين للدراسة في الجامعات المصرية في مختلف التخصصات.
وتطرقت المباحثات إلى عدد من الملفات ذات الأولوية، وعلى رأسها الأوضاع في منطقة الساحل وغرب افريقيا، وضرورة تعزيز العمل الإفريقي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والتنموية. وشدد الجانبان على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بشأن التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وضرورة تعزيز العمل الإفريقي المشترك.
من جانبه، أعرب الوزير النيجرى عن تقدير بلاده للدعم المصري المستمر، مشيدًا بالدور المصري الفاعل في دعم قضايا القارة، ومؤكدًا تطلعه لتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وفي ختام اللقاء، تم التوقيع على مذكرة تفاهم لإنشاء آلية للتشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، بما يُسهم في تعزيز التنسيق المؤسسي ودفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب، ويُعزز من مسار التعاون بين القاهرة ونيامي.
وفي سياق متصل افتتح الوزير بدر عبد العاطي أمس ، منتدى الأعمال المصري – النيجري الأول المنعقد في العاصمة نيامي بحضور السيد بكاري ياو سنجاري وزير الخارجية النيجري والسيد عبد الله سيدو وزير التجارة والصناعة.
شارك فى المنتدى وفداً موسعاً من ٣٠ من رجال الأعمال ورؤساء وممثلى كبرى الشركات المصرية العاملة في مختلف المجالات، بقيادة الدكتور شريف الجبلى رئيس لجنة التعاون الافريقى باتحاد الصناعات المصرية، ومشاركة الدكتور محيي حافظ رئيس المجلس التصديري للصناعات الطبية، واللواء حازم أحمد يحيى، مساعد مدير جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، وممثلين عن جمعية المصدرين المصريين، واتحاد الصناعات، والهيئة العامة للبترول، وهيئة الثروة المعدنية.
وقد شهد المنتدى لقاءات تفاعلية بين ممثلى الشركات المصرية والنيجيرية من ضمنها السويدي إليكتريك، شركة أوراسكوم، شركة المقاولون العرب، شركة سام كريت، شركة Polyserve للأسمدة والكيماويات، شركة المراكبي للصلب، شركة العامرية للغزل والنسيج، حيث اتيحت الفرصة لاستكشاف إقامة مشروعات مشتركة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الزراعة، والصناعات الدوائية، والبنية التحتية، والتعدين، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة.
وفى كلمته الافتتاحية، ثمن الوزير عبد العاطي العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والنيجر، والتي شهدت زخمًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة على كافة المستويات، مشددًا على أن هذه العلاقات المتنامية تستدعي جهودًا موازية في مسارات الاستثمار والتبادل التجاري والتكامل الاقتصادي.
وأوضح الوزير عبد العاطي أن انعقاد هذا المنتدى المشترك، بمشاركة وفد أعمال مصري موسع يُمثل بداية حقيقية لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين البلدين، من شأنها أن تسهم في تحقيق التنمية للشعبين الشقيقين، وهو ما يحظى باهتمام مباشر من القيادتين السياسيتين في البلدين. وأضاف أن الشركات المصرية تمتلك خبرات واسعة وسجلًا حافلًا من الإنجازات في قطاعات البنية التحتية والطاقة والتشييد، وفق أعلى المعايير الدولية في مختلف أنحاء القارة. وشدد أنه حرص على اصطحاب معه وفد رفيع المستوى من القطاعين العام والخاص إلى نيامي لخلق قنوات تواصل مباشرة بين مجتمعات الأعمال، وتكريس الدبلوماسية الاقتصادية كأداة فاعلة تُكمّل المسار السياسي المتطور بين البلدين.
فى هذا السياق، دعا وزير الخارجية المشاركين إلى استشراف فرص التعاون المتاحة وبناء شراكات مستدامة قائمة على الثقة والمصالح المتبادلة. وأكد الوزير عبد العاطي على استعداد مصر الكامل لتعزيز التعاون الفني والاستثماري مع النيجر، لا سيما في القطاعات الزراعية والصناعية، مشددًا على أهمية تبادل الخبرات، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، واستكشاف الفرص المتاحة لإقامة مشروعات مشتركة تستفيد من المزايا التنافسية التي تتيحها السوق المصرية، مؤكدًا تطلعه لأن تسهم أعمال المنتدى في دفع الشراكة الثنائية نحو مزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين.
من جانبه، أعرب وزير التجارة والصناعة عن بالغ تقديره لمشاركة الوفد المصري الرفيع المستوى، والذي يضم نخبة من رجال الأعمال ورؤساء كبرى الشركات المصرية، مؤكدًا أن هذه المشاركة تعكس عمق العلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري. وأشاد بما تتمتع به مصر من خبرات وإمكانات صناعية واستثمارية متقدمة، مشيرًا إلى أن تواجد هذا الوفد الكبير يمثل رسالة قوية على حرص مصر بدعم التنمية في النيجر وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في البلدين.
وقد سبق افتتاح المنتدى لقاء ثلاثي جمع د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة مع كل من بكاري ياو سنجاري وزير الخارجية النيجري، و عبد الله سيدو وزير التجارة والصناعة، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والنيجر، ودفع أطر التعاون في مختلف المجالات، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
اقرأ المزيد
الرئيس السيسي يتوجه إلي مالابو للمشاركة في قمة ” تنسيقية منتصف العام” للاتحاد الإفريقي