“رحلة الأمل إلى السودان”.. انطلاق ثاني قطارات العودة الطوعية للسودانيين من مصر

في إطار المبادرات الإنسانية المشتركة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان، وفي مشهد يعكس عمق الروابط الأخوية بين شعبي وادي النيل، انطلقت صباح اليوم من محطة قطارات رمسيس بالقاهرة ثاني رحلات العودة الطوعية للمواطنين السودانيين المقيمين في مصر، متجهة إلى مدينة حلفا السودانية، ضمن جهود منظمة ومنسقة لتسهيل عودة السودانيين إلى وطنهم، بعد أن استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على العاصمة الخرطوم وولايات الوسط.

وقد انطلقت الرحلة من رصيف رقم 8 بمحطة القاهرة، وعلى متنها نحو ألف مواطن سوداني، ومن المقرر أن تستغرق الرحلة ما يقارب 12 ساعة حتى محطة السد العالي بأسوان، على أن يواصل الركاب رحلتهم عبر العبارة إلى مدينة حلفا في شمال السودان، حيث يتم استقبالهم من قبل الجهات السودانية المختصة، ضمن خطة شاملة لإعادة دمجهم في المجتمعات المحلية والمساهمة في جهود إعادة الإعمار الوطني.

دعم مصري كامل وتنسيق سوداني فعّال

في تصريحات خاصة ، أكد الفريق أول ركن عماد الدين عدوي، سفير السودان لدى القاهرة، أن هذه المبادرة تمثل تجسيدًا للروابط التاريخية والأخوية بين البلدين، مشيدًا بالدور الكبير الذي لعبته الدولة المصرية بكافة مؤسساتها في دعم المبادرة، بدءًا من رئاسة الجمهورية ومرورًا برئاسة مجلس الوزراء ووزارات الخارجية والنقل .

وقال السفير السوداني ل ” أفرو نيوز 24 “:  “إن هذا الحراك لم يكن ليتم لولا انتصارات الجيش السوداني والتضحيات التي قدمها أبناء القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة والقوات الأمنية الأخري والمستنفرين ، والتي تمكنت من تطهير الخرطوم وولايات الوسط، مما جعل الأرض آمنة ومهيأة لعودة المواطنين الطوعية.”

وأشار إلى أن المبادرة تتكامل مع رؤية الدولة السودانية لمرحلة ما بعد الحرب، التي تشمل عودة المواطنين وإعادة الإعمار والاستقرار، مضيفًا أن الرحلات القادمة ستشهد استخدام وسائل نقل إضافية مثل الحافلات بجانب القطارات لتوسيع نطاق العودة وتخفيف الأعباء على الأسر السودانية .

وقال السفير السوداني لدي مصر في : ” نحن سعداء أن كان جزء كبير من الشعب السوداني موجوداً في جمهورية مصر العربية التي قدمت لهم الرعاية الكاملة ، مضيفا ” ولم يشعر أي سوداني خلال هذه الفترة إلا أنه أخ شقيق وعزيز وكريم من ضمن أبناء وادي النيل الذين يتلقون الدعم والخدمات المؤثرة والمهمة من الحكومة المصرية .

وتابع قائلاً ” فنحن في هذا المنطلق لا بد أن نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي و رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وكافة الوزراء وعلى رأسهم الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية ، ووزير النقل الفريق كامل الوزير الذي رعى هذه المبادرة بتسيير القطارات ،و الرعاية الكاملة والتيسيرات غير المحدودة التي قدمتها الدولة المصرية من أجل إنجاح هذه المبادرة.

تمويل سوداني كامل للمبادرة وتحذير من محاولات الاستغلال

وأوضح الفريق عدوي أن المبادرة ممولة بالكامل من منظومة الصناعات الدفاعية السودانية، إضافة إلى دعم من منظمات المجتمع المدني السودانية في الداخل والخارج، مؤكدًا أن الحكومة السودانية لم تطلب أي دعم مالي من المواطنين الراغبين في العودة، بهدف تخفيف الأعباء عنهم وتمكين أكبر عدد ممكن من العودة.

وفيما يتعلق بمحاولات بعض الجهات استغلال هذه المبادرة لأغراض غير مشروعة، أشار السفير إلى أنها محاولات فردية ، مؤكدًا أن السفارة تعمل حاليًا على تنظيم ورشة عمل موسعة بالتعاون مع اللجنة المنظمة للعودة الطوعية، بهدف وضع خطة واضحة للرقابة والتوعية وحماية المواطنين من أي استغلال.

العلاقات المصرية السودانية.. تضامن متجدد

وأكد السفير عدوي في ختام تصريحاته أن العلاقات بين مصر والسودان أثبتت مجددًا أنها علاقات أخوية واستراتيجية ، مضيفًا: “لم يشعر أي سوداني بالغربة على أرض مصر، بل وجد كل الدعم والرعاية من أشقائه المصريين، وهذا ما نعتز به ونعول عليه في مرحلة إعادة البناء.”

تنظيم أسبوعي للرحلات واستجابة كبيرة من المواطنين

من جانبها، قالت السيدة أميمة عبد الله، رئيسة لجنة العودة الطوعية، إن الرحلة الثانية شهدت إقبالًا كبيرًا، ما يعكس رغبة السودانيين في العودة إلى الوطن للمساهمة في إعادة إعماره، رغم المشقة المرتبطة بطول المسافة والظروف الأمنية الصعبة.

وأكدت أن اللجنة تخطط لتسيير رحلة أسبوعية على الأقل، مشيرة إلى أن عدد المسجلين تجاوز حاليًا 3000 مواطن سوداني، مع استمرار التسجيل على مدار الساعة عبر منصات اللجنة الرسمية.

وكشفت عبد الله عن تعديل قيد التنفيذ على آليات التسجيل لتسهيل الإجراءات وتقليص فترات الانتظار، مشيرة إلى أن اللجنة تدرس حاليًا تسيير قطارين أسبوعيًا بالإضافة إلى 10 حافلات ستغادر خلال اليومين المقبلين لنقل عدد إضافي من الراغبين في العودة.

وأعربت عن تقديرها الكامل للتعاون الذي قدمته وزارة النقل المصرية وهيئة السكك الحديدية، والأمن المصري، والقنصلية السودانية في أسوان، والذي أسهم في تسهيل وتيسير الرحلات بشكل منظم وآمن.

الفن المصري يتضامن مع السودان

وفي لفتة إنسانية تؤكد عمق التلاحم الثقافي بين الشعبين، شارك الفنان المصري محمد رياض في وداع القطار، معربًا عن دعمه الكامل للشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة، وقال: “السودان بلدنا الثاني، وقلوبنا معكم، ونتمنى أن تعود الحياة إلى طبيعتها سريعًا، وأن ينعم السودان بالأمن والاستقرار.”

 

اقرأ المزيد

وزير الخارجية المصري يتوجه إلى مالي رابع محطات جولته في غرب إفريقيا