أخبار عاجلةاقتصاد افريقي

قرار عاجل من أغني رجل أعمال في قارة إفريقيا .. ” تفاصيل “

في خطوة وُصفت بأنها نهاية لحقبة وبداية لأخرى في عالم المال والأعمال الإفريقي، أعلن الملياردير النيجيري أليكو دانجوتي، أغنى رجل في قارة إفريقيا ، تنحيه عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة شركة “دانجوتي للإسمنت”، إحدى أضخم شركات إنتاج الإسمنت في إفريقيا، ما يمثل تحولًا لافتًا في مستقبل الشركة العملاقة ومسارها القيادي.

وذكرت منصة “بيزنس إنسايدر أفريكا” أن قرار التنحي يأتي ضمن رؤية استراتيجية لتعزيز الحوكمة المؤسسية، والتخطيط المسبق لانتقال القيادة، بما يضمن استدامة الشركة ومرونتها المستقبلية في مواجهة التحديات.

تعيين إيمانويل إيكازوبو رئيسًا جديدًا لمجلس الإدارة

وأعلنت الشركة عن تعيين إيمانويل إيكازوبو رئيسًا جديدًا لمجلس الإدارة خلفًا لدانجوتي. ويُعد إيكازوبو من أبرز الشخصيات التنفيذية في إفريقيا، ويتمتع بخبرة مهنية تمتد لأكثر من 40 عامًا في مجالات القيادة والإدارة عبر عدة دول إفريقية تشمل نيجيريا وساحل العاج والكاميرون وجنوب إفريقيا.

ويحمل إيكازوبو خلفية قوية في العمل المؤسسي، حيث شغل سابقًا منصب مدير مستقل غير تنفيذي في “دانجوتي للإسمنت”، ما يجعله مطلعًا عن كثب على طبيعة أعمال الشركة واستراتيجياتها التشغيلية.

تنحي تدريجي لدانجوتي عن المناصب التنفيذية الكبرى

ويأتي هذا القرار بعد فترة قصيرة من إعلان دانجوتي أيضًا تنحيه عن رئاسة مجلس إدارة شركة “دانجوتي لتكرير السكر”، وهو ما يعكس نهجًا متكاملًا لتسليم زمام القيادة في الشركات التابعة لمجموعة دانجوتي إلى جيل جديد من القيادات التنفيذية، في الوقت الذي يحتفظ فيه دانجوتي بدور استشاري واستراتيجي محوري في التوجيه العام للمجموعة.

شركة دانجوتي للإسمنت: عملاق الإنتاج الذي غيّر وجه السوق الإفريقية

تُعد “دانجوتي للإسمنت” واحدة من أعمدة الاقتصاد النيجيري، وتلعب دورًا فاعلًا في الاقتصاد الإفريقي، حيث أسهمت في تحويل نيجيريا من واحدة من أكبر مستوردي الإسمنت عالميًا إلى دولة مُصدّرة له.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية للشركة 48.6 مليون طن سنويًا، منها 32.3 مليون طن داخل نيجيريا، والباقي موزع على تسع دول إفريقية أخرى، ما يجعلها أكبر منتج للإسمنت في القارة وأكثرها توسعًا وانتشارًا.

وفي إطار سعيها للتوسع، أعلنت الشركة في مارس الماضي عن استئناف أعمال البناء في مصنع جديد بمنطقة إيتوري بولاية أوجون، جنوب نيجيريا، بتكلفة تُقدّر بـ 800 مليون دولار، ومن المتوقع الانتهاء منه في نوفمبر 2026. ويُتوقع أن تبلغ طاقته الإنتاجية 6 ملايين طن سنويًا، ما يعزز من حضور الشركة في الأسواق المحلية والإقليمية على حد سواء.

دعوة دانجوتي للأثرياء النيجيريين: “استثمروا في الداخل”

وفي سياق مرتبط برؤيته الاقتصادية، دعا دانجوتي في تصريحات نُشرت عبر صحيفة “بيزنس داي” النيجيرية، رجال الأعمال والمستثمرين في بلاده إلى توجيه استثماراتهم نحو الداخل، مؤكدًا أن الاستثمار المحلي هو السبيل الحقيقي لبناء دولة مزدهرة ومستقرة اقتصاديًا.

وقال دانجوتي:”إن تصدير الثروات الإفريقية إلى الخارج يُضعف فرص التنمية الحقيقية في القارة. لا يمكن لأي أمة أن تحقق قفزات اقتصادية دون استثمارات محلية قوية وهادفة. لذلك، أدعو كل الأثرياء في نيجيريا إلى الاستثمار في الوطن، وفي مستقبل الأجيال القادمة التي لم تولد بعد”.

مشاريع تحوّلية وتحديات اقتصادية جسيمة

وأكد دانجوتي أن إفريقيا بحاجة إلى مشاريع جريئة وتحويلية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، في ظل الزيادة السكانية المتسارعة ونسب البطالة المرتفعة، وهو ما يتطلب تبني استراتيجيات طويلة الأمد تُركز على التصنيع وفرص العمل المستدامة.

وضمن هذا الإطار، أشار دانجوتي إلى مشروعه الأكبر حتى الآن، وهو بناء مصفاة نفط بقيمة 20 مليار دولار، والذي يهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي لنيجيريا من المنتجات البترولية المكررة. وأكد أن المشروع رغم ما واجهه من تحديات فنية وضغوط سياسية واقتصادية، إلا أنه يُعد حجر أساس في استراتيجية الاكتفاء الذاتي لإفريقيا.

نيجيريا: اقتصاد ضخم يواجه تقلبات هيكلية

تُصنّف نيجيريا كأكبر اقتصاد في إفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، مدفوعة بثروات طبيعية هائلة أبرزها النفط والغاز، إلى جانب قطاع خدمات نشط وقاعدة سكانية تتجاوز 220 مليون نسمة، ما يمنح البلاد قوة شرائية ضخمة وفرصًا استثمارية واسعة.

ومع ذلك، يُواجه الاقتصاد النيجيري تحديات هيكلية خطيرة، أبرزها الاعتماد المفرط على صادرات النفط التي تمثل أكثر من 80% من عائدات النقد الأجنبي، ما يجعله عرضة لتقلبات أسعار الخام العالمية، إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، وتدهور قيمة العملة المحلية (النيرة) أمام العملات الأجنبية.

إصلاحات اقتصادية صعبة وتحولات جذرية

ردًا على هذه التحديات، شرعت الحكومة النيجيرية في تنفيذ إصلاحات اقتصادية جذرية خلال السنوات الأخيرة، شملت تحرير أسعار الوقود وإلغاء دعم المحروقات، في محاولة لضبط التوازنات المالية وتهيئة مناخ أكثر جذبًا للاستثمار.

وفي ختام تصريحاته، شدد دانجوتي على أن الاستثمار في إفريقيا ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل مسؤولية أخلاقية تجاه مستقبل القارة والأجيال القادمة، داعيًا الجميع إلى أن يكونوا جزءًا من التحول الحقيقي الذي تستحقه إفريقيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »