رغم بلوغه 83 عامًا.. الحسن واتارا يعلن ترشحه لولاية رئاسية رابعة في كوت ديفوارر
الرئيس الإيفواري يُنهي شهورًا من الجدل بإعلان ترشحه رسميًا للانتخابات المقبلة

أعلن رئيس كوت ديفوار (ساحل العاج)، الحسن واتارا، البالغ من العمر 83 عامًا، مساء اليوم الثلاثاء، ترشحه رسميًا للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 أكتوبر 2025، واضعًا بذلك حدًا للتكهنات التي استمرت لعدة أشهر حول مستقبله السياسي.
وقال واتارا في خطاب متلفز وجهه إلى الأمة: “أنا مرشح لأنني أريد أن تظل كوت ديفوار بلداً مزدهراً، يعيش في سلام وأمن.”
واتارا: أتمتع بصحة جيدة والدستور يمنحني الحق في الترشح
وأوضح واتارا أن قرار الترشح جاء بعد تفكير عميق في “التحديات الخطيرة” التي تواجه البلاد، مؤكدًا أن حالته الصحية الجيدة وخبرته الطويلة في الحكم تمنحانه القدرة على قيادة المرحلة المقبلة.
وأضاف:”التحديات الأمنية والاقتصادية والنقدية غير المسبوقة، خاصة في ظل تزايد التهديدات الإرهابية، تتطلب قيادة ذات خبرة ومعرفة دقيقة بملفات الدولة الحساسة , مشيرا إلى أن الدستور الحالي، الذي أُقر في عام 2016، لا يمنعه من الترشح لفترة جديدة.
دعم قوي من الحزب الحاكم ودعوات متكررة للترشح
ووفقا لتقرير لموقع ” أفريكا نيوز ” جاء إعلان واتارا تلبية لدعوات متصاعدة من حزبه السياسي “تجمع الهوفويتيين من أجل الديمقراطية والسلام” (RHDP)، الذي نظم خلال الأشهر الماضية مظاهرات حاشدة تطالب بترشحه مرة أخرى.
وكان قادة الحزب قد شددوا في أكثر من مناسبة على أن واتارا هو “الضامن الأول لاستقرار البلاد”، وأشادوا بإنجازاته الاقتصادية والأمنية خلال فترة حكمه.
جدل متجدد حول الشرعية الدستورية
ورغم الدعم الكبير الذي يحظى به واتارا داخل حزبه، فإن ترشحه لولاية رئاسية رابعة أثار موجة جديدة من الجدل داخل الأوساط السياسية والشعبية، خاصة في ظل استمرار الجدل بشأن ترشحه في انتخابات 2020، التي اعتبرتها المعارضة “غير دستورية”.
وكان الدستور السابق يحدد عدد الفترات الرئاسية باثنتين فقط، لكن التعديل الدستوري الذي جرى عام 2016 أُعيد فيه العداد إلى الصفر، ما سمح لواتارا بخوض انتخابات 2020. وتسبب ذلك آنذاك في احتجاجات واسعة وأعمال عنف أسفرت عن مقتل العشرات.
شخصيات معارضة بارزة تواجه الإقصاء من السباق الرئاسي
في المقابل، تسعى المعارضة إلى استعادة مواقعها، حيث أعلن عدد من القادة السياسيين نيتهم الترشح، من بينهم: تيجان تيام، زعيم الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار (PDCI) , ولوران غباغبو، الرئيس الأسبق وزعيم حزب الشعب الأفريقي (PPACI)
لكن كليهما يواجه احتمال الإقصاء من السجل الانتخابي، ما أثار قلق أنصارهما، ودفع أحزابهما إلى إطلاق حملات تطالب بإعادة النظر في أهلية ترشحهما قبل غلق باب الترشح.
الموعد الانتخابي يقترب.. وسباق محموم في الأفق
ومن المقرر أن تُغلق المفوضية المستقلة للانتخابات باب الترشح نهاية شهر أغسطس الجاري، تمهيدًا لإجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 25 أكتوبر 2025.
وتتجه الأنظار في الداخل والخارج إلى كوت ديفوار خلال الأشهر المقبلة، وسط مخاوف من أن يؤدي تصاعد التوترات السياسية إلى اضطرابات جديدة في واحدة من أقوى اقتصادات غرب إفريقيا.
إقرأ المزيد
كوت ديفوار .. ” المرأة الحديدية” تنافس طليقها في الانتخابات الرئاسية أكتوبر المقبل