الدبلوماسي المغربي محمد بلعيش ممثلاً خاصاً للاتحاد الإفريقي في السودان
تحذيرات أممية من تصاعد العنف في كردفان وتفاقم الأزمة الإنسانية في دارفور

أعلنت مفوضية الاتحاد الإفريقي عن إعادة تعيين السفير محمد بلعيش ممثلاً خاصًا لرئيس المفوضية ورئيسًا لمكتب اتصال الاتحاد الإفريقي في السودان، في خطوة تعكس تجديد الثقة في خبراته الطويلة وقدرته على الإسهام في دعم مسارات السلام والاستقرار السياسي في السودان.
ويُعد بلعيش من الشخصيات الدبلوماسية البارزة في القارة، حيث سبق أن شغل عدة مناصب مرموقة، كان أبرزها سفير المملكة المغربية لدى السودان، وتمكن خلال فترة عمله من تعزيز الحوار الثنائي بين المغرب والسودان، كما عمل بشكل وثيق على فهم الديناميات المحلية والإقليمية المعقدة في البلاد.
ويمتلك السفير المغربي معرفة دقيقة بالوضع في السودان، إلى جانب خبرة واسعة في إدارة فترات الانتقال السياسي وعمليات الوساطة الإفريقية، ما يجعله مؤهلاً للعب دور محوري في دعم جهود الاتحاد الإفريقي في حل الأزمة السودانية.
ووفقا لبيان صادر عن مفوضية الاتحاد الإفريقي لعبت المملكة المغربية دورًا فاعلًا في دعم السودان داخل مؤسسات الاتحاد الإفريقي، خاصة خلال فترة رئاستها لـ مجلس السلم والأمن الإفريقي في سبتمبر 2019، حيث قادت جهودًا دبلوماسية مكثفة أدت إلى رفع تعليق عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي، الذي كان قد فُرض عقب اندلاع الأزمة السياسية في البلاد.
الأمم المتحدة تبدي قلقها من تصاعد العنف ضد المدنيين في كردفان
وفي سياق متصل بالأوضاع في السودان، أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن قلقه البالغ إزاء استمرار العنف ضد المدنيين في منطقة كردفان، مشيراً إلى أن تصاعد الهجمات المسلحة يهدد حياة السكان المحليين ويُفاقم من تعقيدات المشهد الإنساني.
وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن جمعية مهنية للأطباء السودانيين في غرب كردفان أبلغت، يوم الأربعاء، عن هجوم مسلح استهدف منطقة بريمة رشيد الواقعة شمال بلدة النهود، وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 30 شخصًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 40 آخرين بجروح متفاوتة.
وأضاف أن مقاتلين مسلحين دخلوا القرية على متن مركبات قتالية وأطلقوا النار بشكل عشوائي على منازل المواطنين وسوق البلدة، مشيرًا إلى أن الضحايا شملوا أطفالاً ونساءً وكبار سن، وهو ما يعكس طبيعة الهجمات العشوائية وغياب الحماية المدنية في المنطقة.
مصادر طبية تؤكد حاجة المصابين لرعاية جراحية عاجلة
وأفادت مصادر طبية محلية بأن العديد من المصابين الذين أُسعفوا عقب الهجوم في بريمة رشيد هم في حالة حرجة، ويحتاجون إلى رعاية طبية وجراحية عاجلة، في ظل تدهور الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إلى المرافق الطبية المناسبة بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة إلى أن الهجوم يبرز تنامي المخاطر التي تواجه المدنيين في منطقة كردفان، داعياً إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتكثيف الجهود الدولية لضمان حماية المدنيين، وتوفير ممرات آمنة ومستدامة لوصول المساعدات الإنسانية.
تحذيرات من تفاقم الفجوات في المساعدات الإنسانية في دارفور
وفي ذات السياق، حذر مكتب الأمم المتحدة من الفجوات المتزايدة في عمليات الإغاثة الإنسانية في إقليم دارفور، خاصة في ظل تصاعد النزاع المسلح في مناطق متعددة بالولاية.
وأوضح أن الاحتياجات الإنسانية تتصاعد بشكل كبير في ولاية شمال دارفور، لا سيما في محلية طويلة، التي تستضيف حاليًا مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من القتال الدائر في مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها.
وأكد التقرير الأممي أن الوضع الإنساني في شمال دارفور يشهد تدهورًا سريعًا نتيجة النزوح الجماعي ونقص الغذاء والدواء والخدمات الأساسية، وهو ما يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي والمؤسسات الإغاثية.